هل يجوز للام أن تستغل سلطتها كأم (يجب طاعتها ولا يجوز بأي حال رفض طلبها، وذلك في غير معصية الخالق)؟ حيث إن أمي تأمرني بما لا أستطيعه، ثم تتهمني بالعقوق عند عدم تنفيذ ما تأمرني به، كما أنها دعت عليَّ بألا يقبل مني الله أي عمل صالح أفعله .فأرشدوني كيف أتعامل مع أمي؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد وضع نبينا صلى الله عليه وسلم ضابطاً لا يشذ عنه شيء، سواء في طاعة الوالدين، أو في طاعة الولاة، أو في طاعة غيرهم من الناس، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الطاعة بالمعروف". صحيح البخاري (7145)، وصحيح مسلم (1840).
فإذا كان الأمر فوق الطاقة، أو أمر بما لا تجب فيه الطاعة، فلا تجب الطاعة.
ومن ذلك ـ مثلاً ـ لو قالت الأم لابنتها : لا أسمح لك أن تصلي السنن الرواتب، من غير سبب شرعي، فهنا لا تجب الطاعة للحديث الذي ذكرته آنفاً، ولكن لا تجوز مواجهتها بسوء أدب.
ومثال آخر: لو قال الوالد لولده: لا أسمح لك أن تطلب العلم، من غير سبب واضح، فقط مجرد رأي، فهنا لا تلزم طاعته، لكن لا تجوز مواجهته بما يكره.
وعليه فلا تضرك دعوات أمك إذا كان سببها بغير حق، فكوني مطمئنة، واصبري على قسوتها وشدتها، فإن ذلك أعظم لأجرك، وأرفع لدرجاتك، ويمكنك أن تتحدثي مع أمك في ساعات أنسها عن طريقة تعاملها معك، أو حاولي عن طريق أبيك، أو عن طريق امرأة تؤثر عليها من أقاربكم، ممن يعرفون طريقة تعاملها معك. وفقك الله وأعانك .
بارك الله فيك
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وارزقنا اللهم الإخلاص والقبول في القول والعمل
صحيح فطاعة الوالدين فرض والزام الا في عصي الله