إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وصل الله على سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم:
الآن ستأكلم عن مرض جديد وانتشر هذه الأيام بين الأخوات(أقصد بالأخوات الملتزمات بشرع الله وحجابها وحيائها وأخلاقها)مرض اسمه الميل القلبي .
صدقا لا أود أن أكتب مثل هذه المواضيع على النت ويصعب على نفسي ذلك لكن (رب ضارة نافعه)عسى أن يكون هذا العمل الوحيد الذي يقبل ويعتقي رقبتي به الله عزوجل من النار اللهم آمين،وهذا مجهود شخصي من جمع اراء أهل العلم والشيوخ والدعاة في هذا الباب مع تعليق بسيط مني أرجو الله عزوجل التوفيق والسداد.
بدون مقدمات سأتكلم عن مرض(الميل القلبي للأخوات)أسبابه وعلاجه من وجهة نظري .
أولا:الميل القلبي سيكون مخصص فقط للمتزمات
لأنه بالضوابط الشرعية لا يكون كالعشق المحرم بإذن الله ،وسأبين الفرق بينهم الآن إن شاء الله .
الفرق بين الميل القلبي والعشق المحرم :
الميل القلبي لا يكون حرمًا ولا يلام صاحبه إذا حدث بسبب غير محظور شرعي :
المحظور الشرعي يعني اطلاق بصر أو إختلاط أو مراسلات …إلخ.
وأيضا لا يؤدي إلى محظور شرعي أيضا .
والعشق المحرم خلاف ذلك طبعا -نسأل الله السلامة والعافية -وربنا يعافي
كل مبتلى وكل عاصي من المسلمين اللهم آمين.
قال ابن القيم رحمه الله :
"إذا حصل العشق بسبب غير محظور : لم يُلَم عليه صاحبه ، كمن كان يعشق امرأته أو جاريته ثم فارقها وبقي عشقها غير مفارق له : فهذا لا يلام على ذلك ، وكذلك إذا نظر نظرة فجاءة ثم صرف بصره وقد تمكن العشق من قلبه بغير اختياره ، على أن عليه مدافعته وصرفه " انتهى.
" روضة المحبين " ( ص 147 ) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"قد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق فاضل وذات علم فيرغب أن يتزوجها ، وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه ذو خلق فاضل وعلم ودين فترغبه ، لكن التواصل بين المتحابين على غير وجه شرعي هذا هو البلاء ، وهو قطع الأعناق والظهور ، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة ، والمرأة بالرجل ، ويقول إنه يرغب في زواجها ، بل ينبغي أن يخبر وليها أنه يريد زواجها ، أو تخير هي وليها أنها تريد الزواج منه ، كما فعل عمر رضي الله عنه حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما ، وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل : فهذا محل فتنة " انتهى .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 26 / السؤال رقم 13 ) .
وكما ذكر فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إن اسبابه لا يكون فيه أي مخالفه
لشرع الله وبدون قصد ويجب مدافعته وصرف بكل الطرق .
العلاج من هذا المرض القلبي :
أولا:لازم تعرفي انك مريضة ولازم للجوء إلى الله ليصرف عنك هذا السوء
وتاخدي العزيمة انك تجاهدي نفسك بكل الوسائل لأنك ببساطة إن لم تفعلي هذا
ستكونين من المفتونين وسيضيع منك إيمانك وسنوات الإلتزام وتعب السنين
والله المستعان .
ثانيا:انتي طول عمرك بتتقي الله ومستقيه وكمان بعد الإلتزام زاد استقامتك
بعد كل ده هاضيعيه في لحظه وعشان أوهام وخيالات أوحتى لو كان حقيقة
ازاي قلبك يتعلق بمخلوق غير الله عزوجل وقد يتطور المرض ويكون
شرك بالله -عياذً بالله إن نتج عنه تفريط في العبادات أو أو …….
