السلام عليكــــم ورحمـــــة الله وبركـــــاته …
يقول الله –عز وجل- في سورة الطارق:
وذلك في يوم القيامة، يوم الجزاء والحساب، وهذا واضح من الآية وما قبلها وبعدها، حيث يقول الله عز وجل: { إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ } (الطارق:10) .
والقلب هو محطُّ نظر الله عز وجل، وعليه يدور القبول والرد،
كما قال صلى الله عليه وسلم : { إن الله لا ينظر إلى أجسـامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم } رواه مسلم .
والسريرة إذا صلحت صلح شأن العبد كله، وصلحت أعماله الظاهرة ولو كانت قليلة،
والعكس من ذلك عندما تفسد السريرة، فإنها تفسد بفسادها أقوالُ العبد وأعماله، وتكون أقرب إلى النفاق والرياء عياذًا بالله تعالى،…
ويوضحُ هذا الأمر قوله صلى الله عليه وسلم : { ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب } رواه البخاري .
(ولا تظن أن العلانية هي أنجح من السريرة، فإنَّ مثل العلانية مع السريرة، كمثل ورق الشجر مع عرقها، العلانية ورقها، والسريرة عرقها. إن نُخر العرق هلكت الشجرة كلها، ورقها وعودها..وإن صلحت صلحت الشجرة كلها، ثمرها وورقها، فلا يزالُ ما ظهر من الشجرة في خيرٍ ما كان عرقها مستخفيًا، لا يُرى منه شيء، كذلك الدين لا يزال صالحًا ما كان له سريرةً صالحة، يصدق الله بها علانيته.. فإنَّ العلانية تنفعُ مع السريرة الصالحة، كما ينفع عرق الشجرة صلاح فرعها، وإن كان حياتها من قبل عرقها، فإن فرعها زينتها وجمالها، وإن كانت السريرة هي ملاك الدين…فإنَّ العلانية معها تزين الدين وتجمله، إذا عملها مؤمن لا يريد بها إلا رضاء ربه عز وجل ..
ومن كانت سريرته فاسدة، كان عمله تابعًا لسريرته، لا اعتبار بصورته، فتبدو سريرته على وجهه سوادًا وظلمة وشينًا، وإن كان الذي يبدو عليه في الدنيا إنما هو عمله لا سريرته…
فيوم القيامة تبدو عليه سريرته، ويكون الحكم والظهور لها..
وقال مقاتل: تظهر وتبدو، وبلوت الشيءَ إذا اختبرته، ليظهر لك باطنه، وما خفي منه…
والسرائر جمع سريرة، وهي سرائر الله التي بينهُ وبين عبده في ظاهره وباطنه لله..
فالإيمان من السرائر، وشرائعه من السرائر، فتُختبر ذلك اليوم، حتى يظهر خيرُها من شرها، ومؤدِّيها من مضيعها، وما كان لله مما لم يكن له…
(يُبدي الله يوم القيامة كل سرٍ فيكون زيناً في الوجوه، وشينًا فيها، والمعنى تختبر السرائر بإظهارها، وإظهار مقتضياتها من الثواب والعقاب، والحمد والذم )
وقوله : {يوم تبلى السرائر} أي تختبر السرائر ، وهي القلوب ، فإن الحساب يوم القيامة على ما في القلوب ، والحساب في الدنيا على ما في الجوارح …
ولهذا عامل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المنافقين معاملة المسلمين حيث كان يُستأذن في قتلهم فيقول : «لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه» ، فكان لا يقتلهم وهو يعلم أن فلانًا منافق ، وفلانًا منافق ، لكن العمل في الدنيا على الظاهر ويوم القيامة على الباطن .
