ـــ عندما يجدها ضعيفة أمام الشهوات، عظيمة أمام المعاصي.
ــ وعندما يرى المنكر ولا يستطيع أن ينكره ، بينما يرى المعروف فيعرض عنه.
ــ وعندما تدمع عينيه لمشهد مؤثر في فيلم، بينما لا تتأثر عند تلاوة وسماع القرآن الكريم.
ـــ وعندما يركض خلف دنيا زائلة، بينما لاينافس في الإسراع إلى طاعة الله.
ــ وعندما تتحول صلاته من (عبادة) إلى (عادة).
ــ وعندما يرى في نفسه قبولاً للذنوب، وإعراضاً عن التوبة.
ــ وعندما يمتلئ قلبه بالهموم ويغرق في الأحزان ،وهو يملك الثلث الأخير من الليل.
ــ وعندما يهدر وقته فيما لا ينفع، وهو يعلم أنه محاسب فيغفل.
ــ وعندما يدرك أنه أخطأ الطريق، وقد مضى من عُمُره الكثير.
ــ وعندما ييأس من الحياة والعودة إلى الطريق المستقيم، بينما هو يعلم أن باب التوبة مفتوح
ما لم تصل الروح إلى الحلقوم
خطوات عملية تبين لك بوضوح كيفية التوبة بإذن الله تعالى:
1- عليك بالمراقبة لله في السر والعلانية: وهو القائل جل جلاله: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الحديد:4].
فلا يليق بالعبد أن يقابل نعم ربه عليه بأن يعصيه وربه ناظر إليه مراقب لحركاته وسكناته.
2- معرفة ضرر الذنوب: فاعلمي أن أثر الذنوب على العبد أشد ضرراً من أثر السموم في الأبدان، وهذه المعرفة لأضرار الذنوب تجعلك تبتعدين عن الذنوب بالكلية، وقد ساق ابن القيم رحمه الله في كتابه الداء والدواء أضراراً كثيرة للذنوب منها: الوحشة في القلب – وتعسير الأمور – ووهن البدن – وحرمان الطاعة – ومحق البركة – وقلة التوفيق – وضيق الصدر – واعتياد الذنوب- وهوان المذنب على الله – وهوانه على الناس….. إلخ، فأنصحك بمراجعة هذا الكتاب القيم، فهو كتاب مليء بالفوائد والعظات.
3- ذكر الموت: كم سيعيش الإنسان؟ سبعين سنة …. مائة سنة…. ألف سنة…. ثم ماذا …. ثم يموت!!! ثم قبر!!! إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.
4- البعد عن أمكنة المعاصي وأربابها: فعليك أن تفارقي موضع المعصية لأن وجودك فيها قد يوقعك في المعصية مرة أخرى، وأن تفارقي من أعانك على المعصية، والله يقول: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67].
وعليك بإتلاف المحرمات الموجودة عندك مثل: المسكرات وآلات اللهو كالعود والمزمار، أو الصور والأفلام المحرمة والقصص الماجنة فينبغي إتلافها هذه كلها أو إحراقها.
5- تذكر الجنة والنار: فكيف يلهو ويغفل من هو بين الجنة والنار، ولا يدري إلى أيهما يصير؟
أما النار: فلو لم يكن فيها إلا قوله سبحانه: تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ [المؤمنون:104].
لكفى، فكيف وهي: وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [البقرة:24].
ولو سيرت فيها جبال الدنيا لذابت من شدة حرها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم، كما في مستدرك الحاكم وحسنه الألباني عن أبي موسى الأشعري: إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم جرت، وإنهم ليبكون الدم.
وأما الجنة: فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. متفق عليه.
فما ظنك بدار ملأها الله من كرامته، وجعلها مستقراً لأحبابه وأوليائه، أرضها وتربتها المسك والزعفران، سقفها عرش الرحمن، بناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب، والله لا يحرمها إلا محروم.
6- صحبة الصالحات: احرصي على أن تختاري رفقة من الصالحات ممن يعينَّك على نفسك وتتأسين بهن، قال صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود والترمذي.
7- احرصي على فعل الواجبات وترك المحرمات، فحافظي على الصلاة في أوقاتها، واحرصي على لبس الحجاب واحذري من التبرج، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار.. فذكر منهم: نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم.
واحفظي صيامك، عما يذهب بثمرته ويضيع ثوابه من ارتكاب المعاصي، أو رؤية المنكرات، قال صلى الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. رواه البخاري.
فإذا فعلت ذلك فأنت على خير، وتسيرين إلى خير إن شاء الله، وأكثري من نوافل الصلاة والصيام، ولا يلزمك قضاء ما فاتك من ذلك.
ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى وأن يتوب علينا أجمعين إنه هو التواب الرحيم.