توجيهات عامة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد : فهذا كتاب التوحيد للمرحلة الأولية، وقد روعي فيه عرض أهم مسائل التوحيد مع الإيجاز، ووضوح العبارة بما يناسب تلك المرحلة، وقد حوى جملة من الأدلة على مسائل التوحيد، مع حسن العرض وترتيب المعلومات، وإشارة إلى بعض الجوانب التربوية والسلوكية لتلك المادة .
وهذا الكتاب يصلح تدريسه للناشئة والمبتدئين.
سائلا الله القدير أن ينفع به، ويجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن يبارك في جهود العاملين للإسلام، وأن يرزق الجميع حسن القصد واتباع الحق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المؤلف
أسئلة فى التوحيد للمبتدئين
لا إله إلا الله
محمد رسول الله
ربى الله
أنا أعبد ربى
أنا أحبّ ربى
س1: مَن ربُّك؟
ج1: ربّي الله .
س 2: مَن الذي خلقك؟
ج 2: الله الذي خلقني وخلق الناس جميعًا.
س3: مَن الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر؟
ج3: الله الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر.
س4: مَن الذي خلق الأرض التي نمشي عليها؟
ج4: الله الذي خلق الأرض التي نمشي عليها.
س5: مَن الذي خلق البحار وأجرى الأنهار؟
ج 5: الله الذي خلق البحار وأجرى الأنهار.
س6: من الذي ينزِّل المطر من السماء؟
ج6: الله الذي ينزِّل المطر من السماء.
س7: مَن الذي خلق الأشجار وأخرج منها الثمار؟
ج7: الله الذي خلق الأشجار وأخرج منها الثمار.
معرفة الاصول الثلاثة
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا
وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا
يجب علينا معرفة ثلاثة أصول:
معرفة الرب تعالى، والدين، والرسول
الأصل الأول : معرفة الربّ.
1- ربي الله الخالق المالك المدبِّر.
قال تعالى: { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } (1) .
2- أعرف ربي بآياته ومخلوقاته.
قال تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ } (2) .
3- الله هو المعبود المستحق للعبادة وحده لا شريك له.
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (3) .
س1: لأي شيء خلقك الله؟
ج1: خلقني لعبادته، كما قال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (4) .
س2: ما عبادته؟
ج 2: عبادته توحيده وطاعته.
س3: ما معنى لا إله إلا الله؟
ج 3 معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحقٍّ إلا الله.
الأصل الثاني: معرفة الدين.
1- الإسلام هو توحيد الله وطاعته، وترك مخالفة أمر الله.
قال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ } (5) .
2- الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للناس جميعا.
_________
(1) سورة الزمر آية: 62.
(2) سورة فصلت آية: 37.
(3) سورة البقرة آية: 21.
(4) سورة الذاريات آية: 56.
(5) سورة النساء آية: 125.
اصول عقيدتنا
أصول عقيدتنا ثلاثة
معرفة ربنا، وديننا، ونبينا
الأصل الأول: معرفة ربنا سبحانه.
1- ربنا الله سبحانه خالق السماوات والأرض.
قال تعالى: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } (1) .
2- ربنا الله الذي خلق الإنسان وأحسن خلقه.
قال تعالى: { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } (2) .
3- ربنا الله الذي يدبِّر الأمر.
قال تعالى: { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ } (3) .
4- خلق الله الجن والإنس لعبادته.
قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (4) .
5- أمرنا الله بالكفر بالطاغوت والإيمان بالله.
قال تعالى: { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } (5) .
6- العروة الوثقى هي: لا إله إلا الله، ومعناها: لا معبود بحق إلا الله.
الأصل الثاني: معرفة ديننا الإسلامي.
1- ديننا هو الإسلام لا يقبل الله من أحد سواه.
قال تعالى : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } (6) .
2- مراتب الدين الإسلامي ثلاث: الإسلام، والإيمان، والإحسان.
_________
(1) سورة الأعراف آية: 54.
(2) سورة التين آية: 4.
(3) سورة السجدة آية: 5.
(4) سورة الذاريات آية: 56.
(5) سورة البقرة آية: 256.
(6) سورة آل عمران آية: 85.
معانى الشهادتين
أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدًا رسول الله
1- معنى شهادة أن لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله.
2- العبادة : هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال.
3- أنواع العبادة كثيرة منها : الدعاء، والخوف، والتوكل، والصلاة، والذكر، وبر الوالدين وغيرها.
ودليل الدعاء قوله تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } (1) .
ودليل الخوف قوله تعالى: { فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (2) .
دليل التوكل قوله تعالى : { وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (3) .
ودليل الصلاة قوله تعالى : { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (4) .
ودليل الذكر قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا } (5)
ودليل بر الوالدين قوله تعالى: { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا } (6) .
4- تُصْرَفُ جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له، فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو كافر.
_________
(1) سورة غافر آية: 60.
(2) سورة آل عمران آية: 175.
(3) سورة المائدة آية: 23.
(4) سورة الروم آية: 31.
