السلام عليكم أردت أن أسأل ما حكم شاهد الزور و هل يجوز القصاص منه مع العلم انه تسبب بضرر لا يعوض للضحية بسبب شهادته من سجن و غرامات مالية ضخمة و حالة نفسية يرثي لها أفيدوني حفظكم الله
وروى البخاري واللفظ له، وأحمد ومسلم والترمذي وغيرهم عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، وشهادة الزور – ثلاثاً – أو: قول الزور). فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.
ورى بن اماجة عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار .
قال الإمام الشوكاني تعليقا على حديث ابن ماجة :
قوله : ( حتى يوجب الله له النار ) في هذا وعيد شديد لشاهد الزور حيث أوجب الله له النار قبل أن ينتقل من مكانه . ولعل ذلك مع عدم التوبة . أما لو تاب وأكذب نفسه قبل العمل بشهادته فالله يقبل التوبة عن عباده .انتهى
وتأتي عظم كبيرة شهادة الزور من كونها تضيع حق للغير، وقد تحل دم امرئ مسلم بغير وجه حق ، ويختلف إثم شهادة الزور حسب الحق المضاع ، أو الدم المهدر ، فيكون بحسب كل حالة ، وحد شهادة الزور التعزير الذي يراه الحاكم أو القاضي مناسبا لحال الحادثة التي وقعت فيها شهادة الزور.
فلا يجوز لك أخي الحبيب أن ترتكب فعلاً محرماً عقوبة لمن فعل فعلاً محرماً، مثل شهادة الزور. وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لا تخن من خانك" أخرجه أبو داود (3535)، والترمذي (1264). وذلك لأن شهادتكم بالزور هي أمر آخر يشبه شهادة الزور الصادرة منه، لكن الآية عند من قال إنها غير منسوخة تدل على أن من ضُرب يَضْرب مثل ما ضُرب ومن أخذ منك مبلغاً بغير حق فلك أن تأخذ مثله؛ أما أن تشهد زوراً على شخص آخر لأنه قد شهد عليك بالزور فهذا ذنب لا يحل لك.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الآية منسوخة، وأن العقوبة راجعة للحكام مقصورة عليهم لمنع السيف وتجاوز الحد والفوضى. وقد روى البيهقي في السنن الكبرى (8/61) عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: هذا ونحوه نزل بمكة… فلما هاجر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وأعز الله سلطانه، أمر الله المسلمين أن ينتهوا في مظالمهم إلى سلطانهم، ولا يعدو بعضهم على بعض كأهل الجاهليَّة.. ومن انتصر لنفسه دون السلطان فهو عاص مسرف قد عمل بحميّة الجاهلية ولم يرض بحكم الله تعالى. انتهى.
وعلى كل فلا يجوز لك أن تشهد عليه زوراً؛ لأن شهادتك بالزور ذنب كبير ومعصية تفعلها انتقاماً، وليس استرداداً للحق، سواء على القول بنسخ الآية أو إحكامها. والله الموفق والهادي.
المصادر :
موقع الإسلام اليوم
موقع طريق الإسلام