في ظلال آية
و اليوم مع سورةالناس
هي ست آيات وهذه هي:
بسم الله الرَّحمنِ الرَّحيم
(قُل أَعُوذُ بربِ النَّاس، مَلِكِ النّاسِ، إلهِ النَّاس، مِن شَرِ الوسواسِ الخنَّاسِ، الّذي يُوَسوِسُ في صُدُورِ النّاس، مِنَ الجنَّةِ والنَّاس).
التفسير:
(قل أعوذ برب الناس) قال النسفي: أي مربيهم ومصلحهم (ملك الناس) أي: مالكهم ومدبر أمورهم (إله الناس) أي: معبودهم (من شر الوسواس) أي: الشيطان، قال النسفي: والوسوسة الصوت الخفي (الخناس) قال النسفي: أي الذي عادته أن يخنس أي يتأخر إذا ذكر الله عز وجل (الذي يوسوس في صدور الناس) أي: في قلوبهم الموجودة في صدورهم (من الجنّة والناس) قال النسفي: بيان للذي يوسوس على أن الشيطان ضربان: جني وإنسي.
قال ابن كثير في السورة:
(هذه ثلاث صفات من صفات الرب عز وجل: الربوبية، والملك، والإلهية، فهو رب كل شيء ومليكه وإلهه، فجميع الأشياء مخلوقة له مملوكة له عبيد له، فأمر المستعيذ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات، من شر الوسواس الخناس، وهو الشيطان الموكل بالإنسان، فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يزين له الفواحش، ولا يألوه جهداً في الخبال، والمعصوم من عصمة الله).
الفوائد:1_
بمناسبة الكلام عن وسوسة شياطين الجن والإنس ذكر ابن كثير أنه ما من إنسان إلا وله شيطانه الذي يوسوس له. قال ابن كثير في تأييد هذا القول: (وقد ثبت في الصحيح أنه "ما منكم من أحد إلا قد وكّل به قرينه" قالوا: وأنت يارسول الله؟ قال: "نعم إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير".
2_ بمناسبة قوله تعالى (الوسواس الخناس) قال ابن كثير: (وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله (الوسواس الخناس) قال: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خنس.
3_ بمناسبة قوله تعالى (من الجنة والناس) قال ابن كثير: وقيل قوله (من الجنة والناس) تفسير للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجن كما قال تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوّاً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) وكما روى الإمام أحمد عن أبي ذر قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه و سلم) وهو في المسجد فجلست فقال: "يا أبا ذر هل صليت؟" قلت: لا، قال: "قم فصل" قال فقمت فصليت ثم جلست فقال: "يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن" قال: فقلت: يارسول الله وللإنس شياطين؟ قال: "نعم" قال: فقلت يارسول الله الصلاة؟ قال: "خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر" قلت: يارسول الله فالصوم؟ قال: "فرض مجزىء وعند الله مزيد" قلت: يا رسول الله فالصدقة، قال: "أضعاف مضاعفة" قلت: يا رسول الله أيها أفضل، قال "جهد من مقل أو سر إلى فقير" قلت: يارسول الله أي الأنبياء كان أول؟ قال: "آدم"، قلت: يا رسول الله ونبيا كان؟ قال "نعم نبي مكلّم" قلت: يا رسول الله كم المرسلون؟ قال: "ثلثمائة وبضعة عشر جماً غفيراً" وقال مرة "خمسة عشر" قلت: يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم؟ قال: "آية الكرسي" (الله لا إله إلا هو الحي القيوم).
شكرا على الشرح والتفسير اخي الكريم
تحياتي