التفكير في أمور الدنيا مشكلة لا يكاد ينجو منها أحد ، حتى أن البعض قد ينقطع عن الصلاة بسببها ولا شك أن التركيز في الصلاة من أهم أركانها ..
و لعلاج مشكلة السرحان في الصلاة يجب تهيئة النفس قبل الصلاة بتخصيص دقيقة واحدة لتدبر عدة أمور.
أولاً: إستحضار هيبة الله تعالى :
قبل أن تؤدي الصلاة هل فكرت يوماً وأنت تسمع الآذان بأن جبار السماوات والأرض يدعوك للقائه في الصلاة ؟؟ ..
وأنت تتوضأ بأنك تستعد لمقابلة ملك الملوك ..
وأنت تتجه إلى المسجد بأنك تجيب دعوة العظيم ذي العرش المجيد ؟؟
وأنت تكبر تكبيرة الإحرام بأنك ستدخل في مناجاة ربك السميع العليم ؟؟
وأنت تؤدي حركات الصلاة بأن هناك الأعداد التي لا يعلمها إلا الله من الملائكة راكعون ؟؟
وآخرون ساجدون منذ آلاف السنين حتى أضيئت السماء بهم ، وأنت تسجد بأن أعظم وأجمل مكان يكون فيه الإنسان هو أن يكون قريباً من ربه الواحد الأحد.
وأنت تسلم في آخر الصلاة بأنك تتحرق شوقاً للقائك القادم مع الرحمن الرحيم .
الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا ..
المستأنس بالله جنته في صدره وبستانه في قلبه ونزهته في رضى ربه ..
أرق القلوب قلب يخشى الله
وأعذب الكلام ذكر الله
وأطهر حب الحب في الله
ثانياً : يجب عقد النية والتصميم على التركيز فى الصلاه ليتقبلها الله سبحانه و تعالى و الإستعاذة من الشيطان الرجيم :
(ولقد شكا رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي فقال له صلى الله عليه وسلم ..
فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل – أي أنفخ مع رزاز خفيف لا يرى ولا يحس -على يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فاذهبه الله عني)
وهناك عده نقاط يجب مراعتها أثناء الصلاة لأن الهدف من الصلاة ومن كل العبادات هو إصلاح القلب .
ثالثاً : أننا في حديث مع الله فيجب ألاّ تؤدي الصلاه كمجرد مهمة ، فعندما تقرأ سورة الفاتحة في الصلاة تشعر بأنك في حوار خاص بينك وبين خالقك ذي القوة المتين .
فالصلاه مقسومه بينك وبين الله عز وجل ..
رابعاً : إستحضار المعنى :
بإشراك القلب والعقل مع اللسان في تدبر كل كلمة والإحساس بها وبمعناها قال الله تعالى :
( و الذين هم في صلاتهم خاشعون ) ( سورة المؤمنون الآية 2)
ويساعد عليه النظر إلى موقع السجود أو بين القدمين ..
خامساً: عدم النظر إلى السماء :
قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم :
( ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال لينتهن أو لتخطفن أبصارهم) .
سادساً : عدم الالتفات:
فإن الإختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد
فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته مالم يلتفت فإذا إلتفت إنصرف عنه .
سابعاً: عدم التثاؤب:
عند التثاؤب يقبض الفكين على بعضهما جيداً أو بوضع اليد على الفم.
ثامنا : عدم التشكك:
لا يتشكك من أي هاجس فإذا تشكك من أى شىء كصحة وضوءه أو عدد الركعات إستعاذ بالله من الشيطان الرجيم و أكمل صلاته ..
فيجب أن يسمع نفسه فقط لقوله تعالى فى سورة الإسراء ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا )
وذلك يكون بالتأني في أدائها و إعطاء كل ركن حقه و زيادة عدد التسبيحات فى الركوع والسجودلاوالدعاء عند السجود بتركيز في الرجاء من الله تعالى بإجابته ..
ولتذكر عدد الركعات يمكن عند نهاية كل ركعة تحريك إحدى الأصابع حركة خفيفة لتذكر أنها الركعة الأولى مثلاً ثم تحريك الأصبع التالية في الركعة التالية وهكذا…
ولا حرج من تكرار ما سبق أكثر من مرة والإستمرار في دفع الشيطان فلذلك أجره
و هذه من الجهاد الذى سماه الصحابة الجهاد الأكبر ويجب عدم اليأس والإستسلام للهزيمة
بترك الصلاة والإنقطاع عنها بحجة أنها تحملنا ذنوباً بدلاً من الحسنات.
فهى حيلة أخرى من حيل الشيطان لتحقيق هدفه بإبعادناعن الصلاة فمن لا تقبل صلاته لا يقبل عمله فما بالنا بمن لا يصلى أصلا ؟