(5) سورة الأحزاب آية: 41. .
(6) سورة الأحقاف آية: 15.
أنواع التوحيد
التوحيد : هو إفراد الله تعالى بالربوبية والألوهية وكمال الأسماء والصفات.
أنواع التوحيد: ثلاثة، وهي توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
1- توحيد الربوبية : وهو توحيد الله بأفعاله – سبحانه – مثل الخلق والرزق وتدبير الأمور والإحياء والإماتة ونحو ذلك.
فلا خالق إلا الله، كما قال تعالى: { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } (1) .
ولا رازق إلا الله، كما قال تعالى : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } (2) .
ولا مدبِّر إلا الله، كما قال تعالى: { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ } (3)
ولا محيي ولا مميت إلا الله، كما قال تعالى : { هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } (4) .
وهذا النوع قد أقر به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يدخلهم في الإسلام، كما قال تعالى : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } (5) .
_________
(1) سورة الزمر آية: 62.
(2) سورة هود آية: 6.
(3) سورة السجدة آية: 5 .
(4) سورة يونس آية: 56.
(5) سورة لقمان آية: 25.
قال الله تعالى: { وَالْعَصْرِ }{ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ }{ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } (1) .
أقسم الله تعالى بالعصر وهو الزمان على أن الإنسان في خسارة وهلاك إلا من حقق أربع صفات :
1- الإيمان : وهو معرفة الله تعالى، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام.
2- العمل الصالح : مثل الصلاة والزكاة والصيام والصدق وبرّ الوالدين.
3- التواصي بالحق : وهو الدعوة إلى الإيمان والعمل الصالح، والترغيب في ذلك.
4- التواصي بالصبر : وهو الصبر على فعل الطاعات، والصبر عند وقوع المصائب.
_________
(1) سورة العصر الآيات: 1- 3.
ما ينافي التوحيد ويضاده
1- أول ما فرض الله على الناس الإيمان بالله والكفر بالطاغوت.
كما قال تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } (1) .
2- معنى الطاغوت : كل ما عُبد من دون الله وهو راضٍ.
3- صفة الكفر بالطاغوت : أن تعتقد بطلان عبادة غير الله تعالى وتتركها وتبغضها، وتكفِّر أهلها وتعاديهم.
4- الشرك ضد التوحيد، فالتوحيد هو إفراد الله تعالى بالعبادة، والشرك هو صرف إحدى العبادات لغير الله تعالى، مثل أن يدعو غير الله، أو يسجد لغير الله.
5- الشرك أكبر الذنوب وأعظمها، لقوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } (2) .
والشرك يبطل جميع الطاعات، ويوجب الخلود في النار وعدم دخول الجنة، كما قال تعالى: { ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (3) .
وقال تعالى: { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } (4) .
_________
(1) سورة النحل آية: 36.
(2) سورة النساء آية: 48 .
(3) سورة الأنعام آية: 88.
(4) سورة المائدة آية: 72.
معنى الإيمان باليوم الآخر :
التصديق الجازم بوقوع هذا اليوم، فيؤمن كل واحد منا بأن الله تعالى يبعث الناس من القبور، ثم يحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم، حتى يستقر أهل الجنة في منازلهم، وأهل النار في منازلهم .
والإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان، فلا يصح الإيمان إلا به.
والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور :
1- الإيمان بالبعث والحشر :
وهو إحياء الموتى من قبورهم، وإعادة الأرواح إلى أجسادهم، فيقوم الناس لرب العالمين، ثم يحشرون ويجمعون في مكان واحد، حفاة غير منتعلين، عراة غير مستترين، غرلا غير مختونين.
ودليل البعث قوله تعالى: { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ }{ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ } (1) .
ودليل الحشر قوله صلى الله عليه وسلم: « "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا » (2) .
2- الإيمان بالحساب والميزان :
يحاسب الله الخلائق على أعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا، فمن كان من أهل التوحيد ومطيعا لله ورسوله فإن حسابه يسير، ومن كان من أهل الشرك والعصيان فحسابه عسير.
_________
(1) سورة المؤمنون آية: 15 – 16.
إن الدين الإسلامي عقيدةٌ وشريعة، فأما العقائد فيراد بها: الأمور التي تصدق بها النفوس، وتطمئن إليها القلوب وتكون يقينا عند أصحابها لا شك فيها ولا ريب.
والشريعة : تعني التكاليف العملية التي دعى إليها الإسلام كالصلاة والزكاة والصيام وبر الوالدين وغيرها.
وأسس العقيدة الإسلامية هي : الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره.
والدليل على ذلك قوله تعالى: { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } (1) .
وقوله تعالى في القَدَر: { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }{ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ } (2) .
وقوله صلى الله عليه وسلم ،: « "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره » (3)
* * * أهمية العقيدة الإسلامية
تظهر أهمية العقيدة الإسلامية من خلال أمور كثيرة منها ما يلي:
_________
(1) سورة البقرة آية: 177.
(2) سورة القمر الآيتان: 49 ، 50.
(3) أخرجه مسلم .
