الحمد لله أولاً وأخراً .. والشكر له دائماً وأبداً .. يمنُّ على من يشاء بالهداية .. وينعم على من شاء بالسعادة .. ويُنجي عبده من الضلالة .. وينصر أولياءه إلى قيام الساعة .
أيها الأخ المسلم .. هنيئاً لك على نعمة الهداية .. ونسأل الله لك الثبات حتى الممات .
لقد كان إنجازاً عظيماً حين قررت أن تعتنق دين الإسلام ، وأن تترك الضلال الذي نشأت عليه ، وتجتنب الشرك الذي نُهيت عنه ، فأهلاً بك أخاً جديداً للمسلمين ، ومرحباً بك زائراً كريماً في هذا الموقع .
في البداية .. نذكرك بأن الإنسان في هذه الدنيا يمرُّ بامتحان عظيم ، وبلاءٍ جسيم ، يحتاج معه إلى الصبر والثبات ، والعزم حتى الممات ، ( يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه ) .
ومن جملة ما ابتلى الله به عباده ما افترض عليهم من الفرائض والواجبات كالصلوات والصوم والزكاة والحج وسائر العبادات ، وما نهاهم عنه من الكذب والغش والزنا واللواط وسائر المحرمات ، ليرى المؤمن الصادق الذي ينفذ أمر الله فيدخله الجنة ، ويرى الكاذب المنافق الذي يترك طاعة الله فيدخله الله النار .
فاحرص – وفقك الله – على بذل الجهد في تعلم أمر الله لتفعله ، وتعلم ما حرم الله لتجتنبه .
والأوامر كثيرة ، والنواهي مثلها , وتعدادها أو شرحها في مكان واحد متعذر ، ولكنَّا نُحيلُك على ما ورد في موقعنا هذا من الأسئلة التي اشتملت على تعاليم الدين الحنيف ، فلعلك أن تتصفحها ، وتقرأ ما ورد فيها لعل الله أن ينفعك بها .
وأما ما ذكرته في سؤالك من أنه يجب عليك أن تتعلم اللغة العربية ، فهذا صحيح ولكن ليس كل اللغة ، بل الواجب تعلم ما تحتاج إليه في أُمور دينك انظر السؤال (6524) ، وعدم معرفتك للغة العربية ليس مسوغاً لترك الصلاة لأنك تستطيع أن تتعلم ما تحتاجه في صلاتك في وقت يسير ، وإلى أن تتعلمه فعليك أن تحافظ على الصلاة في وقتها ، وتصلي حسب استطاعتك ، و( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) .
وأما كيفية الصلاة فستجد الجواب في الموقع برقم (13340) ، وانظر للفائدة (8580) و(2427) و (11040) .
وختاماً ننصحك أيها الأخ بالبحث عن مركز إسلامي في بلدك ، ومصاحبة المسلمين المتمسكين بدينهم ، ولا تنسَ متابعة المواقع الموثوقة ، والحرص على الاستفادة منها بقدر الإمكان ، كما نفيدك بأننا نَسْعَدُ بخدمتك وخدمة أمثالك ممن يحرصون على ما ينفعهم ، وسنقدم لكم ما نستطيع من التوجيه والإرشاد ، فكن معنا على اتصال ، والله يحفظك ويرعاك ، والسلام
أخرجت زكاة الفطر قبل العيد بأكثر من أسبوع، فهل تجزئ؟ فإذا كانت لا تجزئ فماذا تفعل?
الحمد لله:
• أولاً: اختلف أهل العلم في أول وقت إخراج زكاة الفطر على أقوال:
* القول الأول: أنه قبل العيد بيومين، وهو مذهب المالكية والحنابلة، واستدلوا بحديث ابن عمر رضي الله عنهما وفيه: "وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين" رواه البخاري (1511).
– وقال بعضهم قبل العيد بثلاثة أيام، لما في "المدونة" (1/385) قال مالك: أخبرني نافع أن ابن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة. وهو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (14/216).
