والاراء التي عرفت عن بعض الباحثين حول اصل الاسم هي كالتالي
1-من الكلمة الاكادية <سوبرتو-شوبرتو>التي كانو يقصدون بهاالاراضي العليا-منطقة الاشوريين-
2-من<صور>اسم المدينة الساحلية المعروفة
3-من اللفظة الكنعانية<سيريون>المذكورة في عبرية التوراةوالواردة في كتابات اوغاريت بشكل<ش ر ي ن>كتسمية كانت تطلق على جبل لبنان الشرقي
4-واخيرا كاختصار للفظة اليونانية<assyria >بلاد اشوروذلك باهمال المقطع الاول -as-لتصبح<syria>
و الاراء الثلاثة الاولى لم تلاق تجاوبا من الباحثين وتفتقر الى المنطق اللغوي والخغرافي المقنع
اما الراي الاخير اي اشتقاق <syria>من <assyria>فهو يستند بحق الى منطق لغوي وتاريخي وجغرافي ويعتقد به عدد من الباحثين
لم يوجد حتى الان ما يشير الى ان اسم سوريا كان مستخدما قبل النصف الثاني من الالف الاول قبل الميلاد والمعروف فقط انه ورد في النصوص اليونانية لاول مرة في القرن الخامس قبل لميلاد في كتابات هيرودوت .
ويبدو انه ومنذ ذلك الزمن ايضا استخدم في الكتابات السريانية وارامية التلمود وبنفس الصيغة التي استمرت في العربية اي <سوريا>حيث طغى على التسمية القديمة <ارام>.ويستفاد من المصادر اللغوية السريانية انه اعتبارا من ذلك الوقت اصبح مدلول التسمية جغرافيا كما يلي
فما كان معروفا قبل ذلك محليا باسم<ارام نهرين>وهو منطقة الرافدين اصبح يوصف بانه <سوريا بريثا>اي سوريا الخارجية وما كان غربي الفرات من ممالك ارامية منتشرة ما بين حلب شمالا وشرقي الاردن جنوبا اصبح يوصف بانه<سوريا جويثا>اي سوريا الداخلية واما منطقة الانهدام السوري الكبير ما بين العمق شمالا ووادي العربة جنوبا فقد اطلق عليه وصف <سوريا عميقثا>اي سوريا العميقة . وهذا يوضح لنا ان تسمية سوريا منذ ذلك الوقت اشتملت على ما دعي عربيا ارض الشام والرافدين معا.
قبل ذلك بعدة قرون كانت <اشور>وباليونانية <اسيريا>قد اصبحت اقوى الدول على ساحة الهلال الخصيب .
وتمكنت اعتبارا من القرن التسع قبل الميلاد من بسط سلطتها المركزية ولمدة اكثر من قرنين على كافة الكيانات السياسية فيما غربي الفرات حتى الساحل السوري وحدود مصر.
وهذا يعني ان اسم <اشور>-assyria-تبعا لذلك كان يشمل في تلك الحقبة كل هذه المناطق وبتعبير اخر اتسعت التسمية باتساع القوة السياسية.
الامر الذي نتج عنه ان اسم<assyria>تغلب من حيث الاستخدام على تسمية <ارام>والتسمية المقابلة لها باليونانية<aram>وكذلك تسميات تلك الكيانات المتفرقة.ويلاحظ في المصادر القديمة ان الاسماء المحلية هذه لم يعد لها فعلا اي دور يذكر حتى بعد ان فقدت اشور زعامتها السياسية والعسكرية وسقطت عاصمتها في القرن السادس قبل الميلاد وحلت محلها من جديد زعامة بابل وارثة سلطتها على ارض الهلال الخصيب لفترة عرفت بالبابلية الجديدة او
-الكلدانية- ويبدو ان اسم<assyria>الذي استمر في الاستخدام حقبة طويلة لم يختف من الاذهان بعد هذا التحول السياسي فعاد الى الظهور بعد زوال الامبراطورية البابلية الجديدة في حين ان اسماء الكيانات المحلية المتفرقة كانت قد دخلت عالم النسيان .
هذا من الناحيتين الجغرافية والتاريخية .واما من الناحية اللغوية فمن الواضح تماما انا اهمال المقطع الاول-as-من كلمة-assyria-ينتج عنه تطابق حرفي ولفظي كامل مع كلمة -syria-وهذه حالة ليست شاذة او نادرة في علم الاسماء الجغرافية .علما ان تطور الاسماء باهمال جزء منها مسألة لم تقتصر على المحيط السوري وحده .
ومن المؤكد ان ذلك لم يحدث فجأة وانما خلال زمن طويل.
اذ ان تسمية -assyria-التي لم يبطل استخدامها تماما خففت فيما بعد حوالي القرن الخامس وجاءت في الكتابات اليونانية بشكل -syria-حيث اتخذتها الاداب السريانية ايضا بشكل سوريا…
فالتسمية اذن سورية في جوهرها يونانية في شكلها علما ان اللفظة السريانية المطابقة لليونانية -assyria- هي
<اثوريا> .
بعد ذلك الوقت بقيت تسمية سوريا متعلقة بالتطورات السياسية واحداث القرون اللاحقة ولم تكن نهائية وثابتة بالنسبة للهلال الخصيب ككل .
يبقى ان تسمية <الهلال الخصيب>كما نلاحظ شكلا ومضمونا عبارة عن وصف طبيعي جغرافي مناخي لهذه البقعة .
وقد اطلقت في العصر الحالي على البلاد لما لها فعلا من صفات ميزتها عما جاورها منذ القديم.
وقد اصبح لهذه التسمية مدلول حضاري عالمي بحيث ان اغلب الباحثين في العالم اليوم يستخدمونها بالمفهوم الحضاري الشامل للمنطقة ككل رغم انهم غالبا ما يميزون في الابحاث التاريخية والسياسية بين تسمية -syria-
وتسمية -mesopotamia- ………
عن كتاب سوريا القديمة …الدكتور عبدالله الحلو
واصل لنتواصل ولك التحية
نورت صفحتي
نورتي
ويعطيك ألف عافية
نورتي عطر الياسمين
نورت
بارك الله فيك