تخطى إلى المحتوى

خطوات الى السعادة 14 (من أسباب سعادة الفرد و المجتمع الدعوة إلى الله، و النصيحة لكل مسلم) 2024.

  • بواسطة
خطوات الى السعادة 14 (من أسباب سعادة الفرد و المجتمع الدعوة إلى الله، و النصيحة لكل مسلم)
الدعوة إلى الله

خير الأعمال وأبرها عند الله الدعوة إليه سبحانه، وقول الداعية أحسن الأقوال في ميزان الله قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33] وهي طريقة الأنبياء وأتباعهم قال سبحانه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].

وكل عمل يقوم به المهتدي على يديك لك فيه نصيب يقول عليه الصلاة والسلام: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله». رواه مسلم. والدعوة إلى الله من الأسس التي قام عليها هذا الدين، وهي سبيل النجاة، وربنا ذكر أن الإنسان خاسر إلا إذا أدى حقوقاً أربعة هي: الإيمان بالله، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والصبر على ذلك. وقد ذكرها الله في سورة كاملة:{ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[العصر: 1-3]. فادع إلى الله بحكمة وأناة وموعظة حسنة, ولا تتردد في دعوة الآخرين، فإن رأيت تكاسلاً من أحد إلى الصلاة فإرشاده إلى أدائها دعوة، وتذكير العاق لوالديه بوبال العقوق إرشاد، وموعظة قاطع الرحم نصيحة.

* أحب الدعوة ولكني لست بليغاً فماذا أفعل؟

البلاغة والفصاحة والبيان ليست شرطاً في الدعوة إلى الله، فكليم الرحمن موسى ثقل لسانه عن البيان وسأل الله سبحانه بقوله: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} [طه: 27] وعدوه فرعون أبين منه في الكلام لذا أخبر الله عن فرعون أنه قال: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف: 52] أي لا يحسن الكلام والبيان. ومع عدم فصاحة موسى وبيانه إلا أن أمته أصبحت أكثر الأمم أتباعاً بعد أمة محمد (صلى الله عليه و سلم) فبلغ بما أوتيته من علم وفصاحة على قدر الجهد والطاقة ولا يكن حياؤك مانعاً لك عن تبليغ الخير لغيرك.

والدعوة إلى الله ليست مقتصرة على موعظة على منبر أو نصيحة في محفل، بل إن الدعوة إليه متنوعة، فالإنكار على الفرد على خلوة به دعوة، ودعم سبل الخير بالمال فضيلة، وتسهيل طرق الدعوة دعوة، وبهذا يصبح المجتمع على اختلاف فئاته دعاة إلى الله بالمال والقلم واللسان.

النصيحـة

الخلق مجبولون على النقص وظهور المعايب، وأصل الدين مبني على النصح للخلق وإخفاء النقائص، قال عليه الصلاة والسلام: «الدين النصيحة. قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم» رواه مسلم. وهي من قواعد إصلاح المجتمع، واتصف بها رسل الله عليهم السلام في دعوتهم لأقوامهم، قال الله عن نوح: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[الأعراف: 62] وقال الله عن هود:{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف: 68] وقال الله عن صالح{فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 79] وكان الصحابة رضوان الله عليهم يبايعون النبي (صلى الله عليه و سلم) عليها، قال جابر بن عبد الله (رضي الله عنه): "بايعت رسول الله (صلى الله عليه و سلم) على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم" (متفق عليه).

والناصح ناصح القلب سليم الصدر حسن السريرة مشفق القلب، وقد علت مرتبة السابقين بها قال أبو بكر بن عياش: "ما فاق أبو بكر (رضي الله عنه) أصحاب رسول الله بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء كان في قلبه، قال: الذي كان في قلبه الحب لله والنصيحة في خلقه".

وما منح العبد حب إصلاح المجتمع بالنصح إلا شرف قال الفضيل بن عياض: "ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام، وإنما أدرك عندنا بسخاء النفس وسلامة الصدور والنصح للأمة".

وهي من أجل الأعمال، سئل ابن المبارك: "أي الأعمال أفضل؟ قال: النصح لله"، وما خفي النصيحة في مجتمع إلا ظهرت الغيبة فيه، ولا ينصح لك إلا من أحبك، ولتكن نصيحة المشفق على خفاء. قال ابن رجب ([1]): "وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سراً حتى قال بعضهم: من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه" اهـ.

