تخطى إلى المحتوى

وفاء النساء 2024.

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

ان وفاء النساء لأزواجهن فيه من العبرة ، والموعظة ، الشئ الكثير والكثير .. خصوصا ونعيش في عالم الغربة ، والمدنية ، والدمقراطية ، والتطور ، على حساب التدهور .. ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي والعظيم .

وإليكم هذه القصه ، والتي تحمل في طياتها العبره ..

ذكر هشام بن عبد الملك غدر النساء وسرعة رجوعهن ، فقال بعض جلسائه : بلغلني عن امرأة يقال لها ، أم عقبة بنت عمرو بن الأعراب ، تزوجها رجل يقال له غسان ، وكان شديد المحبة لها ، وهي كذلك ، فلما حضرت غسان الوفاة ، فقال لها إني رجوت أن تحفظي العهد ، وأن تكوني لي إن مت عند الرجاء .. ثم مات ، وكثر عليها الخطاب ، لما فيها من الخصال : كالجمال ، والمال ، والعفاف ، والحسب ، فقالت مجيبة لزوجها بعد وفاته :

سأحفظ غُسَاناً ، على بعد داره ** وأرعاهُ حتى نلتقي يومَ نُحشَرُ .
وإني لفي شُغلٍ عن الناس كلهم ** فكُفوا ، فما مثلي من الناس يَغدُرُ .
سأبكي عليه ، ما حَيِيتُ ، بدمعةٍ ** تحولُ على الخدين مني فَتَكثُرُ .

فيئس الناس منها حينا .. فلما طالت بها الأيام نسيت عهده ، وقالت : من مات فقد فات .. وأجابت بعض خطابها فتزوجت المقدام بن حابس ، وقد كان بها معجبا. فلما كانت ليلة دخلتها أتاها زوجها غسان ( الأول) فقال لها :

غدرتِ ، ولم تَرعي لبعلِك حرمةً ** ولم تعرفي حَقاً ، ولم ترعي لي عهدا

وغدرتِ به لما ثوى في ضَِريحه ** كذلك يُنسَى كل من سَكَن اللحدا

فا نتبهت مرتاعة مستحيية منه كأنه يراها أو تراه كأنه في جانب البيت ، فقالت : ماترك لي غسان في الحياة إربا …

وخرجت لقضاء جاحة لها فأبطأت وقتلت نفسها بحبل ….

فقال زوجها المقدام: هكذا فلتكن النساء في الوفاء ، قل من يحفظ ميتاً ، وما هي أيام قلائل ، حتى ينسى … وعنه يتسلى …

كتاب : اخبار النساء – ابن القيم الجوزية – ص(135-136).

قلت :: نعم المودة هذه، والمحبة ، والشوق بين الزوجين ، والتي لا تعادها نعمة ، بعد نعمة الإيمان .

كما كان حب النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة ، وبعدها عائشة .. رضي الله عنهن ..

# ولكن قتلت النفس محرم في الشرع ويوجب لصاحبه النار …

والحمد لله رب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.