وبعد
ان وفاء النساء لأزواجهن فيه من العبرة ، والموعظة ، الشئ الكثير والكثير .. خصوصا ونعيش في عالم الغربة ، والمدنية ، والدمقراطية ، والتطور ، على حساب التدهور .. ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي والعظيم .
وإليكم هذه القصه ، والتي تحمل في طياتها العبره ..
ذكر هشام بن عبد الملك غدر النساء وسرعة رجوعهن ، فقال بعض جلسائه : بلغلني عن امرأة يقال لها ، أم عقبة بنت عمرو بن الأعراب ، تزوجها رجل يقال له غسان ، وكان شديد المحبة لها ، وهي كذلك ، فلما حضرت غسان الوفاة ، فقال لها إني رجوت أن تحفظي العهد ، وأن تكوني لي إن مت عند الرجاء .. ثم مات ، وكثر عليها الخطاب ، لما فيها من الخصال : كالجمال ، والمال ، والعفاف ، والحسب ، فقالت مجيبة لزوجها بعد وفاته :
سأحفظ غُسَاناً ، على بعد داره ** وأرعاهُ حتى نلتقي يومَ نُحشَرُ .
وإني لفي شُغلٍ عن الناس كلهم ** فكُفوا ، فما مثلي من الناس يَغدُرُ .
سأبكي عليه ، ما حَيِيتُ ، بدمعةٍ ** تحولُ على الخدين مني فَتَكثُرُ .
فيئس الناس منها حينا .. فلما طالت بها الأيام نسيت عهده ، وقالت : من مات فقد فات .. وأجابت بعض خطابها فتزوجت المقدام بن حابس ، وقد كان بها معجبا. فلما كانت ليلة دخلتها أتاها زوجها غسان ( الأول) فقال لها :
غدرتِ ، ولم تَرعي لبعلِك حرمةً ** ولم تعرفي حَقاً ، ولم ترعي لي عهدا
وغدرتِ به لما ثوى في ضَِريحه ** كذلك يُنسَى كل من سَكَن اللحدا
فا نتبهت مرتاعة مستحيية منه كأنه يراها أو تراه كأنه في جانب البيت ، فقالت : ماترك لي غسان في الحياة إربا …
وخرجت لقضاء جاحة لها فأبطأت وقتلت نفسها بحبل ….
فقال زوجها المقدام: هكذا فلتكن النساء في الوفاء ، قل من يحفظ ميتاً ، وما هي أيام قلائل ، حتى ينسى … وعنه يتسلى …
كتاب : اخبار النساء – ابن القيم الجوزية – ص(135-136).
قلت :: نعم المودة هذه، والمحبة ، والشوق بين الزوجين ، والتي لا تعادها نعمة ، بعد نعمة الإيمان .
كما كان حب النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة ، وبعدها عائشة .. رضي الله عنهن ..
# ولكن قتلت النفس محرم في الشرع ويوجب لصاحبه النار …
والحمد لله رب العالمين