وتتعين النصيحة لمن طلب منك النصيحة قال عليه الصلاة والسلام: «حق المسلم على المسلم ست ـ ذكر منها ـ: وإذا استنصحك فانصح له» (رواه مسلم).

ولتكن نصيحتك لأخيك محفوفة بالشفقة والرأفة والمحبة والمودة وكمال النصح بعيدة عن التشفي أو الحسد أو الفضيحة، وكلما كانت محاطة بضوابط الشريعة كانت أبلغ في النفس وأشد في التأثير، وأسرع في التغيير. ولا تتردد عن نصيحة أي شخص ولا تحقره، فقد يغير الله أحواله بكلمات يسيرة ينساها قائلها بعد لحظات، ولكن لصدق قائلها يصبح لها دوي في فؤاد أخيك.

([1]) جامع العلوم والحكم 1/225.

آللهم آآآمين
جُزيتَ الخير كلهُ
وفي موازين حسناتك ان شاءالله

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن المليون القعدة
القعدة
القعدة

آللهم آآآمين
جُزيتَ الخير كلهُ
وفي موازين حسناتك ان شاءالله

القعدة القعدة

و اياك أخي الفاضل.
وفقك الله و سددك.

للرفع رفع الله قدر الجميع.
بـآركـ الله فيكـ استـآذنـآ ابـآ ليث
ولكن حينمـآ ننصح الغير تحوز ف انفسنـآ فكرة اننـآ نـُنـآفق ويمتغص القلب م هاته الفكرة ونخـآف وخاصة ان طـٌلبتـ النصيحة ف امر نحن لسنـآ بفاعليه
وهنـآ ابواب الشيطـآن كثيرة فبدل ان نشعر بالسعـآدة تنقلب لضيق
لسنـآ ليقين اننـآ سيئين بل لفكرة غبية نغذيهـآ دومـآ بترديدهـآ /* ان النفس للأمــآآرة بالسوء * فلا نـُصدقهـآ
هل هـآذا ياتـٌرى ضـٌلم بحق انفسنـآ ام اننـآ يجب ان نلومهـآ فلا تطغى وتتجبر

اعتذر استـآذي ولكن ف كل درس تفتح لنـآ المجال لطرح استفساراتـ
فلا احب ان امر ع موعضة دون ان استخلص منها كل العبر الممكنة
واعتذر ان اثقلتـ كاهلكم
سلامي واحترامي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة °أم عبد الله ° القعدة
القعدة
القعدة

