تخطى إلى المحتوى

في النقد : 2024.


يُجمل ابنُ تيميةَ مفهومَ النقدِ ، أدواتٍ وغاياتٍ ، كالآتي … : ( وَمِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهَذَا الْبَابِ ، أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الرَّجُلَ الْعَظِيمَ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ ، مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ : أَهْلِ الْبَيْتِ وَغَيْرِهِمْ ، قَدْ يَحْصُلُ مِنْهُ نَوْعٌ مِنَ الِاجْتِهَادِ مَقْرُوناً بِالظَّنِّ ، وَنَوْعٌ مِنَ الْهَوَى الْخَفِيِّ ، فَيَحْصُلُ ، بِسَبَبِ ذَلِكَ ، مَا لَا يَنْبَغِي اتِّبَاعُهُ فِيهِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ . وَمِثْلُ هَذَا إِذَا وَقَعَ يَصِيرُ فِتْنَةً لِطَائِفَتَيْنِ : طَائِفَةٌ تُعَظِّمُهُ ، فَتُرِيدُ تَصْوِيبَ ذَلِكَ الْفِعْلِ وَاتِّبَاعَهُ عَلَيْهِ ، وَطَائِفَةٌ تَذُمُّهُ فَتَجْعَلُ ذَلِكَ قَادِحاً فِي وِلَايَتِهِ وَتَقْوَاهُ … بَلْ فِي بِرِّهِ ، وَكَوْنِهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، بَلْ فِي إِيمَانِهِ حَتَّى تُخْرِجَهُ عَنِ الْإِيمَانِ . وَكِلَا هَذَيْنِ الطَّرَفَيْنِ فَاسِدٌ . وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقَ الِاعْتِدَالِ عَظَّمَ مَنْ يَسْتَحِقُّ التَّعْظِيمَ ، وَأَحَبَّهُ وَوَالَاهُ ، وَأَعْطَى الْحَقَّ حَقَّهُ ، فَيُعَظِّمُ الْحَقَّ ، وَيَرْحَمُ الْخَلْقَ ، وَيَعْلَمُ أَنَّ الرَّجُلَ الْوَاحِدَ تَكُونُ لَهُ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ ، فَيُحْمَدُ وَيُذَمُّ ، وَيُثَابُ وَيُعَاقَبُ ، وَيُحَبُّ مِنْ وَجْهٍ ، وَيُبْغَضُ مِنْ وَجْهٍ ) .
ابن تيمية ، من كتابه " منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية " .

بارك الله فييك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.