( أي تختبر سرائر الصدور ، ويظهر ماكان في القلوب من خير وشر على صفحات الوجوه ، قال تعالى :" يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " ، ففي الدنيا تنكتم كثير من الأمور ، ولا تظهر عيانا للناس ، وأما في القيامة ، فيظهر برُّ الأبرار ، وفجور الفجّار ، وتصير الأمور علانية )
وكلما صلحت الســريرة نمـت الأعمال الصالحة، وزكت، ولو كانت قليلةً والعكس،
من ذلك في قلة بركة الأعمال، حينما تفسد السريرة ويصيبها من الآفات ما يصيبها…
حيث إنَّ أساس التفاضلِ بين العباد عند الله عز وجل، هو ما وقرَ في القلب من سريرةٍ صالحة، حشوها المحبة والتعظيم، والإخلاص لله تعالى.
* قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : { القوة في العمل أن لا تؤخر عمل اليوم للغد، والأمانة ألاَّ تخالف سريرةٌ علانية، واتقوا الله عز وجل،فإنما التقوى بالتوقي،ومن يتق الله يقه }
* وعن نعيم بن حمـاد قال: سـمعت ابن المبـارك يـقول: ما رأيـتُ أحدًا ارتفع مثـل مالك، ليس لهُ كثيرُ صلاة ولا صيام، إلاَّ أن تكون له سريرة .
– عناية العبد بأعمال القلوب، ومنها إخلاص الأعمال والأقوال لله عز وجل، ومحاولة إخفائها عن الناس، وكراهة الشهرة والظهور، والزهد في ثناء الناس….
ويضاد ذلك الرياء، وإرادة الدنيا بعمل الآخرة، وحب الظهور.
-التواضع والشعور بالتقصير، والانشغال بإصلاح النفس وعيوبها، ويضاد ذلك الكبر والعجب، والولع بنقد الآخرين.
– الإنابة إلى الدار الآخرة، والتجافي عن الدنيا،والاستعداد للرحيل، وحفظ الوقت، وتدارك العمر…
ويضاد ذلك الركون إلى الدنيا، وامتلاءُ القلب بهمومها ومتاعها الزائل، ونسيان الآخرة، وقلة ذكر الله عز وجل، وتضييع الأوقات.
– سلامة القلب من الحقدِ والغلِ والحسد، ويضادُ ذلك امتلاؤه بهذه الأمراض- عياذًا بالله -.
– شدة الخوف من الله عز وجل، ومراقبته في السر والعلن، والمبادرةِ بالتوبة والإنابة من الذنب ..
ويضاد ذلك ضعف الوازع الديني، وقلة الخوف من الله جلَّ وعلا، بحيث إذا خلا بمحارم الله عز وجـل انتهكها، وإذا فعل معصيةً لم يتب منها، بل أصر عليها وكابر وتبجح
– الصدق في الحديث، والوفاء بالعهود وأداء الأمانة، وإنفاذ الوعد، وتقوى الله عز وجل في الخصومة، فكلُّ هذه الخصال تدلُ على صلاحٍ في السريرة،
لأنَّ أضداد هذه الصفات إنما هـي من خصال المنافقين، الذين فسدت سرائرهم …
كما أخبر بذلك الرسـول صلى الله عليه وسلم بقوله: { أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خلة منهن كان فيه خلة من نفاق:إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر}رواه البخاري
ويدخل في ذلك ذو الوجهين، الذي يلقى هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه..
– قبول الحق والتسليم له، من أي جهة كان، ويضاد ذلك التعصب للأخطاء، والجدال بالباطل، وإتباع الهوى في ذلك.
أما البواطن … والسرائر … وخفايا الصدور … فلا يعلم بها إلا من يعلم السر وأخفى … من يعلم ما في الصدور … من يعلم السرائر ويبتليها .
فلنحرص على إصلاح السرائر … قبل أن تبلى السرائر … فحينئذ {ما له من قوة ولا ناصر}..
والحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
اللهم لا تترك في قلوبنا ذرة من النفاق والمراء والرياء والشحناء والبغضاء .
