أ- عيسى عليه السلام:
ب- قصة جريج :-
وثانيهم الطفل في قصة جريج ، كان جريج عابداً من عبّاد بني إسرائيل، في صيام وصلاة، في ذكر ودعاء، في صدقة وبذل، فقام يصلي، فلما كبر واستقبل قلبته، أتت أمه قالت: يا جريج فقال في الصلاة: يا رب أمي وصلاتي، يا رب أمي وصلاتي، يا رب أمي وصلاتي؟! أي: يا رب! هل أقطع الصلاة وأجيب أمي؟ أم أستمر في صلاتي؟ انظر إلى بر الوالدين.
الآن والداك لا يطالبانك بأن تقطع الصلاة وإنما يدعوانك إلى طلب خفيف، فتجد ممن يعق الوالدين، ويلعن الوالدين، ويقطع الوالدين، ويهجر الوالدين، وهما يقدمان له كل شيء!
وجد في مجتمعنا من الآباء من فعل بابنه العجب العجاب، بنى له بيتاً، وزوَّجه، وملَّكه سيارة، وأعطاه من المال، ثم تجد هذا الابن من أفجر الناس، قلبه من قلوب اليهود والنصارى، فلا يطيع أباه، بل يتنقصه في المجالس، ويستهزئ به، فهذا أفجر من أفجر فاجر في الدنيا.
فهذا الرجل العابد تحير في الصلاة لكن رأى أن طاعة الله مقدمة على ذلك، هو ما عصاها لكن ما أجابها، فغضبت عليه -وكانت عابدة- وقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات -أي لا تحكم عليه بالموت والإعدام حتى يرى وجوه الزانيات- وكان عابداً، والله يحفظ العبّاد.
أرأيتم إنساناً يحافظ على الصلوات الخمس ويشرب الخمر؟ لا.
هل رأيتم إنساناً والمصحف في يده يعتدي على المحرمات، أو يزني ويسرق؟ لا.
احفظ الله يحفظك:وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69].. فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ [محمد:21].
إنسان يحافظ على صلاة الفجر جماعة كل يوم لن يتردى في الكبائر أبداً، وهذا معروف بالاستقراء، أكثر من يدخل السجون الآن بالمخدرات الذين لا يصلون في المساجد. لماذا؟، لأن الذي لا يعرف طريق المسجد يعرفه الله طريق السجن، والذي لا يعرف القرآن يعرفه السوط، والذي لا يعرف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم يذيقه الله السيف.
فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات -تعني: الزانيات- فمكث فتحدث بنو إسرائيل بعبادته، وصيامه، وصلاته، فقالت امرأة فاجرة -نعوذ بالله من الفجور- والفجور انتشر في بني إسرائيل كما قال تعالى: فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ[المائدة:13] تركوا الحجاب ثم اختلطوا، فوقعوا في الزنا فلعنهم الله ومسخهم قردةً وخنازير.
ولذلك لا يوجد أحد أطهر من موسى إلا من أمثاله من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، أتى قارون إلى امرأةً زانيةً فأعطاها قنطاراً من ذهب، وقال: إذا اجتمعنا نحن والناس وقام موسى يدعونا إلى الله، فقومي وابكي وسط الناس -هذه الإشاعة الباطلة المفتراة ضد الدعاة- قالت: ماذا أقول؟ قال: قولي: إنه صنع بك الفاحشة -سبحان الله! موسى عليه السلام- فلما اجتمع بنوا إسرائيل ومعهم قارون والأغنياء والأمراء والناس؛ قامت تبكي وتضرب وجهها وتنفث شعرها، قالوا: مالك؟ فادعت أن موسى زنا بها، فقام موسى بالعصا، وقال: يا أمَةَ الله أسألك بمن شق البحر لي، وأنزل علي التوراة هل أنا فعلت ذلك؟ قالت: لا والله، قال: اللهم خذ قارون ، فخسف به وبداره، فأخذ قارون وداره فزلزل في الأرض يصيح: يا موسى! يا موسى! يا موسى! حتى اختفى صوته وماله وجسمه وداره في الأرض، وفي بعض الروايات الإسرائيلية يقول الله: "يا موسى لماذا لم ترحمه؟ لقد كدت أن أرحمه، سُبحَانَهُ وَتَعَالَى!" أو كما قال الله عز وجل، وهذه من الإسرائيليات.
المقصود: أن هذه المرأة ذهبت إلى جريج ، فذهبت إلى بني إسرائيل، فقالت: زنا بها جريج ، فأتوا إلى جريج وكان عابداً في صومعةٍ فأنزلوه وضربوه، وهدموا صومعته، فقال: مالكم؟! قالوا: زنيت بتلك المرأة، فأتوا وإذا هي حامل، وقد وضعت وطفلها معها يرضع، قال: يا أيها الطفل! أسألك بالله رب العالمين من أبوك؟ قال: أبي الراعي -راعي غنم كان يدور حول الصومعة زنى بهذه المرأة فكان ابنه هذا الولد- فرجعوا فقالوا: نبني صومعتك من ذهب، قال: أعيدوها من طين، فأعادوها من طين.
جـ- الطفل الرضيع:-