تخطى إلى المحتوى

إلى المجرحين 2024.

رسالة إلى المجرحين

بغيـــــــر ضوابـــــط

( الحلقة الثالثة والأخيرة )


11 ـ يعتدي بعضهم على بعض لأدنى مخالفة ، ويؤذون المسلمين ويقولون : هذا غيرة على الحق و دفاعا عن السنة ، و إنما هو تعد لحدود الله و ظلم لعباده وصد عن سبيله ، ولهذا فأكبر علاماتهم أن أهل السنة و الجماعة منهم في تعب ، و المبتدعين الحقيقيين العلمانيين و المنافقين و الظلمة الحقيقيين منهم في راحة ، وهذا ضد ما نعت الله به المؤمنين حيث قال :{أشداء على الكفار رحماء بينهم }(الفتح) ، و قال: {أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} (المائدة).

12 ـ لا يقولون بتفاضل المبتدعة ، بل هم عندهم كلهم مبتدعة ، يجب هجرهم و مقاطعتهم وعدم ذكر محاسنهم بحال ، فعندهم المبتدع في الأحكام كالمبتدع في أصول الدين يعامل نفس المعاملة ، و لذلك ينزلون نصوص السلف التي قالوها في الجهمية و المعتزلة على أهل السنة و الجماعة الذين يخالفونهم ، ولا يفرقون بين رؤوس البدعة و بين عوام أتباعهم من المقلدة الصرفة ، و يعاملون الجميع نفس المعاملة ، و لذلك لا تجد في كتبهم هذا التفصيل ، ثم ينسبون هذا للسلف الصالح ، وهذا باطل من وجوه كثيرة، لأنه عند السلف المعتزلة خير من الرافضة و من الخوارج ، لأن المعتزلة تقر بخلافة الخلفاء الأربع ، ويتولون أبا بكر و عمر و عثمان ، و جمهورهم يتولون عليا ، ومنهم من يفضله على الصحابة ، و إن كان فيهم من يفسقه أو يفسق أحد المقتتلين في وقعة الجمل ، وهم يعظمون الذنوب و يتحرون الصدق ، ولا يختلقون الكذب كالرافضة ، و لا يرون اتخاذ دار غير دار الإسلام كالخوارج ، ولهم كتب في تفسير القرآن و نصر الرسول ، و لهم محاسن كثيرة يترجحون بها على الخوارج و الروافض ، وهم قصدهم إثبات توحيد الله و رحمته و حكمته و صدقه و طاعته و أصولهم الخمس على هذه الصفات الخمس، لكنهم غلطوا في بعض ما قالوه في كل واحد من أصولهم الخمس (دقائق التفسير){144/2}.
و أهل السنة يفضلون مرجئة الفقهاء على غيرهم ، ويعدون بدعتهم من بدع الأقوال وليست من بدع العقائد ، و يفضلون الأشاعرة على سائر المتكلمين ، ويشهدون بسينيتهم في بعض البلاد التي لا يوجد فيها من هو أفضل منهم ، ويعرفون قدر كثير من العلماء المنتسبين لهم ، وقدر ردودوهم على الشيعة و المعتزلة و الفلاسفة وقدر ملوكهم الذين حموا بيضة الإسلام ، و يفضلون صوفية الأعمال على صوفية الأقوال الحلولية والاتحادية.

13ـ لا يفرقون بين البدعة الصادرة من مسلمين مؤمنين معظمين للرسول و الصحابة ، معظمين لكتاب الله ابتدعوها لجهلهم أو لاجتهاد سائغ ، قصدوا بها طاعة الله فوقعوا فيها ، و لم يقصدوا بها مخالفة الرسول ولا محاداته ، و بين بدع كالرفض و التجهم و الحلول مما كان مبدؤها من قوم منافقين مكذبين لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم مبغضين له.

14 ـ كذلك لا يفرقون بين هؤلاء المكذبين للرسول ، المبغضين لما جاء به ، و بين قوم من أهل الخير و الإيمان من الصادقين ، دخلوا في شيء من بدع هؤلاء ، لان الحق التبس عليهم كمن قال بقول جهم في القدر ، أو في غير ذلك ، فيجعلونهم في سلة واحدة.
فأصلهم كأصل الخوارج جعلوا المسلمين كالمجرمين ، و المتقين كالفجار، و المحبين للنبي صلى الله عليه و سلم كالمبغضين له ، و المحبين المتولين للأئمة أمثال أحمد و سفيان ومالك و الشافعي و ابن تيمية و الذهبي كالمبغضين لهم، المخالفين لهم ، المحتقرين لهم بلسان الحال أو لسان المقال.