بـآركـ الله فيكـ استـآذنـآ ابـآ ليث.
وفيكم بارك الله أختنا أم عبد الله.
ولكن حينمـآ ننصح الغير تحوز ف انفسنـآ فكرة اننـآ نـُنـآفق ويمتغص القلب م هاته الفكرة ونخـآف وخاصة ان طـٌلبتـ النصيحة ف امر نحن لسنـآ بفاعليه.
المرء ينصح و يبلغ ما أتاه الله من علم أحكام شرعه و يسعى أن يكون ملتزما بما نصح به و أرشد اليه، حتى لا يكون جسرا الى الجنة يمر عليه غيره و يلقى به هو في النار، و حسب المرء من الفضل قوله تعالى (
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )، جاء عن الحسن البصري : أنه تلا هذه الآية : (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) فقال : هذا حبيب الله ، هذا ولي الله ، هذا صفوة الله ، هذا خيرة الله ، هذا أحب أهل الأرض إلى الله ، أجاب الله في دعوته ، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته ، وعمل صالحا في إجابته ، وقال :إنني من المسلمين ، هذا خليفة الله .
و من المحفزات الى ذلك أيضا
حديث النبي عليه الصلاة و السلام فقد جاء عنه من حديث علي حين أوصاه فقال صلى الله عليه و سلم (فإنه لئن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم) و في حديث أخر (خير لك مما طلع عليه الشمس) و ليس من لازم الناصح أن يكون محيطا بجميع أحكام الدين سيما و النبي عليه الصلاة و السلام يقول( بلغو عني و لو أية) و(رب مبلغ فقه ليس بفقيه) و ليبشر الداعي الى الله و الناصح لله بالنضرة و البهاء تلقاء ما وُعد به في قوله عليه الصلاة و السلام (
نَضَّرَ اللهُ عبدًا سمِعَ مقالَتِي ، فوَعَاها وحفِظَها ، ثُمَّ أدَّاها إلى مَنْ لم يسْمَعْها ، فرُبَّ حامِلِ فقْهٍ غيرِ فقيه ، وربَّ حامِلِ فقهٍ إلى من هو أفقَهُ منه …).
أما عن مسألة النفاق و ما يحز في النفس فهذا من صريح الايمان و بغض النفاق، اذ لولا ذلك ما كان العبد لتحز في نفسه أن يكون غير ملتزم بما يدعوا اليه، لكن هذا لا يكون حاجزا عن النصح حتى لا يجتمع في العبد شر ترك النصح و شر ترك الالتزام، بل ينصح و يعقد العزم حين النصح و يخلص القصد أن يلتزم بما دعى اليه غيره، حتى يكون أسعد الناس بما دعى اليه، و أسرعهم التزاما و أكثر لزوما لأمر الله و أمر رسوله و نهج الصحب الكرام، و حينها يستشعر الحياة، و يتنفس الصعداء بعد تخلصه من داء الذنوب التي كبلته و أعاقت مسيره الى الله و حالت بينه و بين الحياة الحق و سعادة الأبد و نعيم الدنيا و الأخرة، قال تعالى(
يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون).
وهنـآ ابواب الشيطـآن كثيرة فبدل ان نشعر بالسعـآدة تنقلب لضيق
لسنـآ ليقين اننـآ سيئين بل لفكرة غبية نغذيهـآ دومـآ بترديدهـآ /* ان النفس للأمــآآرة بالسوء * فلا نـُصدقهـآ
لم أفهم ما هي الفكرة الغبية أهي استدلالنا مستمرئين حال البعد عن الله بذكر جزء الأية السابقة،فحقيقة (إن النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي
إن ربي غفور رحيمفإن النفس تتحدث وتتمنى;ولهذا تراود صاحبها لأنها أمارة بالسوء ، ( إلا ما رحم ربي ) أي : إلا من عصمه الله تعالى ، ( إن ربي غفور رحيم )، و لهذا يقول الله تعالى مرشدا عباده الى المجاهدة و مكابدة المشاق في تنقية النفس من دغلها ليفلحوا و يسعدوا قال تعالى(قد أفلح من زكاها) في حين (قد خاب من دساها) والمعنى هاهنا في دسها: أخملها وأخفى محلها بالكفر والمعصية كما جاء في تفسير البغوي.
هل هـآذا ياتـٌرى ضـٌلم بحق انفسنـآ ام اننـآ يجب ان نلومهـآ فلا تطغى وتتجبر
هذا سؤال لم أفهم معناه فحبذا لو توضحين، ففهم السؤال نصف الاجابة.
اعتذر استـآذي ولكن ف كل درس تفتح لنـآ المجال لطرح استفساراتـ
فلا احب ان امر ع موعضة دون ان استخلص منها كل العبر الممكنة.
هذا هو الأصل في الانسان المستبصر، الراشد الواعي لمصلحته الحق التي تتعلق بحسن فهمه لما يلقى اليه من النصح.
واعتذر ان اثقلتـ كاهلكم.
لا، لا، أبدا لا أنت و لا غيرك، الذي أثقل كاهلي حقا هو التقصير و التفريط في حق نفسي و حق اخواني، نسأل الله العفو والمغفرة.
سلامي واحترامي

القعدة القعدة

أحسن الله اليكم ووفقكم الى ما فيه رضاه.

بــآرك الله فيكـ ع التوضيح استاذي
اما بالنسبة لسؤالي ذآكـ فقد استفسرتـ
هل وجب علينـآ نهر انفسنـآ ع كـُل صغيرة و كبيرة حتى لاتتجبر ام ان ذآلكـ يـٌعتبر ضلم ف حقها والله قد حرم الظلم
ف احيانا تـٌصيب ومع ذآلكـ نبحث ع السلبيـآتـ فيهـآ لمعالجتها دون مدح ايجابياتها وهو الشيء الذي يجعلها كئيبة ف حين وجب علينا الثنـآء عليها للاستمرار بعطائها
نعلم جيدا انها امارة بالسوء ولكن هل يـٌكننـآ الثقة بانفسنـآ تمام الثقة
كان نقول اثق ف نفسي اني لن افعل كذا او كذا او ان يقول آخر لا اثق بنفسي كليها
هل الاول يعتبر مـٌتفائل اما الثاني متشائم ام مادا
حاولت تبسيط الفكرة لكم استاذي واتمنى ان اكون تمكنت م تقرييب الصورة لحضارتكم

