السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي بفضله اهتدى المهتدون الذين يتلون كتابه وبه يؤمنون: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، أحمده سبحانه وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغامًا لما يعتقده المشركون والملحدون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق المأمون، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين يهدون بالحق وبه يعدلون…. أما بعد:
أيها الناس:
اتقوا الله حق تقاته وسارعوا إلى الأعمال الصالحة لتفوزوا بمغفرته ومرضاته.
عباد الله:
أخبر – صلى الله عليه وسلم – أن للإسلام صدى ومنارًا للطريق يعرف به صاحبه، روى الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – من حديث أنس بن مالك خادم النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (الإسلام علانية والإيمان في القلب)[1]، فالمسلم حقيقة هو الذي يظهر إسلامه علانية للناس بحيث يرونه يصلي مع المصلين ويصوم مع الصائمين ويؤدي زكاة ماله إلى الفقراء والمساكين فيظهر إسلامه علانية للناس ويشهدون له بذلك، لأن الناس شهداء الله في أرضه. أما الذي يتسمى بالإسلام وهو لا يصلى ولا يصوم ولا يؤدي زكاة ماله الواجبة فلا شك أن إسلامه قول ولا حقيقة له وإنما هو إسلام اللسان يكذبه الحس والوجدان والسنة والقرآن، ومن ادعى ما ليس فيه فضحته شواهد الامتحان فإنه لا إسلام دون عمل.
عباد الله:
إنكم في زمان كثرت فيه البدع والحوادث واستحسنت فيه القبائح والمنكرات، وكاد المعروف أن يكون منكرًا والمنكر فيه معروفًا، لذلك عظمت الفتن واستطاعت الشرور وتفوق المسلمون شيعًا وأحزابًا كلها تزعم الإسلام والتسمي به وابتدعوا أسماء مضادة للإسلام وتعاليم القرآن كالبعثية والشيوعية والاشتراكية والقومية العربية، ولكل أنصار وأعوان فسقطت وحدة الإسلام وفشى فيهم الفوضى والشقاق وقامت الفتن على قدم وساق، يقتل بعضهم بعض ويسلب بعضهم أموال بعض بحجة الاشتراكية المبتدعة، وهذا البلاء الذي حل بهم من التقاطع والتطاحن لن يرتفع عنهم حتى يراجعوا دينهم الكفيل بعلاج عللهم وإصلاح مجتمعهم.
عباد الله:
تمسكوا بدينكم تنصروا به، واعملوا بواجباته تعرفوا به، وأدعو الناس إليه تكونوا من خير أهله، ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر تكونوا من المفلحين، وأقيموا من تحت أيديكم من الأولاد والنساء على طاعة الله وأداء ما افترض الله عليهم من الصلاة والصيام وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، تعاونوا على البر والتقوى، انصروا الله بالقيام بما افترض عليكم ينصركم ويكبت أعداءكم الذين يتربصون بكم فإنه لا قوة لكم على دفع شر أعدائكم إلا بالله، ولن يمدكم الله بقوته حتى تمتثلوا أوامره وتجتنبوا مناهيه، اسمعوا وصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لعبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – (يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فأسأل الله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)[2].
والحمد لله رب العالين.
[1] مسند الإمام أحمد ح (12404).
[2] المستدرك على الصحيح ح (6303) وسنن الترمذي ح (2516).
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي
https://www.alukah.net/
وجزاك الفردوس الأعلى
شكرا على الطرح الرائع أمونة
|
wafiki baraka allah
amoula
la chokra 3ala wadjib okhti
as3adani mororok
بانتظار مواضيعك الجديدة