15 ـ هم مع أهل السنة و الجماعة في عدم تكفير المبتدع و الفاسق ، ومع الخوارج في إهدار حسناته ، ففي الأسماء مع أهل السنة ، و في الموازنة والحكم مع الخوارج ، و إذا قدر أن فرقوا بين أنواع الموازنة في الكتابة فإنهم عمليا يذمون الموازنة بإطلاق ، فإن زعموا أنهم سلفية في الأسماء و الأحكام التي تقتضي عند أهل السنة التفاضل ، فإنهم لا يطردون هذه العقيدة في الموازنة، و الولاء و البراء، و الشدة و اللين.

16 ـ يسمون أنفسهم : "السلفية" و "أهل السنة" دون بقية أهل القبلة ، و دون بقية أهل السنة و الجماعة ، فيسمون من يخالفهم من أهل السنة و الجماعة بأسماء يختلقونها ، كمتحزب و مميع و تكفيري وقطبي و غير ذلك ، والسلف الصالح لم يكونوا ينكرون على المسلمين انتحال السنة و الجماعة ، و لكن ينكرون عليهم مخالفة السنة و الجماعة ، فلا ينكر على أحد من المسلمين التسمية بالاسم الشرعي لأنه مطلوب شرعا.

17 ـ علامة الغلاة كالخوارج و المعتزلة الاختلاف الشديد بينهم ، و التكفير لبعضهم بعضا ، قال ابن تيمية في (المجموع){52/4}: (( ففي المعتزلة من الاختلافات و تكفير بعضهم بعضا حتى يكفر التلميذ أستاذه من جنس ما بين الخوارج)).
قلت : وهؤلاء علامتهم الاختلاف، ففي كل يوم يختلفون فيما بينهم ، و يبدعون بعضهم البعض ، و يضللون بعضهم البعض ، و الناس تعرف ذلك جيدا ، فإن كان الرجل سنيا قد عرف حالهم تركهم لحالهم وانصرف عنهم.

18 ـ التعمق و التنطع في دعوى السنة ، حتى يخرجون أقواما منها بالخطأ اليسير ، أو بالتأويل الفاسد ، و يطعنون في الناس بسبب المخالفة ، وعلامة التنطع و التعمق إعطاء الأشياء الصغيرة قيمة فوق أصول الدين و أركانه ، فمن يجعل موضوع السترة أو اللباس أو اللحية أو النشيد أصلا يوالي و يعادي من أجله فهو متنطع متعمق بلا شك ، و الأخبار في هذا كثيرة لا يحتملها هذا المقال ، ولا أريد أن أشينه بها.
ومن بدعهم اعتبار الإسبال علامة فارقة في المنهج السلفي ، و كذلك الأخذ من اللحية ، و تغطية الرأس !

19 ـ يحرمون ما أحل لله من نكاح المسلمات ، فينهون عن نكاح من لم تكن مثلهم ليس على سبيل المعاقبة و سد الذريعة بل يجعلون تحريم نكاحهم حكما مؤبدا،ولهم في ذلك كلام مشهور في الإخوانية و التبليغية …. وهذا تحريم لما أحل الله ، وهو نوع من الشرك به سبحانه و تعالى ، قال الخطابي : ((أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج مع ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين و أجازوا منا كحتهم و أكل ذبائحهم و أنهم لا يكفرون ماداموا متمسكين بأصل الإسلام.)) (الفتح){300/12}.

20 ـ يستحلون الأعراض المحرمة بحجة الجرح و التعديل ، و التعريف بحقيقة الرجال ، و ما يسمونه علم الجرح و التعديل هو علم صياغة الإشاعة وطرق ترويجها .

21 ـ كذلك يتخذون زيا واحدا من اللباس ، لا يخرجون عنه تعبدا وقربة ليس من قبيل العادة ، قال ابن تيمية في ( الاستقامة){260/1}: (( ولاريب أن كثيرا من النساك و العباد و الزهاد قد يكون فيه شعبة من الخوارج ، و إن كان مخالفا لهم في شعب أخرى ، فلزوم زي معين من اللباس سواء كان مباحا أو كان مما يقال إنه مكروه ، بحيث يجعل ذلك دينا و مستحبا و شعارا لأهل الدين ، هو من البدع أيضا فكما أنه لا حرام إلا ما حرمه الله ، فلا دين إلا ما شرعه الله)).
ونحن نعلم أن الله تعالى لم يحرم نكاح الإخوانية و التبليغية و الصوفية و الأشعرية ، ولم يحرم لباس إلا القميص وما يشبهه ، ولم يحرم الصلاة على موتى المسلمين ، و الصلاة خلف أئمتهم، و إنما فعله السلف لأجل المصلحة و بضوابط ، فالسني يقول : لا يصلي على المبتدعة الدعاة أهل الفضل من الأئمة عقوبة لهم ، لا لأنه لا تجوز الرحمة لهم.
و هؤلاء يقولون : لا يصلى أحد على كل مبتدع، فلا يفرقون بين من يجوز له الامتناع من الصلاة عليه ومن لا يجوز له ، ولا يفرقون بين المبتدع الداعية و مقلدته ، فجعلوا أنفسهم أئمة يقتدى بهم ، وهم في الحقيقة إذا امتنعوا عن الصلاة على أحد المسلمين لم يلحظهم أحد ، لان المصلى يبقى ممتلئا فهم قلة و أقل من القليل ، وحتى عندما يموت الناس لا تظهر عليهم الرحمة وطلب العذر وسؤال المغفرة للميت.