سلامي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة °أم عبد الله ° القعدة
القعدة
القعدة


بــآرك الله فيكـ ع التوضيح استاذي
و فيكم بارك الله.
اما بالنسبة لسؤالي ذآكـ فقد استفسرتـ
هل وجب علينـآ نهر انفسنـآ ع كـُل صغيرة و كبيرة حتى لاتتجبر ام ان ذآلكـ يـٌعتبر ضلم ف حقها والله قد حرم الظلم
لا بد لنا من نهرها عن كل صغيرة و من باب أولى عن كل كبيرة، و لا ينبغي للمرء الاستهانة بال
ذنب و ان قل أو صغر في عينه، و المؤمن الصادق يرى ذنوبه مثل الجبل يكاد يقع عليه، قال ابن مسعود: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كَذُباب مرّ على أنفه، فقال به هكذا، وأشار الراوي بيده فوق أنفه، وورد عن الفضيل بن عياض قوله: بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله و بقدر ما يكبر الذنب عندك يصغر عند الله، و يقول الشاعر الحكيم
رأيت ال
ذنوب تميت القلوب… و قد يورث ال
ذل ادمانها

و ترك الذنوب حياة القلوب … و خير لنفسك عصيانها.
…………………
ف احيانا تـٌصيب ومع ذآلكـ نبحث ع السلبيـآتـ فيهـآ لمعالجتها دون مدح ايجابياتها وهو الشيء الذي يجعلها كئيبة ف حين وجب علينا الثنـآء عليها للاستمرار بعطائها.

ان كان الثناء يورثها العجب و الغرور و يحملها على حب الظهور و يورثها ارادة السمعة و الرفعة بذكر ما لا ينبغي ذكره من أعمالها الصالحة التي كان أحرى بها أن تخفيها، كان علينا حينها مخاطبتها بأنها لم تضمن القبول و لا هي بعد النفس المطمئنة التي حظها الفوز بالرحمة و العفو و المغفرة، و لتتذكر هذه ذه النفس حال الصالحين من هذه الأمة الذذين قال الله عنهم ( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ( 57 ) والذين هم بآيات ربهم يؤمنون ( 58 ) والذين هم بربهم لا يشركون ( 59 ) والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ( 60 ) أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ( 61 ) ) .
و قد جاء في تفسير قوله تعالى: ( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ) أي : هم مع إحسانهم وإيمانهم وعملهم الصالح ، مشفقون من الله خائفون منه ، وجلون من مكره بهم ، كما قال الحسن البصري : إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة ، وإن المنافق جمع إساءة وأمنا .
وقوله : ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) أي : يعطون العطاء وهم خائفون ألا يتقبل منهم ، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء . وهذا من باب الإشفاق والاحتياط ، كما قال الإمام أحمد :

حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا مالك بن مغول ،حدثنا عبد الرحمن بن سعيد بن وهب ، عن عائشة; أنها قالت : يا رسول الله ، ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ) ، هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر ، وهو يخاف الله عز وجل؟ قال : " لا يا بنت أبي بكر ، يا بنت الصديق ، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق ، وهو يخاف الله عز وجل " .
أم ان كانت تلكم النفس التي لا تزيد بالتشجيع الا عطاءا و اخلاصا و صدقا و ارادة فلا بأس بتشجيعها لتزيد و لا تفتر، على شرط أن يكون ه
ذا التشجيع فيما بين الانسان و نفسه لا يعلمه الا العليم الخبير المطلع على خفايا الصدور و خبابيا النفوس، مع تسليم المرء أن عمله دائما قاصر عن الكمال الذي يستحقه الله ذو الجلال، و أن عمله الصالح من توفيقه سبحانه و تيسيره له، و أن الله لا يقبل الا ما كان خالصا لوجهه موافقا لشرعه، و أن العبد لم يضمن بعد القبول فعليه أن يتبع هذا العمل بأعمال كثيرة أخر عسى أن يوفق فيها الى ما لم يوفق في هذه المرة من أدائها على وجه الاحسان و الاتقان .
…………..
نعلم جيدا انها امارة بالسوء ولكن هل يـٌكننـآ الثقة بانفسنـآ تمام الثقة
كان نقول اثق ف نفسي اني لن افعل كذا او كذا او ان يقول آخر لا اثق بنفسي كليها.
هل الاول يعتبر مـٌتفائل اما الثاني متشائم ام مادا

