تخطى إلى المحتوى

حكـــم الجمـــارك 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال عن حكم الجمارك

للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى

السؤال:
هذا سؤال عن الجمارك.

الجواب:
الجمارك هذه كلها مُكوس، إذا كانت على تجارات المسلمين، وبضائع المسلمين إلى بلاد الإسلام فهي مكوس
وأمَّا إذا كانت على بضائع الكفار يدخلون بها إلى بلاد المسلمين فهذه عُشور، لأنهم يضايقون المسلمين في سوقِهِم فيؤخذ منهم هذه العشور
فإذا كانت هذه الجمارك على المسلمين في بلد الإسلام لا يجوز، وهي المعروفة بالمكوس عند العلماء، والمَكْس من كبائر الذنوب
فقد تابت كما جاء في الصحيح؛ ((لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَوَسِعَتْهُ))، المرأة التي زنت وأمر النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم- برجمها
فهذا الزنا كبيرة عظيمة، وفاحشة عظيمة عند الله – تبارك وتعالى-: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً﴾، فاحشة عظيمة
ومع ذلك جَعَلَ أيضًا صاحب المَكْس في رتبته ((لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَوَسِعَتْهُ))، فدلَّ على عظيم المكوس، وعلى عظيم ذنب المَكَّاسين
والمَكَّاس الذي يأخذ المكوس على المسلمين – الضرائب هذه – أشَدُّ جُرمًا من اللِّص، لأن اللِّص يسرق لنفسه
فإذا كان يوم القيامة جاءه بلاء هذه السرقة، فكما ذاقَ في الدُّنيا حلاها يذوق في الآخرة بلاها ومُرُّها
أمَّا المَكَّاس فيذوق في الآخرة مُرَّها وهو يجمعها في الدنيا لغيره، فلا أحمق منه ولا أظلم منه، وظلاماته كثيرة ومتفرقة بين العباد
كما قال العلماء والحافظ الذهبي وغيره أنَّ توبته عسيرة، وذلك لتفرق ظلاماته في المسلمين، أخذ مال هذا، ومكس مال هذا، ومكس هذا
فكم غرماؤه؟ لا يُعدُّون ولا يحصون، وقد تفرقوا في الدنيا فكيف يستحلّهم؟!
دل ذلك على عِظَم هذا الأمر فإذا لم تكن لك طريق بأن تفتدي مالك وبضاعتك إلَّا بأن تدفع شيئًا، ما تستطيع
فالله يعذرك ويَحْرُم عليه هو الأخذ، ولك أن تدفع ما تدفع به عن مالك. نعم.

*- ميراث الأنبياء -*

بارك الله فيك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أسامة خالد القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك
القعدة القعدة
و فيك بارك الله و جزاك خيرا
أخي خالد
و أحسن الله اليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.