بارك الله فيك أخي ، ولكن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
سئل الشيخ السحيم حفظه الله :
ما صِـحـة هذا الحديث ؟ وهل تجوز روايته طالما أنه في الترغيب والترهيب ؟ ما الذي أبكى الرسول صلى الله عليه وسلم حتى سقط مغشيا عليه ؟
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك، هذا حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا غالب في الأحاديث الطِّوال .
كما أن ركاكة بعض ألفاظه تُشعر بأنه موضوع مكذوب . وقد حَكَم عليه الألباني بالوضع في السلسلة الضعيفة برقم (5401) والحديث الموضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولا يجوز نشره ولا تناقله ، ولا تحلّ روايته . فمن فعل ذلك فهو آثم ، وهو على خطر عظيم . لأن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على غيره من الناس .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . رواه البخاري ومسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بحديث يَُرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبين . رواه مسلم في المقدِّمة .
وضُبطت ( يرى ) بالضم وبالفتح، فالضمّ ( يُرى ) أي يراه غيره . والفتح ( يَرى ) أي من حدّث به . والضم أشهر وأكثر .
وهذا يُفيد أن من حدّث بحديث موضوع مكذوب أو أورده أنه داخل في عِداد الكاذِبِين الذين كذبوا على ربهم وعلى نبيِّهم صلى الله عليه وسلم . والعلماء يَعدّون إيراد الأحاديث الموضوعة ذَنْـبـاً يُعاب به العَالِم .
قال الإمام الذهبي :
وما أبو نعيم بمتهم بل هو صدوق عالم بهذا الفن ، ما أعلم له ذَنْـبـاً – والله يعفو عنه – أعظم من روايته للأحاديث الموضوعة في تواليفه ثم يَسْكُتْ عن تَوهِيَتِها . اهـ .
ولا يجوز الاستشهاد بالحديث الموضوع لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها ، بل لا يجوز ذِكره على أنه حديث . وليُعلَم أن الحديث الضعيف ما أجاز العلماء الاستشهاد به في الترغيب والترهيب على الإطلاق بل قيّدوه بشروط ، منها:
1 – أن لا يكون شديد الضعف .
2 – أن يكون له أصل في الكتاب والسنة .
3 – أن يكون في فضائل الأعمال ( لا في العقائد ولا في الأحكام ) .
4 – أن لا يَنْسِبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما يقول : يُروى ، أو يقول : وفي الأثر ، ونحو ذلك .
5 – أن لا يُشهره بين الناس !
وهذا نص عليه أهل العلم بالحديث . فليحذر الجميع من نشر الأحاديث الموضوعة المكذوبة . وفي الصحيح غُنية وكفاية .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
المصدر :
https://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=7514كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
وبارك على محمد وعلى ال محمد
كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد
جزاك الله خيرا