ثالثا:ان كان بعض العلماء أو الاجماع إن هذا النوع لا يلام صاحبه فبالنسبة
للأخوات الأمر مختلف لي أنك وبكل بساطة من يوم وليلة ممكن تتزوجي
وأسأل الله عزوجل ألا يحدث ذلك قبل أن يعافيك الله من هذا المرض اللهم آمين،وهنا
هاتدخلي في حكم التحريم طبعا وبلا شك وممكن تعشي في عذاب كما نسمع في
القصص التي يرواها لنا شيوخنا الأفاضل ،والعذاب هايكون من ضميرك ! ولازم تحطي في اعتبارك إنك بنسبة 99.9 لن تتزوجي منه وتحاسبي نفسك على هذا
الأساس فهماني ؟!
أو إنك ترفضي ترفضي الزواج لحد لما توصلي للسن اللي يكون الإختيار فيه هايكون
للأسوء بمعنى هاتختاري بأحسن الوحشين زي ما بنقول في العامية وساعتها
لا تلومي إلا نفسك لأن هذا هذا حصاد ما كسبت يداكِ وبكامل إراداتك !
رابعا:أوعي وممنوع منعًا باتًا إن هذا الإنسان يشعر ولو لحظه واحده إنوا يشعر
بهذا الميل تجاهك له ! لأنه هايتسلى بحضرتك هو هايلاقي حاجه ببلاش كدا وهايقول لاء غير إن الحكم ممكن يختلف إن حدث أي مخالفه شرعية -عياذً بالله- كما يقول:
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "مجموع الفتاوى" (10/133) :
" فأما إذا ابتُلى بالعشق وعف وصبر ، فإنه يثاب على تقواه لله ، فمن المعلوم بأدلة الشرع أنه إذا عف عن المحرمات نظرا وقولا وعملا ، وكتم ذلك فلم يتكلم به ، حتى لا يكون في ذلك كلام محرم ، إما شكوى إلى المخلوق ، وإما إظهار فاحشة ، وإما نوع طلب للمعشوق ، وَصَبر على طاعة الله وعن معصيته ، وعلى ما فى قلبه من ألم العشق ، كما يصبر المصاب عن ألم المصيبة ، فان هذا يكون ممن اتقى الله وصبر ،
( إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ ) انتهى .
خامسا :في أخت ممكن تقول دلواتي ان جائز في الشرع عرض المرآة نفسها على
الرجل الصالح وتعتقد ان هذا هو الحل :طبعا أنا لا أتكلم عن الحكم الشرعي ولكن
للعلم اختلف اغلب اهل العلم في هذا منهم من قال إنها من خصوصيات النبي صلى
الله عليه وسلم ،ومنهم من أجازها بشروط وكما قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- بالأعلى ( وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل : فهذا محل فتنة) راجعي كلام فضيلة الشيخ بالأعلى مرة ثانيه ،ومن رأي الورع مطلوب في رخص
العلماء والمختلف فيه والترك أولى غير ان تطبيقها صعب على أغلب الأخوات إن لم يكون مستحيل !!!لكن أريد لفت انتبه الأخوات التي تريد أن تفعل ذلك لنقطه قد لا تفكر فيها اغلبهم ،ماذا لو فعلتي هذا وهو لا يريد الزواج منك؟! أو إلى أي سبب تاني
تقدري شعورك هايكون ايه وقتها ؟!. وطبعا لازم تحطي 99.9 ده في اعتبارك امال يعني هايكون ايه السبب غير انوا لا يريد الزواج منك !
* ممكن أخت تقول دلواتي انا لا استطيع مجاهدة نفسي ومعرفش مين والكلام
الغريب والحجج الواهية دي ! رجااااااء لا تقولي هذا رجاء فأنا أصدق كلام الله عزوجل فأخبر الله سبحانه وتعالى في خواتيم سورة البقرة إنه عزوجل لا يكلف نفسًا إلا وسعها ،واحده هاترد وتقول وايه دخل الآية بالكلام ده هااقولك ارجعي إلى تكليفك
يا أختاااااااااااه في الشرع إيه وجوابيني ؟!
