عُمَرُ : 2024.


(1) :
عبرةٌ حارت لمعناها العقــــــــــــــــــــولْ ،،،
عن رسول الروم في أرض الرســـــــولْ
جاء يطوي البيد والحضـــــــــــــــــــــــــ رَ ،،،

يسأل الأحياءَ عن قصر عمْـــــــــــــــــــرَ
أين قصرٌ ضمَّ خير المالكــــــــــــــــــــينَ ،،،
والهدُى والطهرَ والنورَ المبيــــــــــــــــنَ ؟
قصره لا شك مرفوعُ البنـــــــــــــــــــــاءِ ،،،
أنصَفوا لو شيّدوه في السمـــــــــــــــاءِ
قال بعض الناس : يا ضيفَ العــــــــــربْ ،،،
: قَصْرُه فوق الدراري والذهـــــــــــــــبْ

(2) :
لا تراه في الملأ عينُ البصـــــــــــــــــــرْ ،،،
بل تراه في العُلا عينُ الفِكَــــــــــــــــــرْ
في سماء المجدِ مرفوعُ المنــــــــــــــارْ ،،،
رُكْنُه زهدٌ وذلٌّ وانكســــــــــــــــــــــــا رْ
التآخي فيه والعدلُ بنـــــــــــــــــــــــــاءْ ،،،
ومباني الناس غشٌّ وريـــــــــــــــــــــاءْ
كل من أغلقَ عينيه هــــــــــــــــــــــواه ،،،
فهو في الظُّلْمة حاشا أن يـــــــــــــراه
منزلُ الأرواح صدقٌ ووفــــــــــــــــــــــاءْ ،،،
منزل الأجسامِ لونٌ وطــــــــــــــــــــلاءْ
ومضى الروميُّ في شوقٍ عظيــــــــمْ ،،،
يسألُ العابرَ عنه والمقيـــــــــــــــــــمْ
فأهاجَ الشوقَ منه والهيـــــــــــــــــــامْ ،،،
صوتُ أعرابية بين الخيــــــــــــــــــــامْ
(3) :
تحت ذاك النخلِ في حصنٍ حصـــــــينْ ،،،
حيٌّ مولانا " أميرُ المؤمنـــــــــــــــيـن "
قد تخلّى عن جَوادٍ ومتـــــــــــــــــــــاعْ ،،،
ينشد المنزلَ المرجيَّ في البقـــــــاعْ
قال يا سبحانه ربّ الوجـــــــــــــــــــودْ ،،،
أين ذاك القصرُ ،؟ أين الجنــــــــــــــودْ ؟
لم أكن من قبلُ أخشى قيصــــــــــــرا ،،،
لا ، ولا سطوةَ آسادِ الشـــــــــــــــرى
فلماذا أوهنَ الخوفُ جَناحـــــــــــــــي ،،،
من أميرٍ نام في غير ســـــــــــــــــلاحِ ؟
(4) :
أحصونٌ يا إلهي وقــــــــــــــــــــــــلاعْ ،،،
تتوارى خلفَ هاتيك الرقـــــــــــــــــاعْ
من يخفْ سلطانَ ذي العرش المجيـدْ ،،،
خافه كل قريبِ وبعيــــ،ــــــــــــــــــدْ
وبخوفِ الله فاز المؤمنـــــــــــــــــــون ،،،
حيث لا خوف ولاهم يحزنـــــــــــــون
ملِكُ العُربْ جميعاً والعجـــــــــــــــــمْ ،،،
نائمٌ في غير جُنْدٍ أو حشـــــــــــــــمْ
عبرةٌ تُروى لجيلٍ بعد جيـــــــــــــــــلِ ،،،
نام " خيفُ الله " في ظل النخيــــــلِ
(5) :
وصحا الخطّابُ بعد المنــــــــــــــــامْ ،،،
مثل صحو الشمسِ من بعدِ الغمــامْ
أقبلَ الضيفُ وأهداه الســــــــــــلامْ ،،،
وسلامُ الوُدِّ يتلوه الكـــــــــــــــــــلامْ
سأل الخطابَ ذا الجاه العظيــــــــمْ ،،،
عن صفات المبدعِ البرِّ الرحيــــــــــمْ
تسكنُ الأرواحُ أجسادَ الأنــــــــــــامِ ،،،
وهي نورٌ ، كيف تحيا في الظــــــلامِ ؟
قال سبّوح إلهُ الملكــــــــــــــــــوتْ ،،،
فاطر السموات قدسيّ النعــــــــوت
(6) :
أسكنَ الأرواحَ أوكارَ الصـــــــــــــور ،،، فاستجابتْ حين ناداها القــــــــــــدَرْ
هذي الأرواحُ أطيارُ الجِــــــــــــــنانِ ،،، فارقتْ أوكانَها للامتـــــــــــــــــــحانِ
هي كالعطْرِ طوتْه الزّهــــــــــــراتُ ،،، وهي كالفكر حوتْه الكلـــــــــــــماتُ
إنما الألفاظُ نطقٌ ورُسُــــــــــــــومْ ،،، والمعاني روحُ هاتيك الجُســـــــــومْ
هبطتْ من وقتها من لا زمــــــــانْ ،،، وثوتْ في أرضها من لا مـــــــــــكانْ
(7) :
عالِمُ الغيبِ له السرُّ المــــصونُ ،،، أمرُه في خلْقه كن فيكـــــــــــــــونُ
كلّمَ الوردَ بسرٍّ فابتســـــــــــــمْ ،،، عن أريجٍ علّمَ الطيرَ النغــــــــــــــــمْ
وهو أيضاً قال سراً للحجـــــــــرْ ،،، فجلا منه عقيقاً للنظــــــــــــــــــــــرْ
وهو قد أفضى بسرٍّ للســـحابْ ،،، فارتوتْ من فيضه حمرُ الهِضــــــــابْ
عندما أوحى بسرٍّ للــــــــــتراب ،،، صار إنساناً له الكونُ استــــــــــجابْ
ذلك العذبُ الفرات الهاطــــــــلُ ،،، في فم الحياتِ سُمٌّ قاتـــــــــــــــــلُ
ليس يحبو جوهرَ العلم النقـــاءْ ،،، غيرُ أصدافِ قلوب الأوليـــــــــــــــــاءْ
جدد الخبْزُ حياةً ونمـــــــــــــــاءْ ،،، حين أصبح للحي غـــــــــــــــــــــذاءْ
ومتى أذعن للبحر السحـــــاب ،،، صار بحراً موجُه طامي العُبــــــــــابْ
صافِ محبوبك إنْ رُمتَ الصفـاءْ ،،، وأفنِ في المحبوبِ إن رُمتَ البقــــاءْ
انتهى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.