إني لأصبر من يمشي على قدم
غداة أبقى وإبراهيم في الرجم
يا من لعين أباد الدهر قرتها
ومن لسمع رماه الدهر بالصمم
قالوا أطلت الأسى فأربع عليك وهل
بكيت حبي ما لم أبكه بدم
بدلت من فرحي الماضي به ترحا
وعاد عهد أبي إسحاق كالحلم
فالله موضع ما أشكو وغايته
وبالإله من الشيطان معتصم
قد ذاقه من به سميت فانهملت
عين النبي عليه سحة السجم فقال
ما أنا فيك اليوم قائله
وبالإله سداد الفعل والكلم
ما ضر من قال يودي الوجد صاحبه
وقد بقيت ووجدي ليس كالامم
[ 46 ] وأنشدني بن الأعرابي لرجل يرثي ابنا له وجد عليه
لعمري لقد أورثت قلبي حسرة
ملازمة ما حج لله راكب
سأبكيك ما هبت رياح من الصبا
وما طلعت شمس ولاحت كواكب
لأفني عليك الدمع كيلا يناله
سواك وإن عزت عليك المصائب
حملتك يا سؤلي وجسمك للبلى
على الرغم مني والدموع سواكب
وأهديت ما قد كنت منك أصونه
إلى حفرة إني إلى الله راغب
فقد قطعت آمالنا منك بعد ما
ظننا فأخطأتنا الظنون الكواذب
وأوحشت دارا كنت أنسا لأهلها
فهل أنت إن طال التوجع آيب
وأني لمن يستودع الترب أوبة
ترجى وقد سدت عليه المذاهب
[ 47 ] وقال آخر في بن له وجد عليه
حبيب حل في دار اغتراب
محلة غير مرجو الإياب
يقول تناسه من لم يلده
عجاب ما يقول من العجاب
وكيف أطيق أن انسى حبيبا
يقطع ذكره برد الشراب
ألا لست ناسيه ولكن
سأذكره بصبر واحتساب
اسم الكتاب : الاعتبار وأعقاب السرور والأحزان
شكرا جزيلا لكما