تخطى إلى المحتوى

سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى( تفسير اسم الواحد الأحد، العلي الأعلى) 2024.

  • بواسطة

الأحــــد:

(الواحد (1) الأحد)(2)

قال رحمه الله:

"الواحد الأحد هو الذي توحّد بجميع الكمالات، وتفرّد بكل كمال، ومجد وجلال، وجمال، وحمد، وحكمة، ورحمة، وغيرها من صفات الكمال فليس له فيها مثيل ولا نظير، ولا مناسب بوجه من الوجوه فهو الأحد في حياته، وقوميته، وعلمه، وقدرته، وعظمته، وجلاله، وجماله، وحمده، وحكمته، ورحمته، وغيرها من صفاته، موصوف بغاية الكمال، ونهايته من كل صفة من هذه الصفات فيجب على العبيد توحيده، عقداً، وقولاً، وعملاً، بأن يعترفوا بكماله المطلق، وتفرده بالوحدانية، ويفردوه بأنواع العبادة"(3).

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

(1) ودليل هذا الإسم قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (الإخلاص: 1).

(2) ودليل هذا الاسم قال تعالى: { قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (الرعد: 16).

(3) التفسير (5/620،621) وانظر بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع =الأخبار (ص165).

[الصّفحة: 167 ]


القعدة

الأعلى:

(العلي(1) الأعلى)(2).

القعدة

قال رحمه الله تعالى:

"من أسمائه الحسنى (العليّ الأعلى) وذلك دال على أن جميع معاني العلو ثابتة لله من كل وجه، فله علو الذات(3).

وهو أنه مستوٍ على عرشه، فوق جميع خلقه، مباين لهم، وهو مع هذا مطّلع على أحوالهم، مشاهد لهم، مدبّر لأمورهم الظاهرة والباطنة متكلّم بأحكامه القدرية، وتدبيراته الكونية، وبأحكامه الشرعية(4).

وأما علوّ القدر فهو علوّ صفاته، وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق، بل لا يقدر الخلائق كلّهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}(5)

وبذلك يعلم أنه ليس كمثله شيء في كل نعوته وله علوّ القهر فإنه الواحد القهّار الذي قهر بعزّته وعلوّه الخلق كلّهم، فنواصيهم بيده، وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع، وما لم يشأ لم يكن ،

فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأه الله لم يقدروا، ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه، وذلك لكمال اقتداره، ونفوذ مشيئته وشدّة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه.(6)

فهو الذي على العرش استوى وعلى الملك احتوى، وبجميع صفات العظمة والكبرياء، والجلال والجمال وغاية الكمال اتّصف وإليه فيها المنتهى.(7)

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(1) ودليل هذا الاسم قال تعالى: {وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: 255).

(2) ودليل هذا الاسم قال تعالى: { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} (الأعلى: 1).

(3) الحق الواضح المبين (ص26).

(4) توضيح الكافية الشافية (ص116).

(5) طه (110).

(6) الحق الواضح المبين (ص26،27).

(7) التفسير (5/623 و624) وانظر: الخلاصة (ص187).

[ الصّفحة: 168 ]

فهو الذي على العرش استوى وعلى الملك احتوى، وبجميع صفات العظمة والكبرياء، والجلال والجمال وغاية الكمال اتّصف وإليه فيها المنتهى.
سبحانه ما أعظم شأنه اله الحق الوحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد.
بـآركـ الله فيكم استـآذي ونفعنـآ وايـآكم بعلمكم
سلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.