22 ـ ينتحلون اتباع أئمة السنة و يخالفونهم في المنهج، في كيفية الدعوة ، فأئمة السنة يقولون باللين و الشدة ، و هؤلاء يقولون بالشدة فقط ، وأئمة السنة يفرقون بين أنواع المبتدعة في أخذ العلم و النظر في كتبهم ، وهؤلاء يرون الكل شيئا واحدا ، بل لا يقولون مثل هؤلاء الأئمة بالمصلحة و المفسدة في معاملة المبتدع ، فلزم أنهم مخالفون لهؤلاء الأئمة في المنهج ، قد خالفوا من ينتحلون إتباعه ، فخابوا و خسروا لأنهم يذمون و يخالفون ما في سلفهم.

23 ـ الخوارج يأمرون و ينهون و يقاتلون المسلمين لإزالة الفتنة زعموا ، وفعلهم أعظم الفتنة ، و المرجئة ينكلون عن الأمر و النهي و القتال في سبيل الله القتال المشروع ، الذي يكون به الدين كله لله ، و تكون به كلمة الله هي العليا خوفا من الفتنة ، وهم قد سقطوا في الفتنة.
وهؤلاء لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر إلا فيما اعتقدوه مخالفا لهم ، أما فسق الأعمال و الظلم و الطغيان فلا يأمرون فيه بالمعروف ولا ينهون عنه خوف الفتنة زعموا.
و يهجرون ويقاطعون ويذمون و يحذرون من المسلمين عموما ، ومن أهل السنة خصوصا طلبا للإزالة الفتنة زعموا ، وعملهم هذا أعظم الفتنة ، إذ لا يفرقون بين السني و المبتدع ، ولا يفرقون بين البدع الظاهرة الواضحة المخالفة لأهل السنة و الجماعة ، و بين مسائل الاجتهاد و الخلاف السائغ ، و لا بين المعذور و غير المعذور، كما لا يفرقون بين زمن الدعوة و التعليم ، وزمن المعاقبة و التأديب.
فدعوتهم لا يكون بها الدين الجامع ، ولا تكون بها كلمة الله هي العليا ، إذ ينكلون عن أمر الأقوياء و الولاة و التجار و الأصحاب بالمعروف ، ولا ينهونهم عن المنكر ، فالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر اقتصر عندهم على معاملة المبتدع ، أما العقيدة و الأعمال و السلوك و الأخلاق و السياسة و الدعوة إلى الله ، فليس عندهم فيها أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر ، ولذلك يعادون كل قاص واعظ ، ولو لم يعتمد الحكايات المكذوبة ، ولم يدع إلى العقائد الباطلة.

24 ـ حقيقة دعوتهم الأمر بإتباعهم و بالتوبة إليهم، لا اتباع الرسول و التوبة إلى الله ، و ينهون عن مخالفتهم ، لا مخالفة الكتاب و السنة ..

