تخطى إلى المحتوى

أرجوك لا تشارك في الحرب على . الإسلام! . 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, إنه من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا, وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد, وصلِ اللهم على الصحابة الأطهار ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد:

قال الله تعالى:
"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" {البقرة/217}

أخوة الإيمان والإسلام عباد الله, أخبرنا ربنا عز وجلّ أن الكافرين لا يزالون يقاتلونا وليس غرضهم شيء إلا أن يرجعونا عن ديننا, وأن يصبح المؤمنون كفاراً بعد إيمانهم ويكونوا من أصحاب السعير, فهم باذلون قدرتهم في ذلك ساعون بما أمكنهم.

وقال عز وجلّ:
" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ"{الأنفال/36} "لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" {الأنفال/37}

تبين تلك الآيتان الكريمتان مدى عداوة المشركين وكيدهم ومكرهم ومبارزتهم لله ورسوله وسعيهم في إطفاء نوره وإخماد كلمته وأن وبال مكرهم سيعود عليهم ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله, فالمشركون مهما اختلفت عقائدهم وأساليبهم إلا أنهم دائماً ما يصدرون النفقة والمال والجهد لمحاربة دين الله تعالى في الأرض, ولكن الله يعلمنا أن تلك النفقة التي خفت عليهم لتمسكهم بالباطل ولشدة بغضهم للحق ستكون ندامة وخزياً وذلاً لهم, فتذهب أموالهم وما أملوا ويعذبون في الآخرة أشد العذاب, والخاسرون هم الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين.

والمشركون اليوم أعداء الدين –قاتلهم الله ونصرنا عليهم- وجدوا أسلوباً جديداً يسره لهم التقدم التكنولوجي في عصرنا هذا, ولم تصبح الحرب في ميادين القتال فقط بل انضمت لها حرب فكرية تساندها لتحقيق غاياتهم الخبيثة ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

من المقدمة السابقة أردت توضيح نقطة هامة في عصرنا هذا وهي أن الحرب ضد المسلمين مستمرة إلى قيام الساعة, ولكن تعددت أساليب القتال ضد المسلمين, وللأسف انضم بعض المسلمون إلى العدو في حربهم, ولكن دون قصد منهم وهم يحسبون أنهم يقومون بواجبهم تجاه دينهم. كيف هذا؟

يخرج علينا كل يوم موقع إلكتروني جديد أعده أعداء الله ليطعنوا في دينه ورسوله –صلى الله عليه وسلم- وأمهات المؤمنين والصحابة -رضوان الله عليهم-, وكل هدفهم أن يطلع المسلمون على تلك المواقع النتنة أي كانت لغتها, هم لا يقولون للمسلم أكفر ولكنهم يتدرجون ويتمايلون كالحية حتى إذا اقتربت من فريستها أنقضت عليها وقضت على أنفاسها في ثوان. يريدون أن يصل كلامهم إلى شباب المسلمين, يريدون أن يستمع لهم أحد منا ليحققوا مرادهم, فيكفيهم إثارة الشكوك والشبهات في نفوسنا و إن لم ينجحوا في هذا فيكفيهم أنهم قد أسمعوك ما تكره في الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم-, ولكن من يضمن نفسه من الوقوع في الشرك وقد قال الذي لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم- :

« إِنَّ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ فِتَناً كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِناً وَيُمْسِى كَافِراً وَيَبِيعُ فِيهَا أَقْوَامٌ خَلاَقَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ». (مسند الإمام أحمد).

مما يثير في القلب الحزن أن يرى المسلم أخاه ينشر بين إخوانه تلك المواقع بدعوى التحذير منها (وأتحدى أن يصل رابط لموقع من المواقع مثل التي ذكرناها من قبل إلى أحد الشباب قليلي العلم إلا ويقوم بفتحه وقراءة ما فيه) وهذا تحديداً ما أراده أعداء الدين, وللأسف الشديد انتشرت هذه الظاهرة كثيراً عن طريق المنتديات ورسائل البريد الإلكتروني بالتحذير من تلك المواقع ونحن إن كنا نحسن الظن بالمسلمين ولكن لا نرضى أبداً بمثل هذا.