(انه لقول فصل وما هو بالهزل )
بارك الله فيك اختي نسيمة واثقل بهذه النصائح ميزان حسناتك وجمعني واياك في الجنة بعد ان تبلى السرائر
السرائر وماتخفيه لايعلم بنواياها الا الله لذا ترك امرها له هو يحاسب عليها
تطهير السريرة وتنقيتها تكون بتزكية النفس وبالتوبة وكثرة الاستغفار وليس للعبد على العبد سوى شريعة الله
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم علم امته ان تشيع المحبة بين القلوب بافشاء السلام والتزاور وعيادة المريض وبحسن الجوار …
كل هذه الاعمال وغيرها كفيلة بجعل السرائر على بعضها وتجعل النوايا خالصة لله
نسأل الله العظيم ان يطهر سرائرنا ويغسلنا من الحوب والخطأ ونعوذ به ان نكون من الظالمين او الجاهلين
بارك الله فيك أختي على النقل وأقول اختي وانا أعلم يقينا لايشوبه ادنى شك ان سريرتي ستبتلى يوم الدين وانا والله شاهد اعنيها وكل صدق في قولها
لا تَطْهُر السرائر إلا بصحبة الصالحين
ولا يكون الباطن كالظاهر إلا بالتطرق على يدي علماء عاملين
فمثلاً هناك الكثير ممن يقول :
أنا أكره الحسد أو الحقد او الكبر أو .. أو .. لكني أجده في قلبي مع أنني أصلي واتلو القرآن واحفظك كثيراً من الأحاديث وأذكر الله ؟
والجواب :
عندما أعلم أن السرقة أو الزنا حرام فأتركهما فهذا عيب ظاهري وسهل تركه
أما العيوب الباطنية فتحتاج السلوك على يد شيخ طهر قلبه فصار مرآمة مصقولة
وعندما أضحى كذلك فهو يرى ويتفرس بنور الله فيدلك على سبل الرشاد
فالعلم علمان :
1 ــ شريعة : وهي تعلم الأحكام الشرعية وربما عالم غير عامل
كأن أعرف أحكام الصلاة
وفرائضها وواجباتها وسننها ولا أصلي لا سمح الله .
2 ــ طريقة : وهي التطبيق العملي للعلوم الشرعية ظاهراً وباطناً
ولايكون ذلك إلا بصحبة الصادقين والصالحين
وهنا نصل لعين الحقيقة بهما معاً الشريعة والطريقة .
قال تعالى :
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين
وعليه فنسأل الله أن يدلنا على من يدلنا عليه لتكن سريرتنا كظاهرنا
وأن نحسن الظن ببعضنا
وأن نتخلق بأخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وأن نتحلى ببعض حلم وأناة وحسن معشر
ولانكن ممن قال فيهم تعالى :
ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون
أي هم مؤمنون ولكن مخالفين لما يقرأون ويسمعون ويتعلمون
وجزى الله نسيمة كل خير
وأعتذر لكم لإطالتي
لكن هذا بعض مما سمعته من سيدي محمد منصور حفظه الله وأحببت نقله
|
و فيك بارك الله فاطمة و جزاك خيراً
آمين يا رب
نـسأل الله حسن الخاتمة
نسأله رضاه و الجنة..ْ~
شكراً جزيلاً
< أسال الله ان يوفقك لما يحب و يرضى >
حقــآآ آيـــة عظيمة تقشعر لهـــآ الأبدآن و ينشرح لهــآ الصدر
مشكوورة حبيبــــــتيــ ... ْ~|
|
بارك الله فيك على الاضافة القيمة
نـسأل الله الثباث و العفاف
و النجاة يوم الدين
كـما نسأله سريرة طاهرةَ
جزاك الله خيراً
موفقة غاليتي ْ~
|
أمين يا رب و جزاك خيراً أخي
بارك الله فيك على ما أضفته لنا
و كما قلت نسأل الله ان نتخلق بأخلاق سيد الخلق
محمد عليه الصلاة و السلام
شكراً محمد < أضفت عناصر مهمة للموضوع>