25 ـ يزعمون زورا أن المبتدعة يلبسون على الناس بانتحال اتباع ابن تيمية و أحمد حتى يغروا الناس بقولهم وتنطلي عليهم بدعهم ، وهذا باطل عظيم إذ لم يكن في يوم ما انتحال اتباع أحمد و ابن تيمية شعار المبتدعة ، بل شعار المبتدعة إظهار بدعهم في قوالب السنة وذم الإمام أحمد و ابن تيمية تصريحا أو تلميحا ، فيسمون الأشياء بتسميتها الشرعية و يقصدون بدعهم و باطلهم ، فمتى كان ديدن الرجل الاستشهاد بأئمة السنة فهو سني قد يخطئ ، ولكن لا يكون المبتدع أبدا ممن يداوم على الاستشهاد بأئمة السنة.
وعليه ، يظهرون باطلهم في القوالب الشرعية ، كأن ينسبون بدعهم للسلفية ، وهذه بعض اللامحات قس عليها أعمالهم ، قال ابن القيم في (إغاثة اللهفان){81/2} : (( أخرج الظلمة الفجرة الظلم و العدوان في قالب السياسة و عقوبة الجناة {…}و أخرج الروافض الإلحاد و الكفر و القدح في سادات الصحابة وحزب رسول الله و أوليائه و أنصاره في قالب محبة أهل البيت و التعصب لهم وموالاتهم ، و أخرجت الإباحية و فسقة المنتسبين إلى الفقر و التصوف بدعهم و شطحهم في قالب الفقر و الزهد و الأحوال و المعارف و محبة الله ونحو ذلك ، و أخرجت الاتحادية أعظم الكفر و الإلحاد في قالب التوحيد و أن الوجود واحد{…} و أخرجت القدرية إنكار عموم قدرة الله تعالى على جميع الموجودات أفعالها و أعيانها في قالب العدل ، وقالوا:لو كان الرب قادرا على أفعال عباده لزم أن يكون ظالما لهم ، فاخرجوا تكذيبهم بالقدر في قالب العدل ، و أخرجت الخوارج قتال الأئمة و الخروج عليهم بالسيف في قالب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
و اخرج أرباب البدع جميعهم بدعهم في قوالب متنوعة بحسب تلك البدع ، فكل صاحب باطل لا يتمكن من ترويج باطله إلا بإخراجه في قالب حق.))
و أخرجوا باطلهم في تفريق المسلمين و تشتيت وحدتهم في قالب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، وهذه بدعة الخوارج ينكرون المنكر بما هو أنكر منه.
كما أخرجوا ظلم المسلمين و البغي عليهم و العدوان عليهم بالزيادة على القدر المشروع في المبتدعين ، و إلحاق السنيين بالمبتدعين ، في قالب منهج السلف الصالح في هجر المبتدعة ، و السلف إنما يقولون بالهجر في موضعه و التأليف في موضعه ، و الصحابة عاملوا صبيغا ومن هو مثله ثلاث معاملات مختلفة ، و هؤلاء يريدون معاملتهم معاملة واحدة ، وهي التي تتفق من نفسيتهم الحرورية و شدتهم الموسوية.
فهؤلاء الذين ينسبون أنفسهم لأهل السنة كاهل الباطل يخرجون باطلهم في قوالب شرعية ، و يأتون بالأسماء الشرعية بصورها دون حقائقها و مقاصدها.
و الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده، و السلام عليكم.

نحب السلفية ونعتقد هذا المنهج
ولكن
أوردها سعد وسعد مشتمل

ما هكذا يا سعد تورد الابل

بارك الله فيك
هذا التفصيل الذي تحدثت عنه حول البدع يجمعهم قول واحد و هو ان كل بدعة ضلالة ام انك عندك رأي أخر

بارك الله فيك أخي علي .
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبيدة82 القعدة
القعدة
القعدة

هذا التفصيل الذي تحدثت عنه حول البدع يجمعهم قول واحد و هو ان كل بدعة ضلالة ام انك عندك رأي أخر

القعدة القعدة
بارك الله فيك أخي ، نعلم أنهم جميعا يسبحون في فلك الابتداع ، ولا أدري لم أضفت هذه الكلمة ( ام انك عندك رأي أخر) ومحلها في الكلام ،لكن معرفة ذلك ـ أعني مسألة تفاضل المبتدعة ـ له ثمرة ، وهي كيفية التعامل مع من وقع في البدعة ، من حيث دعوته أو هجره ، واعتبارات أخرى ، فبارك الله فيك لا يستوي مثلا الداعي إلى بدعته ، من هو رأس فيها ، مع العامي الجاهل الذي وقع في البدعة لسبب من الأسباب ، وما لنا لا نفرق بين المبتدعة ورب العزة جل وعلا فرق بين الكفار المحاربين والغير محاربين ، من حيث معاملتهم ، ولعلك تقول أيضا : الكفر ملة واحدة ، لم نختلف في ذلك ، ولكن هذا من تمام قوله تعالى : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين .
فهدفنا أخي ، إيصال هاته الرحمة إلى الناس كافة ، باليسر وبالحسنى ، ومن ذلك تصويب المخطئ ومناقشة الخاطئ رجاء أن يؤوب ، فإن استكبر وأعرض عندها يلجأ إلى الهجر والتبديع وما إلى ذلك .