* والقول الثاني: يجوز من أول شهر رمضان، وهو المفتى به عند الحنفية والصحيح عند الشافعية. انظر "الأم" (2/75)، "المجموع" (6/87)، "بدائع الصنائع" (2/74).
– قالوا: لأن سبب الصدقة الصوم والفطر عنه، فإذا وجد أحد السببين جاز تعجيلها، كما يجوز تعجيل زكاة المال بعد ملك النصاب قبل تمام الحول.
* القول الثالث: يجوز من بداية الحول، وهو قول بعض الأحناف وبعض الشافعية، قالوا: لأنها زكاة، فأشبهت زكاة المال في جواز تقديمها مطلقاً.
• والراجح هو القول الأول.
قال ابن قدامة في "المغني" (2/676): "سبب وجوبها الفطر، بدليل إضافتها إليه، والمقصود منها الإغناء في وقت مخصوص، فلم يجز تقديمها قبل الوقت" انتهى.
• وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (18/زكاة الفطر/السؤال رقم 180): أديت زكاة الفطر في أول رمضان في مصر قبل قدومي إلى مكة، وأنا الآن مقيم في مكة المكرمة، فهل علي زكاة فطر؟
– فأجاب: "نعم، عليك زكاة الفطر؛ لأنك أديتها قبل وقتها، فزكاة الفطر من باب إضافة الشيء إلى سببه، وإن شئت فقل: من باب إضافة الشيء إلى وقته، وكلاهما له وجه في اللغة العربية، قال الله تعالى: {بل مكر الليل والنهار}، هنا من باب إضافة الشيء إلى وقته، وقال أهل العلم: باب سجود السهو، من باب إضافة الشيء إلى سببه.
فهنا زكاة الفطر أضيفت إلى الفطر لأن الفطر سببها؛ ولأن الفطر وقتها، ومن المعلوم أن الفطر من رمضان لا يكون إلا في آخر يوم من رمضان، فلا يجوز دفع زكاة الفطر إلا إذا غابت الشمس من آخر يوم من رمضان، إلا أنه رخص أن تدفع قبل الفطر بيوم أو يومين رخصة فقط، وإلا فالوقت حقيقة إنما يكون بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان؛ لأنه الوقت الذي يتحقق به الفطر من رمضان، ولهذا نقول: الأفضل أن تؤدى صباح العيد إذا أمكن" انتهى.
• ثانياً: يجوز دفع زكاة الفطر إلى الوكيل ومن ينوب عنك من جمعية خيرية أو أشخاص مؤتمنين ونحو ذلك من بداية الشهر، على أن تشترط على الوكيل أن يخرجها قبل العيد بيوم أو يومين، لأن أداء الزكاة الشرعي هو أداؤها إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين، وهو الذي جاءت الشريعة بتقييده قبل العيد بيوم أو يومين، أما التوكيل في إخراجها فهو من باب التعاون على البر والتقوى، وليس لذلك وقت مقيد.
• فالحاصل أن إخراجك الزكاة قبل العيد بأسبوع غير مجزئ، فعليك إعادة إخراجها، إلا إن كنت أعطيتها لمن ينوب عنك في إخراجها من الجمعيات والمراكز التي تعتني بأدائها في وقتها قبل العيد بيوم أو يومين، فقد أديت ما عليك حينئذ، وتعتبر زكاة صحيحة مقبولة إن شاء الله تعالى، والله أعلم.
تنبيه: أحب أن أشير الى كلمة قد أخطأ كثيرامن الناس حتى بعض العلماء. في استعمالها للدلالة على فاحشة اتيان الرجال و هي كلمة اللواط. فهذه الكلمة مشتقة من كلمة لوط و هو اسم النبي الذي أرسل الى أولئك القوم عليه وعلى نبينا السلام.
والاسم الدال على هذا المنكر و هذه الفاحشة هو الذي جاء به القرآن " فاحشة اتيان الرجال"
و السلام على من اتبع الهدى.