ابنك هو سلوكك
التعامل مع الابناء فن له اصول
بقلم:الدكتورحسان شمسي باشا
معاملة الابناء فن يستعصي على كثير من الاباءوالامهات في فترة من فترات
الحياة. وكثيرا ما يتساءل الاباء عن اجدى السبل للتعامل مع ابنائهم
.
ان احساس الولد بنفسه يأتي من خلال معاملتك له,فان انت اشعرته انه((ولد طيب)), واحسسته بمحبتك,فانه سيكون عن نفسه فكرة أنه انسان طيب مكرم ,وانه ذو شأن في هذه الحياة .أما اذا كنت قليل الصبر معه, فتشعره بأنه ((ولد غير طيب)), وتنهال عليه دوما باللوم والتوبيخ ,فانه سينشأ على ذلك ,ويكون فكرة سلبية عن نفسه ,وينتهي الامر اما بالكابة او الاحباط ,أو بالتمرد والعصيان.
واذا رايته يفعل أشياء لاتحبها ,أوافعالا غير مقبولة , فأفهمه أن العيب ليس فيه كشخص ,بل ان الخطأ هو في سلوكه وليس فيه كانسان .
قل له"((لقد فعلت شيئا غير حسن))بدلا من أن تقول له ((انك ولد غير حسن)).
وقل له(لقد كان تصرفك مع أخيك قاسيا))بدلا من أن نخبره ((انك ولد شقي)).
ومن الاهمية أن يعرف الوالدان كيف يتجاوبان برفق وحزم في ان واحد مع مشاعر الولد , فلامواجهة حادة بالكلام أو الضرب ,ولا مشاجرة بين الام وابنها ,انما باشعاره بحزم أن ماقاله شيء سيئ لا يمكن قبوله , وأنه لن يرضى هو نفسه عن هذا الكلام .
ولا يعني ذلك أن يتساهل الوالدان بترك الولد يفعل ما يشاء ,بل لابد من وجود ظوابط واضحة تحدد ماهو مقبول ,وماهو غير مقبول. فمن حق الطفل أن يعبر عن غضبه بالبكاء أو الكلام , ولاكن لا يسمح له أبدا بتكسير الأدوات في البيت, أو ضرب اخوته ورفاقه .
أحبب أطفالك بحكمة
ولايمكن للتربية أن تتم
دون حب .فالأطفال الذين يجدون من مربيهم عاطفة واهتماما ينجذبون نحوه ,ويصغون اليه بسمعهم وقلبهم .ولهذا ينبغي على الأبوين أن يحرصا على حب الأطفال ,ولايقوما بأعمال تبغضهم بهما ,كالاهانة والعقاب المتكرر والاهمال ,وحجز حرياتهم ,وعدم تلبية مطالبهم المشروعة .وعليهما اذا اضطرا يوما الى معاقبة الطفل أن يسعيا لاستمالته بالحكمة ,لئلا يزول الحب الذي لاتتم تربية دونه .وليس معنى الحب أن يستولي الأطفال على الحكم في لبيت أو المدرسة ,يقومون بما تهوى أنفسهم دون رادع أنظام .فليس هذا حبا ,بل انه هو الضعف والخراب .وان حب الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه لم يمنعه من تكليفهم بالواجبات ,وسوقهم الى ميادين الجهاد ,وحتى انزال العقوبة بمن أثم وخرج على حدود الدين .وكل ذلك لم يسبب فتورا في محبة الصحابة لنبيهم ,بل كانت تزيد من محبتهم وطاعتهملنبيهم .
ويحتاج الأب لكي يظفر بصداقة أبنائه الى عطف زوجته واحترامها له .فالزوجة الصالحة التي تشعر أبناءها في كل وقت بعظمة أبيهم , وتقودهم الى احترامه وحبه ,وتؤكد في أنفسهم الشعور بما يملك من جميل المناقب والخصال .وهي تقو ل للطفل ((تمسك بهذا الخلق,فانه يرضي اباك )),و((تجنب ذلك الخلق فانه يغضب أباك ويغضب ربك)).
استمع الى ابنك
اذا أتاك ابنك ليحدثك عما يجري معه في المدرسة ,فلا تضرب بما يقول عرض الحائط .فحديثه اليك في تلك اللحظة-بالنسبة له-أهم من كل مل يشغل بالك من أفكار .فهو يريد أن يقول لك ما يشعر به من أحاسيس ,بل وربما يريد أن يعبر لك عن سعادته وفرحه بشهادة التقدير التي نالها في ذلك اليوم….
أعطه اهتمامك ان هو أخبرك أنه نال درجة كاملة في ذلك اليوم في امتحان مادة ما .شجعه على المزيد ,بدلا من أن يشعرأنك غير مبل بذلك ,ولامكترث لما يقول .
واذا جاءك ابنك الصغير يوما يخبرك بما حدث في المدرسة قائلا (لقد ضربني فلان في المدرسة))وأجبته أنت:هل أنت واثق بأنك لم تكن البادئ بضربه؟))فتكون حقا قد أغلقت باب الحوار مع ابنك ,حيث تتحول أنت في نظر ابنك من صديق ياجأ اليه الى محقق أو قاض يملك الثواب والعقاب .
بل ربما اعتبرك ابنك انك محقق ظالم يبحث عن اتهام الضحية ويصر على اكتشاف البراءة للتعدي عليه .