من أمره الله عزوجل بالبس الحجاب المرآة أم الرجال ؟!
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)
من أمره الله عزوجل بالقرار في البيت الرجال أم النساء ؟!
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)سورة الأحزاب
من أمره الله عزوجل بعدم الخضوع بالقول الرجال أم النساء ؟!
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32)
وأيضا النساء مأموره بغض البصر مثل الرجال بالظبط .يعني تكاليف المرأة
أعلى لأنها أقوى في هذا الباب غير إنها هى المتضراره في كلتا الحالات !
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31).سورة النور
*وكمان ازاي تسمحي لي نفسك بهذا الحب وتتمادي فيه تجاه شخص ليس بينك
وبينه أي صلة انسان غريب عنك يعني أجبني عنك كما في الشرع كلامي مؤلم
معذرة لازم منه حتى تفيقي مما أنتي فيه !
وأخر شيء إن الرزق بيده الله عزوجل ولا يؤخد رزق الله بمعصية الله
،وإن لا أحد يأخد رزق أحد ولكن قد يحرم منه بذنوبه فقط ،وكما قال سيدنا علي
رضى الله عنه(علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمئن قلبي )
وقال تعالى :
{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }الذاريات23 .
واذكرك بقوله تعالى : ( إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ )
وقال تعالى { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } سورة العنكبوت .
وقال تعالى (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) سورة
السجدة، ومعنى قرة أعين :من موجبات الفرح والمسرة .
وأختم بأخر آية وتحديدًا الجزء المظلل بالأحمر :
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَىٰ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70)الأنفال.
ولا تنسي التضرع إلى الله عزوجل والإكثار من الدعاء مثل :
1- اللهم يا مقلب القلوب اصرف قلبي إلى طاعتك .
2- اللهم اكفينا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عما سواك .
3- اللهم جنبني الفواحش ما ظهر منها وما بطن .
4- اللهم عفني وطهر قلبي وحصن فرجي .
6- اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار.
7- اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
8- اللهم دبر لي فأني لا أحسن التدبير وأختارلي فأني لا أحسن الإختيار لنفسي.
9- ( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74).
10-اللهم يا مقلب القلوب جدد الإيمان في قلبي .
*ونصيحة أخيرة عندما يمن الله عزوجل عليكِ بالعافية ترجعي كما كنتِ لا تغفلي على قلبك
ولا تغتري بإيمانك مرة ثانية (الفتنة خطافة والقلوب ضعيفة )
والحمد لله رب العالمين .
كتبته الأخت أم عبد الله
جزاها وجزاك الله جنة الفردوس الاعلى .. رفقة الحبيب المصطفى وكل الاحباب والاصحاب والاقربين..
اللهم آمين
يستحق التثبيت ………. مجهود راقي ومضمون رائع ..
وفي الاخير مالي اليكما سوى .. ° ودي وتقديري °
وخير الجزاء عند رب العالمين…
|
يارب آميـــــــن
شكرا لك على طيب مرورك
تسلمي
بورك فيكِ أخيةا
ماشاء الله طرح راقي
اضم صوتي للاخت قلب القرآن نرجو اتثبيت الموضوع
ثقل الله به موازين حسناتك
جزاكم الله خيرا
تحياتي وتقديري
2- اللهم اكفينا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عما سواك .
3- اللهم جنبني الفواحش ما ظهر منها وما بطن .
4- اللهم عفني وطهر قلبي وحصن فرجي .
6- اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار.
7- اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
8- اللهم دبر لي فأني لا أحسن التدبير وأختارلي فأني لا أحسن الإختيار لنفسي.
9- ( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74).
10-اللهم يا مقلب القلوب جدد الإيمان في قلبي .
آميـــــــــــــــــــــــــــ ن يا رب العالمين
بارك الله فيك اختي الكريمة
اللهم إنا نسألك في الدنيا حسنة و في الأأخرة حسنة و قنا عذاب النار
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
بارك الله فيك اختي الغالية على طرحك الطيب
جعله الله في ميزان حسناتك