كل رابط في الحياة ينقلب في الآخرة إلى عداوة إلا ما كان في ذات الله قال تعالى: { الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}[الزخرف: 67] قال ابن كثير في تفسيره ([1]): "أي كل صداقة وصحابة لغير الله تنقلب يوم القيامة عداوة إلا ما كان لله عز وجل فإنه دائم بدوامه". والله عز وجل يحب المتآخين في ذاته المتوادين على طاعته. يقول النبي (صلى الله عليه و سلم): «إن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال أين تريد؟ قال أريد أخاً لي في هذه القرية. قال هل لك عليه من نعمة تربها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله، قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه». (رواه مسلم).
المحبة في الله محبة مأمونة منزوعة المكر، بعيدة عن الخيانة أو الخذلان، لا تخشى فيها الغوائل، متوارية عن المصالح الدنيوية باقية ببقاء الله وهو سبحانه حي لا يموت.
الأخوة في الله عبادة ميسورة ممزوجة بالمتعة والأنس، تزداد بالإيمان والنصح وحفظ السر وإيصال النفع لأخيك وكف الضر عنه. وتصفو مودتها بصدق الحديث ونبذ الحسد ومجانبة المكر أو النكاية. آية صدقها الوفاء والأمانة والهدية.
قال عليه الصلاة والسلام: «تهادوا تحابوا». (رواه البخاري في الأدب المفرد).
كمال الإيمان مقيد بها، قال عليه الصلاة والسلام: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم». (رواه مسلم). حقيقتها جسد واحد تعدد فيه القلوب قال عليه الصلاة والسلام: «المؤمنون كرجل واحد» رواه مسلم وقال عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» (متفق عليه).
وإذا كان المؤمنون إخوة أمروا فيما بينهم بما يوجب تآلف القلوب واجتماعها، ونهوا عما يوجب تنافر القلوب واختلافها.
([1]) تفسير ابن كثير 4/133.
سؤال لو تكرمتـ : حينما نخابط بعضنـآ بعض ف المنتديـآت نقول اخي ف الله ونحفظ تلك الكـُُلفة ولانزيغ ع المعنى الحقيقي لهـآ ( هل هنـآ نكون قد تجاوزنـآ الحد كما اسلف احد مواضيعك ونصائحك قبلا لنا بنـآتـ حواء؟)
ف احيـآنـآ تصلنـآ فتوى انها لاتليق ولا تستحب واحيـآنـآ مـٌحرمة بين الجنسين ولكن لم اجد من تحريم لها بين روحين اثنين
لذا اسـآل الله ان يمن عليَ بنعمه ويريني الحق حقا ويرزقني اتباعه ( ف والله نحن نجتهد لاجله )
دُمتـ نـآصحـآ لنا استـآذي
سلامي
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتـــه
حيا الله الشيخ الحبيب و بارك الله فيكـ و رزق ما تتمنى
شيخي الفاضل
ما حكم قول الرجل للمرأة " أختي " سواء أتبعها بكلمة الفاضلة أو الكريمة أو لم يتبعها.
أو قول المرأة للرجل " أخي " مثلًا ..
جزاكم الله خيراً أختي الكريمة أو العكس تماماً ؟؟
لأن أحد مشرفي منتدى طبي منع هذه اللفظة و أبدلها بلفظة " دكتورة "
كـ " جزاكِ الله خيراً دكتورة " أو " دكتورة فلانة أفعلي هذه المهمة " مثلاً ..
بحجة أقل فتنة !! أمر مستغرب .. !!
فما رأي فضيلتكم بهذا الإستبدال و هل يحق له المنع من هذه اللفظة ؟
و جزاكم الله خيراً
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
لا حرج في قول الرجل للمرأة : أختي ، ولا في قول المرأة للرجل : أخي .. سواء أتبعها بلفظة الكريمة ، أو الفاضلة ، أو العكس ، بأن تقول المرأة : أخي الكريم ، أو الفاضل .
وليس فيها فِتنة بِخلاف بعض الألفاظ ، مثل : الغالية .. العزيزة .. ونحوها .
وهذا الاستبدال دَخيل على لُغتنا ، لأنه لفظ أجنبي !
والمعروف في لغة العرب : طبيب أو طبيبة ..
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد.
و من ثم تبين أنه لا حرج في قولك أخي لبعض أفراد المنتدى، أو حتى أخي الفاضل أو أخي الكريم، ويظهر لي (أنا العبد الضعيف ضحل العلم قليل الاطلاع)، أن قولك أخي في الله تنحو نحو الفاضل و الكريم، لأن الأصل أن الأخوة كما تبين من الدرس السابق لا تكون الا في الله و أن تنبني على الاحترام و التوقير و حسن العبارة و ارادة الخير و الدلالة عليه و الاعانة عليه، و ارشاد الحائر و تبصير الجاهل و التعاون على البر و التقوى، و التناصح و التوصي بالحق و الهدى، واذا كان التخاطب بين الجنسين تجتنب العبارة المحتملة و كذلك لين الكلمات و اظهار الخضوع بالقول أناء المخطبات و ابداء التعلق بالطرف المخاطب من خلال كثرة الثناء والمدح و الذي يبلغ أحيانا مبلغ الاطراء، ورفعه فوق مقامه الذي هو فيه، مما كان يكفيه مجرد الدعاء بالتوفيق و القبول.
نسأل الله لنا و لجميع أخواتنا التوفيق و القبول و الهداية للخير و السلامة من كل شر، فالأمر ليس بالسهل و لا يمكن لأحد أن يزكي نفسه أو يبرئها فكلنا ذلك العبد الضعيف الذي يسأل مولاه العصمة من الفتن ما ظهر منها و ما بطن.
جعله في ميزان حسناتك
ﻣﻮﺿﻮﻭﻭﻭﻭﻉ ﺭﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺋﻊ
ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﻭﺟﺰﺍﻙ ﺧﻴﺮ ﺟﺰﺍﺀ