العلم زين والسكــــــوت سلامة . . فإذا نطقت فلا تكن مكثـــارا

ما إن ندمتُ على سكوتي مرّة . . ولقد ندمت على الكلام مرارا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد البر القعدة
القعدة
القعدة

رسالة إلى المجرحين

بغيـــــــر ضوابـــــط

( الحلقة الثالثة والأخيرة )


11 ـ يعتدي بعضهم على بعض لأدنى مخالفة ، ويؤذون المسلمين ويقولون : هذا غيرة على الحق و دفاعا عن السنة ، و إنما هو تعد لحدود الله و ظلم لعباده وصد عن سبيله ، ولهذا فأكبر علاماتهم أن أهل السنة و الجماعة منهم في تعب ، و المبتدعين الحقيقيين العلمانيين و المنافقين و الظلمة الحقيقيين منهم في راحة ، وهذا ضد ما نعت الله به المؤمنين حيث قال :{أشداء على الكفار رحماء بينهم }(الفتح) ، و قال: {أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} (المائدة).

12 ـ لا يقولون بتفاضل المبتدعة ، بل هم عندهم كلهم مبتدعة ، يجب هجرهم و مقاطعتهم وعدم ذكر محاسنهم بحال ، فعندهم المبتدع في الأحكام كالمبتدع في أصول الدين يعامل نفس المعاملة ، و لذلك ينزلون نصوص السلف التي قالوها في الجهمية و المعتزلة على أهل السنة و الجماعة الذين يخالفونهم ، ولا يفرقون بين رؤوس البدعة و بين عوام أتباعهم من المقلدة الصرفة ، و يعاملون الجميع نفس المعاملة ، و لذلك لا تجد في كتبهم هذا التفصيل ، ثم ينسبون هذا للسلف الصالح ، وهذا باطل من وجوه كثيرة، لأنه عند السلف المعتزلة خير من الرافضة و من الخوارج ، لأن المعتزلة تقر بخلافة الخلفاء الأربع ، ويتولون أبا بكر و عمر و عثمان ، و جمهورهم يتولون عليا ، ومنهم من يفضله على الصحابة ، و إن كان فيهم من يفسقه أو يفسق أحد المقتتلين في وقعة الجمل ، وهم يعظمون الذنوب و يتحرون الصدق ، ولا يختلقون الكذب كالرافضة ، و لا يرون اتخاذ دار غير دار الإسلام كالخوارج ، ولهم كتب في تفسير القرآن و نصر الرسول ، و لهم محاسن كثيرة يترجحون بها على الخوارج و الروافض ، وهم قصدهم إثبات توحيد الله و رحمته و حكمته و صدقه و طاعته و أصولهم الخمس على هذه الصفات الخمس، لكنهم غلطوا في بعض ما قالوه في كل واحد من أصولهم الخمس (دقائق التفسير){144/2}.
و أهل السنة يفضلون مرجئة الفقهاء على غيرهم ، ويعدون بدعتهم من بدع الأقوال وليست من بدع العقائد ، و يفضلون الأشاعرة على سائر المتكلمين ، ويشهدون بسينيتهم في بعض البلاد التي لا يوجد فيها من هو أفضل منهم ، ويعرفون قدر كثير من العلماء المنتسبين لهم ، وقدر ردودوهم على الشيعة و المعتزلة و الفلاسفة وقدر ملوكهم الذين حموا بيضة الإسلام ، و يفضلون صوفية الأعمال على صوفية الأقوال الحلولية والاتحادية.

13ـ لا يفرقون بين البدعة الصادرة من مسلمين مؤمنين معظمين للرسول و الصحابة ، معظمين لكتاب الله ابتدعوها لجهلهم أو لاجتهاد سائغ ، قصدوا بها طاعة الله فوقعوا فيها ، و لم يقصدوا بها مخالفة الرسول ولا محاداته ، و بين بدع كالرفض و التجهم و الحلول مما كان مبدؤها من قوم منافقين مكذبين لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم مبغضين له.

14 ـ كذلك لا يفرقون بين هؤلاء المكذبين للرسول ، المبغضين لما جاء به ، و بين قوم من أهل الخير و الإيمان من الصادقين ، دخلوا في شيء من بدع هؤلاء ، لان الحق التبس عليهم كمن قال بقول جهم في القدر ، أو في غير ذلك ، فيجعلونهم في سلة واحدة.
فأصلهم كأصل الخوارج جعلوا المسلمين كالمجرمين ، و المتقين كالفجار، و المحبين للنبي صلى الله عليه و سلم كالمبغضين له ، و المحبين المتولين للأئمة أمثال أحمد و سفيان ومالك و الشافعي و ابن تيمية و الذهبي كالمبغضين لهم، المخالفين لهم ، المحتقرين لهم بلسان الحال أو لسان المقال.