الثقة في الله وحده، فمن يكله الله الى نفسه طرفة عين هلك، فكل خير و هدى و استقامة فمن الله و كل شر و ضلال و زيغ فمن أنفسنا و من الشيطان، والعصمة من شر النفس و الهوى و الشيطان بلزوم شرع الحكيم الخبير، العليم بما يصلح النفوس و يزكيها، و ما يهلكها و يرديها.
……………………
حاولت تبسيط الفكرة لكم استاذي واتمنى ان اكون تمكنت م تقرييب الصورة لحضارتكم
و أنا حاولت تبسيط الاجابة و لعلي وفقت الى

ذلك و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه أنيب.
سلامي

هل يجوز للمرء أن يمدح نفسه ؟؟!

قال يوسف عليه السلام للملك بعد أن أخرجه من السجن ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )

قال ابن كثير رحمه الله عن يوسف " : مدح نفسه ويجوز للرجل ذلك إذا جهل أمره للحاجة

وقال ابن الجوزي رحمه الله : ان قيل كيف ساغ لسعد أن يمدح نفسه ومن شأن المؤمن ترك ذلك لثبوت النهي عنه ؟

فالجواب أن ذلك ساغ له لما عيره الجهال بأنه لا يحسن الصلاة فاضطر إلى ذكر فضله ، والمدحة إذا خلت عن البغي والاستطالة ، وكان مقصود قائلها إظهار الحق وشكر نعمة الله لم يكره ، كما لو قال القائل اني لحافظ لكتاب الله عالم بتفسيره وبالفقه في الدين ، قاصدا إظهار الشكر أو تعريف ما عنده ليستفاد ولو لم يقل ذلك لم يعلم حاله

ولهذا قال يوسف عليه السلام اني حفيظ عليم

وقال علي سلوني عن كتاب الله

وقال بن مسعود لو أعلم أحدا اعلم بكتاب الله مني لاتيته وساق في ذلك اخبارا وآثارا عن الصحابة والتابعين تؤيد ذلك

وكذا قال العيني في شرح البخاري

وقال ابن العربي ( أحكام القرآن 3 / 59 ) : إنما قال _ يعني قول يوسف عليه السلام ( إني حفيظ عليم ) _ ذلك عند من لا يعرفه فأراد التعريف بنفسه وصار ذلك مستثنى من قوله ( فلا تزكوا أنفسكم )

وقال القرطبي في تفسير سورة يوسف :" ودلت الآية أيضا على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بما فيه من علم وفضل

قال الماوردي وليس هذا على الإطلاق في عموم الصفات ولكنه مخصوص فيما اقترن بوصله أو تعلق بظاهر من مكسب وممنوع منه فيما سواه ، لما فيه من تزكية ومراءاة ولو ميزه الفاضل عنه لكان أليق بفضله فإن يوسف دعته الضرورة إليه ، لما سبق من حاله ولما يرجو من الظفر بأهله "

وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في ( الفوائد المستنبطة من سورة يوسف ص 108 ) :

" ومنها _ أي من الفوائد _ أنه لا بأس أن يخبر الإنسان عما في نفسه من صفات الكمال ، من علم أو عمل إذا كان في ذلك مصلحة ، ولم يقصد به العبد الرياء وسلم من الكذب

وقد أجاز بعض الفقهاء أن يمدح المرء نفسه لمن قدم يخطبها

وقال ابن حبان في الصحيح : 13 / 85 :

( ذكر البيان بأن المرء جائز له ان يمدح نفسه ببعض ما انعم الله عليه إذا أراد بذلك قصد الخير بالمستمعين له دون إعطاء النفس شهواتها منه )

ثم خرج حديث محمد بن جبير ان أباه أخبره انه بينا هو يسير مع رسول الله مقفلة من حنين علقت الأعراب يسألون رسول الله حتى اضطروه إلى سمرة وخطف رداء رسول الله فوقف رسول الله فقال اعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاة نعما لقسمتها بينكم ثم لا تجدونى كذابا ولا جبانا

وفي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم قال لما أفاء الله على رسوله يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فألفكم الله بي وكنتم عالة فأغناكم الله بي كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن قال ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله قال كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن.
نقلا عن شبكة سحاب السلفية.

بارك الله فيك على الدروس القيمة
جزاك الله كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.