تخطى إلى المحتوى

حكم من سب الله وسب الدين 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
أحسنَ الله إليكم، وهذا السؤال الثاني عشر، يقول:

فضيلة الشيخ؛ سبُّ الله والدِّين فاشٍ في بلادنا بشكلٍ كبير جدًا – وهي إحدى البلاد العربية -، حتى نجد كثيرًا من الذين يصلُّون معنا في المساجد يسبُّون الله أو الدين بمجرَّد أن يغضب الواحد منهم، أو يقع في الشجار مع غيره، وأحيانًا يطلِقون لفظ الرب في سبِّهم، لكن لا يقصدون ذات الله، ولكن الشخص بعينه، فهل يُعتبرُ القصدُ عند السَّب؟ أم يكفر الشخص بمجرد تلفظه باسم الرب أو الدين في سبِّه؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

اعلم – أيها السائل الكريم – أنت ومن يستمعُ إلينا من المسلمين والمسلمات، أنَّ الحكم هو على الظاهر من الأقوال والأفعال، ولا يُسألُ المرءُ عن قصده ما دام اللفظُ صريحًا؛ فلو أنَّ شخصًا قذف آخر بلفظ الزِّنا، فإنَّ هذا قذف صريح، يستحقُّ عليه ثمانين جلدة، ولو أنَّه شتمه بلفظٍ آخر – كنائي -، مثلًا: قال للمرأة يا ****، يا خبيثة، يا فاجرة؛ فهذه الألفاظ تحتمل القذف بالزنا، وتحتملُ غيره، فإن فسَّرها بفعل الفاحشة، استحقَّ ثمانين جلدة ينفِّذها الحاكم الشرعي، وإن فسَّرها بأمرٍ آخر وحَلَف على ذلك؛ فإنه يستحقُّ التعزير.

فإذا تقرَّر هذا؛ فاعلم! أنَّ من سبَّ الله أو دين الإسلام أو النبي محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم – أو غيره من الأنبياء؛ فإنَّه يُحكمُ عليه بناءً على هذا اللفظ، الذي هو سبٌّ لله أو لدينه أو لأنبيائه، وهذا السَّب كُفر والسَّابُّ كافر بعينه، ونحنُ تُلقى إلينا أسئلة من بلاد المغرب العربي ومن غيرها، فيها التَّمَحُّل والتماس أو انتزاع الجواب الذي يُخلي عهدة هذا السَّاب، وقد عرفناهم وعرفنا ألفاظهم، وفَهِمنا قصدهم، لأننا نعيش وإياهم سنين في هذه المسائل وغيرها، كما عِشْنا ذلك مع غيرهم.
ونحن؛ أولًا: ننصح كل مسلم ومسلمة أن يتقيَ الله في نفسه، وأن يراقب الله في السِّر والعلانية، وأن يضبطَ لسانه، ((سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ قَالَ التَّقْوَى وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَسُئِلَ مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّارَ قَالَ الْأَجْوَفَانِ الْفَمُ وَالْفَرْجُ))، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ))؛ فما بين اللحيين؛ اللسان، وما بين الفَخِذَين؛ الفرج، فإذا تقرَّر هذا، فإنَّ الناس الذين يجري عليهم سبُّ الله، أو سبُّ دينه – دين الإسلام – أو سب النبي، صنفان:
صنفٌ: يُصدِرُ ذلك ويُطلقُه لمجرَّد الغضب، تشاجر مع غيره في دين مثلًا، أو في الطريق؛ ضايقه بالسيارة في الطريق، أو تأخرت زوجته في الغداء أو العشاء أو في غير ذلكَ من وجبات الطعام، أو وَجَدَ ما تشمئز نفسه في الفراش أو في غيره من الأثاث، فيُطلقُ عليها السَّب، سبَّ ربِها، سبَّ دينها، سبَّ نبيها، لمجرَّد غضب، فهذا الغضبُ لا يُعفيه ولا يُخلي عُهدته، يُنصحُ بالتوبةِ إلى الله – عز وجل – والاستغفار، توبة مصحوبة بالندم، وكما هي مصحوبة كذلك بالعزم على عدم العودة إلى هذه الألفاظ، التي هي تعدِّي على مقام الربوبية، أو الدين، أو مقام النبوة؛ فإن انتصح الحمد لله، وإلَّا إن كان هذا ديدنًا له ومسلكًا له، يغضب لأتفه الأسباب مجرد غضِب يسب، هذا كافر يستتبيه الحاكم فإن تابَ وإلَّا قُتل – رِدَّة -، فلا يُغسَّل، ولا يُكَفَّن، ولا يُصَلَّى عليه، ولا يُدفنُ في مقابر المسلمين.
الصنفُ الثاني: من يغضب، فيُغلقُ الغضبُ فِكرَه، فيغضبُ على زوجهِ فيريدُ أن يسبَّ أباها، أو يريدُ أن يسبَّ ديدنها يعني: مسلكها، فيزِلُّ لسانه من حيثُ لا يشعر، فيسُبُّ ربها، أو يسُبُّ دينها – دين الإسلام الذي هي عليه -، وهذا علامته أنَّه إذا سُئل بعد؛ ينفي، ويقول: والله ما قلتُ هذا، والله ما سببتُ ربها، ولا دينها، ولا نبّيها، أنا كنتُ أسبُّ أباها وديدنها يعني طبعها؛ فهذا لا شيء عليه، هذا أخطأ لشدة إغلاق الغضب عليه فكره، كالذي أخطأ من شدة الفرح، صاحب الراحلة، الذي أراد أن يقول: اللهم أنت ربي وأنا عبدك، حين وجد راحلته، فأخطأ من شدة الفرح؛ فقال: (اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ)، فاتقوا الله معاشر المسلمين والمسلمات، واخشوْا أن تحبطَ أعمالكم، وتذهبَ هباءً منثورًا. نعم.

الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري

جزاك الله كل الخير أخي في الله
نشوفكم ع خير

وجزاكم الله خيرا خويا

بارك الله فيك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة b-boy zo القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك

القعدة القعدة
وبارك الله فيك خويا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.