معنى الإيمان بالله عز وجل :
هو التصديق الجازم بوجود الله تعالى، والإقرار بربوبيته وأُلوهيته وأسمائه وصفاته.
فتضمن الإيمان بالله عزّ وجل أربعة أمور:
1- الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى.
2- الإيمان بربوبية الله تعالى.
3- الإيمان بأُلوهية الله تعالى.
4- الإيمان بأسماء الله وصفاته.
وسنتحدث عن هذه الأمور الأربعة تفصيلًا على النحو الآتي:
1- الإيمان بوجود الله تعالى
أ- إن الإقرار بوجود الله تعالى أمرٌ فطريّ في الإنسان، وأكثر الناس يعترفون بوجود الله، ولم يخالف في ذلك إلا قلة قليلة من الملاحدة.
إن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تعليم، وها نحن نسمع ونشاهد من إجابة الداعين وإعطاء السائلين ما يدلُّ دلالة يقينية على وجوده تعالى كما قال سبحانه.
{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ } (1) .
ب – ومن المعلوم عند كل شخص أن الحادث لا بد له من مُحْدِث، وهذه المخلوقات الكثيرة والتي نشاهدها في كل وقت لا بد لها من خالقٍ أوجدها، وهو الله عز وجل، لأنه يمتنع أن تكون مخلوقة من غير خالقٍ خَلقها، كما يمتنع أن تخلق نفسها؛ لأن الشيء لا يخلق نفسه.
_________
(1) سورة الأنفال آية: 9.
معنى الإيمان بالله عز وجل :
هو التصديق الجازم بوجود الله تعالى، والإقرار بربوبيته وأُلوهيته وأسمائه وصفاته.
فتضمن الإيمان بالله عزّ وجل أربعة أمور:
1- الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى.
2- الإيمان بربوبية الله تعالى.
3- الإيمان بأُلوهية الله تعالى.
4- الإيمان بأسماء الله وصفاته.
وسنتحدث عن هذه الأمور الأربعة تفصيلًا على النحو الآتي:
1- الإيمان بوجود الله تعالى
أ- إن الإقرار بوجود الله تعالى أمرٌ فطريّ في الإنسان، وأكثر الناس يعترفون بوجود الله، ولم يخالف في ذلك إلا قلة قليلة من الملاحدة.
إن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تعليم، وها نحن نسمع ونشاهد من إجابة الداعين وإعطاء السائلين ما يدلُّ دلالة يقينية على وجوده تعالى كما قال سبحانه.
{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ } (1) .
ب – ومن المعلوم عند كل شخص أن الحادث لا بد له من مُحْدِث، وهذه المخلوقات الكثيرة والتي نشاهدها في كل وقت لا بد لها من خالقٍ أوجدها، وهو الله عز وجل، لأنه يمتنع أن تكون مخلوقة من غير خالقٍ خَلقها، كما يمتنع أن تخلق نفسها؛ لأن الشيء لا يخلق نفسه.
_________
(1) سورة الأنفال آية: 9.
أ – معنى الإيمان بأُلوهيَّة الله تعالى :
التصديق الجازم بأن الله تعالى وحده المستحق لجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة، مثل الدعاء والخوف والتوكل والاستعانة والصلاة والزكاة والصيام، فيعلم العبد يقينا أن الله هو المعبود لا شريك له، فلا معبود بحق إلا الله تعالى، كما قال سبحانه: { وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } (1) .
فأخبر تعالى أن الإله إلهٌ واحد، أي معبود واحد فلا يجوز أن يُتّخذ إله غيره، ولا يعبد إلا إياه.
ب – إن الإيمان بأُلوهيَّة الله:
هو الاعتراف بأن الله وحده الإله الحق لا شريك له، والإله.
بمعنى المألوه أي المعبود حبا وتعظيما، فهو إفراد الله بجميع أنواع العبادة، فلا ندعو إلا الله، ولا نخاف إلا الله، ولا نتوكل إلا على الله، ولا نسجد إلا لله، ولا نخضع إلا لله، فلا يستحق العبادة إلا هو سبحانه، تحقيقا لقوله تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (2) .
_________
(1) سورة البقرة آية: 163.
(2) سورة الفاتحة آية: 5.
تبدو أهمية الإيمان بألوهية الله تعالى من خلال ما يلي :
1- أن الغاية من خلق الجن والإنس هو عبادة الله وحده لا شريك له، حيث قال سبحانه: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (1) .
2- أن المقصود من إرسال الرسل عليهم السلام وإنزال الكتب السماوية هو الإقرار بأن الله هو المعبود الحق، كما قال سبحانه : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } (2) .
3- أن أول واجب على كل شخص هو الإيمان بألوهيَّة الله تعالى، كما جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل – رضي الله عنه – لما أرسله إلى اليمن قائلًا له: « "إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله » (3) .
أي: ادعهم إلى إفراد الله بجميع أنواع العبادة.
_________
(1) سورة الذاريات آية: 56.
(2) سورة النحل آية: 36.
(3) أخرجه البخاري ومسلم.