15 ـ هم مع أهل السنة و الجماعة في عدم تكفير المبتدع و الفاسق ، ومع الخوارج في إهدار حسناته ، ففي الأسماء مع أهل السنة ، و في الموازنة والحكم مع الخوارج ، و إذا قدر أن فرقوا بين أنواع الموازنة في الكتابة فإنهم عمليا يذمون الموازنة بإطلاق ، فإن زعموا أنهم سلفية في الأسماء و الأحكام التي تقتضي عند أهل السنة التفاضل ، فإنهم لا يطردون هذه العقيدة في الموازنة، و الولاء و البراء، و الشدة و اللين.

16 ـ يسمون أنفسهم : "السلفية" و "أهل السنة" دون بقية أهل القبلة ، و دون بقية أهل السنة و الجماعة ، فيسمون من يخالفهم من أهل السنة و الجماعة بأسماء يختلقونها ، كمتحزب و مميع و تكفيري وقطبي و غير ذلك ، والسلف الصالح لم يكونوا ينكرون على المسلمين انتحال السنة و الجماعة ، و لكن ينكرون عليهم مخالفة السنة و الجماعة ، فلا ينكر على أحد من المسلمين التسمية بالاسم الشرعي لأنه مطلوب شرعا.

17 ـ علامة الغلاة كالخوارج و المعتزلة الاختلاف الشديد بينهم ، و التكفير لبعضهم بعضا ، قال ابن تيمية في (المجموع){52/4}: (( ففي المعتزلة من الاختلافات و تكفير بعضهم بعضا حتى يكفر التلميذ أستاذه من جنس ما بين الخوارج)).
قلت : وهؤلاء علامتهم الاختلاف، ففي كل يوم يختلفون فيما بينهم ، و يبدعون بعضهم البعض ، و يضللون بعضهم البعض ، و الناس تعرف ذلك جيدا ، فإن كان الرجل سنيا قد عرف حالهم تركهم لحالهم وانصرف عنهم.

18 ـ التعمق و التنطع في دعوى السنة ، حتى يخرجون أقواما منها بالخطأ اليسير ، أو بالتأويل الفاسد ، و يطعنون في الناس بسبب المخالفة ، وعلامة التنطع و التعمق إعطاء الأشياء الصغيرة قيمة فوق أصول الدين و أركانه ، فمن يجعل موضوع السترة أو اللباس أو اللحية أو النشيد أصلا يوالي و يعادي من أجله فهو متنطع متعمق بلا شك ، و الأخبار في هذا كثيرة لا يحتملها هذا المقال ، ولا أريد أن أشينه بها.
ومن بدعهم اعتبار الإسبال علامة فارقة في المنهج السلفي ، و كذلك الأخذ من اللحية ، و تغطية الرأس !

19 ـ يحرمون ما أحل لله من نكاح المسلمات ، فينهون عن نكاح من لم تكن مثلهم ليس على سبيل المعاقبة و سد الذريعة بل يجعلون تحريم نكاحهم حكما مؤبدا،ولهم في ذلك كلام مشهور في الإخوانية و التبليغية …. وهذا تحريم لما أحل الله ، وهو نوع من الشرك به سبحانه و تعالى ، قال الخطابي : ((أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج مع ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين و أجازوا منا كحتهم و أكل ذبائحهم و أنهم لا يكفرون ماداموا متمسكين بأصل الإسلام.)) (الفتح){300/12}.

20 ـ يستحلون الأعراض المحرمة بحجة الجرح و التعديل ، و التعريف بحقيقة الرجال ، و ما يسمونه علم الجرح و التعديل هو علم صياغة الإشاعة وطرق ترويجها .