فاذا تكلم الابن اولا الى والديه , فعلى الوالدين ابداء الانتباه . وتواصل الحوار ,وينبغي مقاومة أي ميل الى الانتقاد أو اللامبالات بما يقوله الابن .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداعب الأطفال ويرأف بهم ,ومن ذلك مواقفه المعروفة مع أحفاده وأبناء الصحابة رضوان الله عليهم .
روى ابو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحسن ابن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا , فقال الأقرع:ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا .فنظر الرسول الكريم اليه ثم قال (من لايرحم لايرحم)). متفق عليه.
وكان معاوية رضي الله عنه يقول (من كان له صبي فليتصاب له)).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداعب الأكفال فيمسحرءوسهم ,فيشعرون بالعطف والحنان .
فعن عبد الله بن جعفر –رضي الله عنهما-قال:مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على رأسي وقال : اللهم اخلف جعفرا في ولده)).رواه الحاكم .
كما كان يمسح خد الطفل كما ورد في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة قال:
صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج الى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان-أي صبيان –فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا .
وروى النسائي (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ,ويمسح رءوسهم)).
اترك لطفلك بعض الحرية.
وأسوأ شيء في دورنا ومدارسنا-كما قال أحد المربين-المراقبة المتصلة التي تضليق الطفل وتثقل عليه ,فاترك له شيئا من الحرية ,واجتهد في اقناعه بأن هذه الحرية ستسلب اذا أساء استعمالها. لاتراقبه ولاتحاصره ,حتى اذا خالف النظام فذكره بأن هناك رقيبا .ان الطفل يشعر بدافع قوي للمحاربة من أجل حريته ,فهو يحارب منأجل أن يتركه الأب يستخدم القلم بالطريقة التي يهواها,ويحارب من أجل ألا يستسلم لارتداء الجوارب بالاسلوب الصحيح ,والحقيقة الاساسية أن الابن يحتاج الى أن تحبه وأن تحضنه لاأن تحاصره ,ويحتاج الى الرعاية الممزوجة بالثقة ,ويحتاج الى أن تعلمه كل جديد من دون أن تكرهه عليه .
وكثيرا ما نجد الطفل يتلكأ ,بل قد يبكي ويصرخ عندما تطلب منه الأم بلهجة التهديد أن يذهب ليغسل يديه أو أن يدخل الحمام ,ولكن الابن لو تلقى الأمر بلهجة هادئة ,فسيستجيب بمنتهى الهدوء .فكلما زاد على الطفل الالحلح شعر بالرغبة في العناد ,وعدم الرغبة في القيام بما نطلب منه من أعمال .
وعض الآباء يتفاخرون بأن أبناءهم لايعصون لهم أمرا ,ولا يفعلون شيئا لم يأمروا به…..
والبعض الآخر يتعامل مع أطفاله وكأنهم ممتلكات خاصة لاكيان لهم .واخرون يكلفون أبناءهم فوق طاقتهم ,ويحملونهم من المسؤوليات الايطيقون ,وفي كل هذه الحالات مغالاة ,وبعد عن الأسلوب الحكيم في التربية وهو((خير الأمور أوسطها)).
انتبهوا أيها الآباء والأمهات الى ضرورة التقليل من التوبيخ الأتوماتيكي وغير الضروري والى التقليل من الرقابة الصارمة على الأطفال .فالطفل ليس الة نديرها حسبما نشاء .ان له ابداعه الخاص في ادارة اموره الخاصة ,فلماذا نحرمه من لذة الابداع؟
سلوك أبناءك من سلوكك
عندما يصرخ الأبقائلا انه يتعب كثيرا:ولاينال شيئا مقابل تعبه وهو المظلوم في هذه الحياة ,فان ذلك ينقلب في ذهن طفله الى أن الرجل هو ضحية المرأة ,وأنه من الأفضل عدم الزواج ,وعندما تصرخ الأم بأن الرجل هو الكائن الوحيد الذي يستمتع بالحياة ,وهو الذي يستغل كل جهد المرأة ,فان هذا الصراخ ينقلب في وجدان الفتاة الصغيرة الى كراهية الرجل وعدم تقديره ,ولهذا تجدها تنفر من الزواج عندما تكبر .
و الابن الذي يرى أباه يحتقر أمه يعتبر ذلك((الاحتقار))هو أسلوب التعامل المجدي مع المرأة .والبنت التي ترى أمها كثيرة التعالي على الأب وتسيئ معاملته يستقر في ذهنها أن أساس التعامل مع الرجل التعالي عليه والاساءة اليه .
والخلاصة أنه ينبغي أن تكون معاملة الوالدين ثابتة على مبادئ معينة , فلا تمدح اليوم ابنك على شيئ زجرته بالامس على فعله , ولاتزجره ان عمل شيئا مدحته بالامس على فعله .ولاترتكب أبدا ما تنهي طفلك عن اتيانه
مرسي بزاااف
بارك الله فيك اخي في الله سمير.ما شاء الله على تلمسك الى شغل و موضوع حساس عند الجميع……………. وخاصة في الوقت الحالي الذي اصبح الولد بحاجة الى والديه اكثر……….لظهور التكنولوجيا وشغل الاباء عنهم بسبب العمل…….. على الاقل في الماضي كانت الام تقعد في البيت تستقبل اولادها وتعرف اوقات رجوعهم الى البيت ويحكوا لها مشاغل النهار اما الان…………………….. ……….. . فاصبحت الام لا ترى اولادها الا في عطلتها… اه نعم فعند رجوعها من الشغل اليومي تعطي لهم بعض النقود ليأكلوا في الشارع…………..
اين هو دور الام هنا؟؟