تخطى إلى المحتوى

طريقة إدارة الأسرة لا يمكن أن تعتمد العنف: 2024.

مَن المرشح الأوفر حظاً والذي أنيطت به هذه المهمة الخطيرة؟

وهل أن الاختيار لمن يقود الأسرة قد وقع اعتباطاً، وبناءً على النظرة الفوقية ـ للبعض ـ إلى الرجل والتي ترفع من شأن الرجل على المرأة أم أن هذا الاختيار وقع بناءً على حسابات حكيمة؟

إن الرجل هو الطرف الذي اختاره الاسلام وأناط به مهمة قيادة الأسرة، ولكن الشيء المهم والذي لا بد من توجيه الأنظار إليه هو أن إناطة مهمة قيادة الأسرة للرجل لا يعني ـ في حقيقته ـ أنه نوع من التفضيل الذي خص الاسلام به الرجل دون المرأة، بقدر ما هو واجب ثقيل ألقي على عاتقه وفق ما يتناسب وطبيعته السيكولوجية والنفسية والعاطفية.

((إن قيادة الرجل في العائلة ليس تكريماً روتينياً للرجل، وإنما هي تحقيق لهدف الزوجية، وتكريس لخصائص طرفي الزواج، تماماً كما أن طاعة الزوجة للزوج، ليس تخلفاً مشيناً، وإنما هي استجابة للقيادة في الأسرة)) إذن فلا تذهب الظنون بالمرأة في أن الاسلام قد فضل عليها الرجل لكونه أو كل قيادة الأسرة إليه دونها، بل وعليها التنبه جيداً لأولئك الذين يتصيدون في الماء العكر ـ على ما يقال ـ رغبة منهم في أن يفقد أبناء الاسلام ثقتهم في دينهم مستغلين نقاطاً معينة مفسرين الغرض منها على أهوائهم ووفق ما يخدم مصالحهم وأهدافهم.

اللاعنف محور تدور حوله وظيفة القيادة:

أن طبيعة قيادة الرجل للأسرة ((ليست تسلطاً واستيلاءاً، ولذلك فإنها لا تمنع من مساهمة المرأة في الإدارة، غير أنها لا تفرض عليها المساهمة، ولا تكرهها عليها)).

وقيادة الرجل ذاتها لا تخرج إطلاقاً عن دائرة المسؤولية إلى دائرة التحكم، بالتعامل بالقسوة، والتطلع بالغلظة في السلوك والمعاشرة، وإن جنحت القيادة إلى ذلك فهي تعبير عن إفلاس الرجل في فهم القيادة وتطبيقها.

وفي الواقع فإن قيادة الرجل، قضية مغروسة في لا شعور كل من الرجل والمرأة.
إذن فطبيعة قيادة الرجل للأسرة لم تكن مبنية على أساس العنف، ولم تكن فلسفة إعطاء الرجل قيادة الأسرة مبنية على أساس أن الرجل يمتلك القوة العضلية التي يمكنه من خلالها التحكم والسيطرة.

طريقة إدارة الأسرة لا يمكن أن تعتمد العنف:

يترتب على ما تقدم ذكره أنه إن كان قائد الأسرة يريد أن يصل إلى الدرجة المثلى في قيادته لأسرته فليس عليه أن يتبع الأسلوب العنيف في ذلك، فليس الزوجين في حلبة صراع تكون الأفضلية والفوز فيها للأقوى، ولكن إن كان القائد يهدف إلى أن يطيع الآخر ((فعليه أن يخضعه بطريقة إنسانية، وليس بطريقة وحشية أو تسلطية وما إلى ذلك)).

معنى شاوروهن وخالفوهن:

ورد عن النبي، أنه قال: ((شاوروهن وخالفوهن)).
ولقد أثار هذا الحديث ضجة من قبل النساء، كما اندفع الكثير من الرجال إلى استغلاله كدليل على قلة شأن المرأة والحق أن هذين الموقفين من الرجل والمرأة إزاء هذا الحديث لم يكونا إلا عن سوء فهم من قبل كل منهما للحديث النبوي المتقدم.

فنحن لو أخذنا الحديث على ظاهره للزم أن نتهم الرسول بالأمر باتباع الباطل والخطأ، ومجانبة الحق والرأي الصائب، إذ أنه يمكن أخذ الحديث على ظاهره فيما لو أشارت المرأة على الرجل بالخطأ من الرأي، ولكن ماذا لو أشارت المرأة على الرجل بالرأي الحق فهل يعني ذلك أن الرجل ـ وامتثالاً لحديث الرسول وأمره ـ يجب عليه أن يجانب الحق لكي لا يخالف قول رسول الله
إن هذا مما لا يمكن قوله وحاشا لرسول الله أن يأمر به.

فقد قيل في معنى ((شاوروهن وخالفوهن)):

((عودوهن على المخالفة، وهذا التعود يمكن الرجل من التماسك أمام المرأة فيما تطلبه منه، كما يجعل المرأة تشعر بأن الرجل يملك القدرة على الرفض في بعض القضايا التي قد تريدها منه والتي تجانب في طبيعتها الصواب. وهذا يلتقي مع الكلمة المنسوبة للإمام علي وهي: ((لا تطيعوهن بالمعروف كي لا يطمعن في المنكر)).
وتعني هذه الكلمة ألا يعود الرجل المرأة على الطاعة المطلقة في المعروف من خلال أنه طاعة لها لا من خلال أنه معروف.

لهذا فإن هذا الحديث لا يتحدث عن قيمة رأي المرأة ليقول: أن رأيها لا يمثل قيمة، بل أنه تحدث عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة ويرى أن تكون علاقة منطلقة من الحذر الذي يراد له أن يوحي للمرأة بأن من الممكن للرجل أن يخالفها، وأن يوحي للرجل بأن عليه لا يستسلم للمرأة.

ولكن ذلك لا يعني أن الذي قلناه ندعو فيه إلى إهمال جانب كون الإدارة شيء تحكمه المواد القانونية والاجتماعية أو التعليمات الشرعية، فهذا الأمر واجب المراعاة، ولكننا نقول بأنه لا يمكن إهمال أحد الجانبين في سبيل تغليب الجانب الآخر. وإنما يسعى المدير قدر الإمكان إلى التوفيق بين الجانبين بحيث لا يقصر في إهمال أحدهما، ولا يغالي في تغليب الآخر.

لقد كان ما تقدم من الكلام هو عن الإدارة بصورة عامة، أما بخصوص ما نحن بصدده ألا وهو موضوع إدارة الرجل للأسرة فنقول فيه بأنه ((لا بد من أن يشعر الرجل بإنسانية المرأة، وأن تشعر المرأة بإنسانية الرجل، وأن يتحركا من خلال هذا الشعور لتكون العلاقة الزوجية حالة إنسانية يعيشانها)).

جزاك الله كل الخير على موضوعك المهم جدا في مجتمعنا

والغريب اخي اني قبل اسبوعينكانوا يتحدثون عن العنف في

بلاد العرب وكانت الجزائر ذات نسبة في العنف ضد النساء

والاطفال واحزنني هذا فعلا …. العنف ليس مرجلة ولكن جبن ونذالة فحسبي الله على كل ظالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.