تخطى إلى المحتوى

2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم

الرفق في الدعوة إلى الله

إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه..
والرفق في الدعوة مطلوب من الداعية فإن الله تعالى امتدح خير خلقه وصفوت رسله ..
بقوله ((فبما رحمة من الله لنت لهم….))
فكم من داعية أضر بالمدعوين من حيث يريد الإحسان إليهم..
ونفرهم من الدين في حين أراد تأليفهم..
وأبعدهم عن الصالحين حين أراد تواصلهم وتقريبهم..
وقد كان في حياته صلى الله عليه وسلم الكثير من المواقف والتي هي مواضع قدوة لكل داعية..
فانظر إليه عليه الصلاة والسلام وقد جاءه شاب يافع فقال له :يا رسول الله ائذن لي في الزنا!!..
عجبا هذا الشاب يريد الائذن في هذه الفاحشة العظيمة ..والمصيبة الكبيرة..
يريد أن تستباح الأعراض..وتنتهك الحرمات..يريد أن يفعل ذلك الفعل المشين ..والإثم المبين..
بل وأن يؤذن له في ذلك من سيد الأولين والآخرين..
فصاح به الناس..فيقول عليه الصلاة والسلام دعوه..
فيقربه ويدنيه..ويفتح معه ذلك الحوار العظيم..
أترضاه لأمك..فيجيب الشاب:لا ..
فكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم!..
أترضاه لأختك؟!!..
فيقول الشاب :لا ..
فكذلك الناس لا يرضونه لأخواتهم!..
أترضاه لعمتك أترضاه لخالتك؟؟…وفي كل ذلك يجيب الشاب : لا ..
فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ..
فما كان الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء..
الله أكبر..
وإن شئت فقلب الطرف أخرى..وانطلق إلى مسجده عليه الصلاة والسلام..
لترى ذلك الأعرابي الذي دخل المسجد ..ثم انتحى ناحية منه ..وتبول فيه..
فيثور عليه الصحابة الكرام ..كيف يفعل هذا الفعل في هذه اليقعة الطاهرة..
والتي يتوجهون فيها لربهم بالصلوات..ويجأرون فيها بالدعوات..فكيف تتخذ لهذه القاذورات..
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء أو سجلا من ماء
فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين..والرواية عند البخاري وغيره..

فيفهم ذلك الأعرابي أن هذه المساجد لم تجعل لهذه القاذورات..
فأين نحن من هذا التعامل الراقي منه عليه الصلاة والسلام..وأين نحن من هذا الرفق واللين..
أذكر ذات مرة أن أحد الصغار في أحد المساجد وفي وقت صلاة العصر على ما أظن ..يبدو أنه كان مريضا..
وكان حريصا جزاه الله خيرا على الصلاة مع الجماعة رغم صغر سنه..
فأخذه بطنه حتى استفرغ في المسجد..
ولكم أن تتصوروا كيف كانت حال الناس في ذلك الحين..
فمنهم من يصرخ عليه..ومنهم من يقول لا تأت إلى المسجد مرة أخرى ..
ومنهم من يتأفف من هذه الحال التي وصل إليها المسجد من هؤلاء الصغار..ومنهم ومنهم وهلم جرا..
من تلك التصرفات التي لم تستنر بنور النبوة..ولم تهتد بهدي سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه..
مما يدل على أننا بحاجة إلى تربية جادة للمجتمع على ضوء سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
والذي جعله الله تعالى قدوة للعاملين ..ومحجة للسالكين..وحجة على الناس أجمعين..
وهذا مما يبين أهمية دور المربين في المدارس والجامعات والمحاضن التربوية..
أن يربوا الأبناء على كيفية التعامل مع المواقف المختلفة مستنيرين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم..

وفي الصحيح أيضاً: "إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف"..
وفيه أيضاً: "من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير"
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:
((فالرفق شئ والتواني والكسل شئ، فإن المتواني يتثاقل على مصلحته بعد إمكانها فيتقاعد عنها، والرفيق يتلطف في تحصيلها بحسب الإمكان مع المطاوعة. وكذلك المداراة صفة مدح والمداهنة صفة ذم، والفرق بينهما أن المداري يتلطف بصاحبه حتى يستخرج منه الحق أو يرده عن الباطل، والمداهن يتلطف به ليقره على باطله ويتركه على هواه، فالمداراة لأهل الإيمان والمداهنة لأهل النفاق. وقد ضرب لذلك مثل مطابق وهو حال رجل به قرحة قد آلمته فجاءه الطبيب المداوي الرفيق فتعرف حالها ثم أخذ في تليينها حتى إذا نضجت أخذ في بطها برفق وسهولة، حتى أخرج ما فيها، ثم وضع على مكانها من الدواء والمرهم ما يمنع فساده ويقطع مادته، ثم تابع عليها بالمراهم التي تنبت اللحم ثم يذر عليها بعد نبات اللحم ما ينشف رطوبتها، ثم يشد عليها الرباط ، ولم يزل يتابع ذلك حتى صلحت، والمداهن قال لصاحبها: لا بأس عليك منها وهذه لا شئ فاسترها عن العيوب بخرقة ثم أله عنها، فلا تزال مدتها تقوى وتستحكم حتى عظم فسادها..))..انتهى كلامه رحمه الله..

أخشى الإطالة وإلا لأفضت الحديث حول هذا المعنى العظيم..
نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى..
وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

مشكووووووووووووور
شكرا لك سمير

شكرررررررررررررررراا
شكراااااااااعلى مروركم الجميل
بارك الله فيك
صلى الله على خير ولد آدم
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت
واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
بارك الله فيك أخي ، في ميزان حسناتك
شكرااااااااااااااعلى مروركم الجميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.