قال الله تعالى:
"وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا" {النساء/140}

أي أن الله بيّن فيما أنزل حكمه الشرعي عند حضور مجالس الكفر والمعاصي, فالواجب على كل مكلف في آيات الله الإيمان بها وتعظيمها وإجلالها وتفخيمها وهذا هو المقصود بإنزالها وهو الذي خلق الله الخلق لأجله فضد الإيمان الكفر بها وضد تعظيمها الاستهزاء بها واحتقارها ويدخل في ذلك حضور مجالس المعاصي والفسوق التي يستهان فيها بأوامر الله ونواهيه وتقتحم حدوده التي حدها لعباده, ومنتهى هذا النهي عن القعود معهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإن استمر مجالستهم رغم ذلك فإنكم إذاً مثلهم لأنكم رضيتم بكفرهم واستهزائهم والراضي بالمعصية كالفاعل لها, والحاصل أن من حضر مجلساً يعصى الله به فإنه يتعين عليه الإنكار عليهم مع القدرة أو القيام مع عدمها.

وأنا لا استطيع إيقاع الآية على مواقع الكفار الإلكترونية التي يستهزأ فيها بدين الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- أو إثارة الشبهات لأنني لست عالماً ولا أعرف هل تطابق تلك المواقع أوصاف مجالس الكفر والاستهزاء, ولكن أضعف الإيمان ألا نساعد على نشر تلك المواقع بين المسلمين ولا حتى الدخول عليها (إلا بالطبع لأهل العلم لرد تلك الشبهات) بل الواجب علينا كمسلمين نحب الله ورسوله أن نتسلح بالعلم والتقوى ثم ننشر المواقع الإسلامية الدعوية لنشر الخير بين الشباب حتى إذا صادف مثل تلك المواقع القذرة يكون محصناً بإذن الله تعالى بالإيمان والتقوى والعلم. فكيف أنشر بيدي مواقع تستهزئ بكلام الله عز وجل وبكلام حبيبنا محمد –صلى الله عليه وسلم-.

قد يتحجج أحد الأخوة ويقول أننا ننشرها حتى يقوم الهاكرز بمهاجمة تلك المواقع! في رأيي أن الأهم عدم نشرها بين المسلمين لأن الضرر أكبر من النفع, كما يمكن مراسلة الهاكرز إن كانوا موجودين بالأساس وطلب ذلك منهم دون الحاجة لنشرها هكذا!

ويكفي أن أختم قولي بسؤال وهو: هل إذا قام أحد الأشخاص بإرسال رسالة لك يسب فيها والديك ويشكك في حسن أخلاقهما وصدقهما مفترياً عليك, فهل ستقوم بنشر تلك الرسالة بين الناس؟

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ جَدِّهِ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ إِلاَّ نَفْسِى. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ ». قَالَ عُمَرُ فَأَنْتَ الآنَ وَاللَّهِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الآنَ يَا عُمَرُ ». (مسند الإمام أحمد).

أتأسف على الإطالة ولكن الموضوع جد خطير ولا يمكن السكوت عنه, فلقد سمعت عن أناس تنصروا بسبب تساهلهم في التخاطب مع القساوسة والرهبان عن طريق البالتوك وما شابه ذلك, وليس منا من لم يهمه أمر المسلمين.

أسأل الله الإخلاص في القول والعمل وأن يغفر لي ولوالدي وللمؤمنين وأن يبلغنا الفردوس الأعلى, وصلِ اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.

لا تنسونا من دعاءكم

سبحان الله وبحمده, سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد أن لا إله إلا أنت, استغفرك وأتوب إليك

منقـــــــــــــول
تقبلروا ارق التحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.