21 ـ كذلك يتخذون زيا واحدا من اللباس ، لا يخرجون عنه تعبدا وقربة ليس من قبيل العادة ، قال ابن تيمية في ( الاستقامة){260/1}: (( ولاريب أن كثيرا من النساك و العباد و الزهاد قد يكون فيه شعبة من الخوارج ، و إن كان مخالفا لهم في شعب أخرى ، فلزوم زي معين من اللباس سواء كان مباحا أو كان مما يقال إنه مكروه ، بحيث يجعل ذلك دينا و مستحبا و شعارا لأهل الدين ، هو من البدع أيضا فكما أنه لا حرام إلا ما حرمه الله ، فلا دين إلا ما شرعه الله)).
ونحن نعلم أن الله تعالى لم يحرم نكاح الإخوانية و التبليغية و الصوفية و الأشعرية ، ولم يحرم لباس إلا القميص وما يشبهه ، ولم يحرم الصلاة على موتى المسلمين ، و الصلاة خلف أئمتهم، و إنما فعله السلف لأجل المصلحة و بضوابط ، فالسني يقول : لا يصلي على المبتدعة الدعاة أهل الفضل من الأئمة عقوبة لهم ، لا لأنه لا تجوز الرحمة لهم.
و هؤلاء يقولون : لا يصلى أحد على كل مبتدع، فلا يفرقون بين من يجوز له الامتناع من الصلاة عليه ومن لا يجوز له ، ولا يفرقون بين المبتدع الداعية و مقلدته ، فجعلوا أنفسهم أئمة يقتدى بهم ، وهم في الحقيقة إذا امتنعوا عن الصلاة على أحد المسلمين لم يلحظهم أحد ، لان المصلى يبقى ممتلئا فهم قلة و أقل من القليل ، وحتى عندما يموت الناس لا تظهر عليهم الرحمة وطلب العذر وسؤال المغفرة للميت.

22 ـ ينتحلون اتباع أئمة السنة و يخالفونهم في المنهج، في كيفية الدعوة ، فأئمة السنة يقولون باللين و الشدة ، و هؤلاء يقولون بالشدة فقط ، وأئمة السنة يفرقون بين أنواع المبتدعة في أخذ العلم و النظر في كتبهم ، وهؤلاء يرون الكل شيئا واحدا ، بل لا يقولون مثل هؤلاء الأئمة بالمصلحة و المفسدة في معاملة المبتدع ، فلزم أنهم مخالفون لهؤلاء الأئمة في المنهج ، قد خالفوا من ينتحلون إتباعه ، فخابوا و خسروا لأنهم يذمون و يخالفون ما في سلفهم.

23 ـ الخوارج يأمرون و ينهون و يقاتلون المسلمين لإزالة الفتنة زعموا ، وفعلهم أعظم الفتنة ، و المرجئة ينكلون عن الأمر و النهي و القتال في سبيل الله القتال المشروع ، الذي يكون به الدين كله لله ، و تكون به كلمة الله هي العليا خوفا من الفتنة ، وهم قد سقطوا في الفتنة.
وهؤلاء لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر إلا فيما اعتقدوه مخالفا لهم ، أما فسق الأعمال و الظلم و الطغيان فلا يأمرون فيه بالمعروف ولا ينهون عنه خوف الفتنة زعموا.
و يهجرون ويقاطعون ويذمون و يحذرون من المسلمين عموما ، ومن أهل السنة خصوصا طلبا للإزالة الفتنة زعموا ، وعملهم هذا أعظم الفتنة ، إذ لا يفرقون بين السني و المبتدع ، ولا يفرقون بين البدع الظاهرة الواضحة المخالفة لأهل السنة و الجماعة ، و بين مسائل الاجتهاد و الخلاف السائغ ، و لا بين المعذور و غير المعذور، كما لا يفرقون بين زمن الدعوة و التعليم ، وزمن المعاقبة و التأديب.
فدعوتهم لا يكون بها الدين الجامع ، ولا تكون بها كلمة الله هي العليا ، إذ ينكلون عن أمر الأقوياء و الولاة و التجار و الأصحاب بالمعروف ، ولا ينهونهم عن المنكر ، فالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر اقتصر عندهم على معاملة المبتدع ، أما العقيدة و الأعمال و السلوك و الأخلاق و السياسة و الدعوة إلى الله ، فليس عندهم فيها أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر ، ولذلك يعادون كل قاص واعظ ، ولو لم يعتمد الحكايات المكذوبة ، ولم يدع إلى العقائد الباطلة.

24 ـ حقيقة دعوتهم الأمر بإتباعهم و بالتوبة إليهم، لا اتباع الرسول و التوبة إلى الله ، و ينهون عن مخالفتهم ، لا مخالفة الكتاب و السنة ..

