على نور شعر الفصيح نلتقي …….
لننسج أشعارا ……..
من هنا وهناك ……..
قادمة من وحي أنامل الشعراء الذهبية ………
وهذه الأشعار بشعر من أنامل :
-أبو القاسـم الشـابــي-
ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من فيفري عام 1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327 هـ وذلك في مدينة توزر في تونس. قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بمختلف المدن التونسية حيث تمتع الشابي بجمالها الطبيعي الخلاب، ففي سنة 1328 هـ1910م عين قاضيا في سليانة ثم في قفصة في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال تالة 1335 هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337 هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ 1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345 هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ – أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348 هـ.
ياقلب !كم فيك من دنيا محجبة
كأنها حين يبدو فجرها(ارم)
ياقلب!كم فيك من كون،قد اتقدت
فيه الشموس وعاشت فوقه الأمم
ياقلب!كم فيك من أفق تنمقه
كواكب تتجلى،ثم تنعدم
ياقلب!كم فيك من قبر ،قد انطفأت
فيه الحياة،وضجت تحته الرمم
يا قلب!كم فيك من غاب ومن جبل
تدوي به الريح أو تسمو به القمم
يا قلب!كم فيك من كهف قد انبحست
منه الجداول تجري ما لها لجم
تمشي،فتحمل غصناَ مزهراَ نظراَ
أو وردة لم تشوه حسنها قدم
أو نحلة جرها التيار مندفعاَ
الي البحار،تغني فوقها الديم
أو طائراَ ساحراَ ميتاَ قد انفجرت
في مقلتيه جراح جمة ودم
يا قلب!انك كون مدهش عجب
ان يسأل التاس عن أفاقه يجموا
كأنك الأبد المجهول..، قد عجزت
عنك النهى، واكفهرت حولك الظلم
ياقلب! كم من مسرات وأخيلة
ولذة، يتحامى ظلها الألم
غنت لفجرك صوتاَ حالماَ،فرحاَ
نشوان ثم توارت،وانقضى النغم
وكم رأى ليلك الأشباح هائمةَ
مذعورة تتهاوى حولها الرجم
ورفرف الألم الدامي، بأجنحةِ
من اللهيب،وأن الحزن والندم
وكم مشت فوقك الدنيا بأجمعها
حتى توارت،وسار الموت والعدم
وشيدت حولك الأيام أبنيةَ
من الأناشيد تبنى،ثم تنهدم
تمضي الحياة بماضيها،وحاضرها
وتذهب الشمس والشطآن والقمم
وأنت،أنت الخضم الرحب،لا فرح
يبقى على سطحك الطاغي،ولا ألم
ياقلب كم قد قد تمليت الحياة، وكم
رقصتها مرحاَ ما مسك السأم
وكم توشحت من ليل ومن شفق
ومن صباح توشي ذيله السدم
وكم نسجت من الأحلام أرديةَ
قد مزقتها الليالي، وهي تبتسم
وكم ضفرت أكاليلاَ موردةَ
طارت بها زعزع تدوي وتحتدم
وكم رسمت رسوماَ، لاتشابهها
هذي العوالم،والأحلام،والنظم
كـأنها ظلل الفردوس، حافلة
بالحور،ثم تلاشت واختفى الحلم
تبلو الحياة فتبليها وتخلعها
وتستجد حياةَ ما لها قدم
وأنت أنت شباب خالد،نضر
مثل الطبيعة:لا شيب ولا هرم
شكرا لك
بارك الله فيك