ان العنف الذي يواجهه الطفل في بلادنا يتطلب منا اعادة النظر في هذه الشريحة المهملة والتي يعود السبب في اهمالها اولا للوالدين ثم الي المدرسة ثانيا :
فاذا قلنا الوالدين فاننا نتكلم عن العالم الاول الذي يفتح الطفل عينيه عليه ، فاذا وجد بيئة عائلية جيدة نشأ جيدا واذا وجد الاهمال فالشارع ينتظره علي احرمن الجمر ليقدم له اطباق المخدرات ويفتح له عالم الحرقة وبين كل هذا نجد الابوين يتنصلون من مسؤولياتهم مبررين ذلك تارة بالظروف الاجتماعية وتارة اخري بانهم يبذلون قصار جهدهم ولم ينفع معه شيئ.
واذا قلنا المدرسة فانها لا تلعب دورها كما ينبغي ، فالتربية هي الاساس في المدرسة وهذا عنصر غائب فيها ، فالمعلم ينهال عليه بالضرب ولا يبالي بمشاعره فينشأ الطفل كانه يتيم فلا هو لاقي حنان الوالدين ولا هو احس بمساعدة الغير له وهنا الاجرام سيجد طريقا معبدا الي الطفل ناهيك عن المخدرات والآفات الاجتماعية الخطيرة .
ولهذا فعلي الوالدين تحمل مسؤوليتهما اتجاه الطفل فالشارع لا يربي ، وان تركناه في الشارع فلا عجب ان نجد الابن يضرب اباه او امه ، وانا احذر ايضا من مخاطر الاعلام فعليهما ان يختارا له ما ينفعه واذا اهملنا هذا الجانب فلا عجب ان يدخل عليهما ذات يوم بقلادة فيها صليب و وشم علي الوجه و {منقوش} في الاذن وهذا ما هو شائع اليوم .
وعلي الدولة اعادة النظر في المؤسسسات التربوية واعادة رسكلة الانظمة البيداغوجية للنهوض بالطفل وعلي الاقل تعويضه عن النقائص التي تواجهه في المنزل بصياغة مناهج تربوية بالدرجة الاولي وتعليمية بالدرجة الثانية ومن قال ان التعليم هو التربية فقد اخطأ ، فالتربية اولا ثم التعليم ثانيا .
ان موضوع الطفل لابد ان يؤخذ بعين الاعتبار لما له من ابعاد اجتماعية باعتبار الطفل اللبنة الاساسية لتكوين المجتمع ، فهو رجل المسقبل به يصلح المجتمع او يفسد .