25 ـ يزعمون زورا أن المبتدعة يلبسون على الناس بانتحال اتباع ابن تيمية و أحمد حتى يغروا الناس بقولهم وتنطلي عليهم بدعهم ، وهذا باطل عظيم إذ لم يكن في يوم ما انتحال اتباع أحمد و ابن تيمية شعار المبتدعة ، بل شعار المبتدعة إظهار بدعهم في قوالب السنة وذم الإمام أحمد و ابن تيمية تصريحا أو تلميحا ، فيسمون الأشياء بتسميتها الشرعية و يقصدون بدعهم و باطلهم ، فمتى كان ديدن الرجل الاستشهاد بأئمة السنة فهو سني قد يخطئ ، ولكن لا يكون المبتدع أبدا ممن يداوم على الاستشهاد بأئمة السنة.
وعليه ، يظهرون باطلهم في القوالب الشرعية ، كأن ينسبون بدعهم للسلفية ، وهذه بعض اللامحات قس عليها أعمالهم ، قال ابن القيم في (إغاثة اللهفان){81/2} : (( أخرج الظلمة الفجرة الظلم و العدوان في قالب السياسة و عقوبة الجناة {…}و أخرج الروافض الإلحاد و الكفر و القدح في سادات الصحابة وحزب رسول الله و أوليائه و أنصاره في قالب محبة أهل البيت و التعصب لهم وموالاتهم ، و أخرجت الإباحية و فسقة المنتسبين إلى الفقر و التصوف بدعهم و شطحهم في قالب الفقر و الزهد و الأحوال و المعارف و محبة الله ونحو ذلك ، و أخرجت الاتحادية أعظم الكفر و الإلحاد في قالب التوحيد و أن الوجود واحد{…} و أخرجت القدرية إنكار عموم قدرة الله تعالى على جميع الموجودات أفعالها و أعيانها في قالب العدل ، وقالوا:لو كان الرب قادرا على أفعال عباده لزم أن يكون ظالما لهم ، فاخرجوا تكذيبهم بالقدر في قالب العدل ، و أخرجت الخوارج قتال الأئمة و الخروج عليهم بالسيف في قالب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
و اخرج أرباب البدع جميعهم بدعهم في قوالب متنوعة بحسب تلك البدع ، فكل صاحب باطل لا يتمكن من ترويج باطله إلا بإخراجه في قالب حق.))
و أخرجوا باطلهم في تفريق المسلمين و تشتيت وحدتهم في قالب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، وهذه بدعة الخوارج ينكرون المنكر بما هو أنكر منه.
كما أخرجوا ظلم المسلمين و البغي عليهم و العدوان عليهم بالزيادة على القدر المشروع في المبتدعين ، و إلحاق السنيين بالمبتدعين ، في قالب منهج السلف الصالح في هجر المبتدعة ، و السلف إنما يقولون بالهجر في موضعه و التأليف في موضعه ، و الصحابة عاملوا صبيغا ومن هو مثله ثلاث معاملات مختلفة ، و هؤلاء يريدون معاملتهم معاملة واحدة ، وهي التي تتفق من نفسيتهم الحرورية و شدتهم الموسوية.
فهؤلاء الذين ينسبون أنفسهم لأهل السنة كاهل الباطل يخرجون باطلهم في قوالب شرعية ، و يأتون بالأسماء الشرعية بصورها دون حقائقها و مقاصدها.
و الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده، و السلام عليكم.

نحب السلفية ونعتقد هذا المنهج
ولكن
أوردها سعد وسعد مشتمل

ما هكذا يا سعد تورد الابل

القعدة القعدة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياك الله أخي عبد البر.
هناك سؤال هام، وهو لمن هذه السلسلة بجمتها، أهي من النقل أم من التأليف الخاص بالرجوع الى مجموع من المصادر، فان كانت الأولى أبنت عن صاحبها، و ان كانت الثانية كان عليك ذكر مصادر التأليف.
و لي سؤال أهم من الأول وهو هل راجع التفصيل المذكور سابقا بعض أهل العلم؟ ان كان نعم فمن هم و ما مدى قبولهم له.

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ليث القعدة
القعدة
القعدة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياك الله أخي عبد البر.
هناك سؤال هام، وهو لمن هذه السلسلة بجمتها، أهي من النقل أم من التأليف الخاص بالرجوع الى مجموع من المصادر، فان كانت الأولى أبنت عن صاحبها، و ان كانت الثانية كان عليك ذكر مصادر التأليف.
و لي سؤال أهم من الأول وهو هل راجع التفصيل المذكور سابقا بعض أهل العلم؟ ان كان نعم فمن هم و ما مدى قبولهم له.
القعدة القعدة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم ، هذا الموضوع من تأليف أخ عزيز وإن لم نعرفه ، ونحسبه من طلبة العلم الأقوياء ، وأظنه من الجزائر والله أعلم ، كان عندي في وريقات مطبوعة ، وأنا قسمته إلى حلقات حتى يسهل قراءته دون ملل .
أما عن جواب سؤالك الثاني ، فالله تعالى أعلم ، ولكن تأصيلات العلماء رحمهم الله في هذا الباب موجودة والحمد لله لمن أراد التحقيق ، ونحن لسنا إلا أتباعا للحق رغم تقصيرنا الكبير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.