:{ وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ } الضحى
ما معنى السائل؟؟
ومن يشمل من فئات المجتمع؟!
وإذا مدّ أحد إلينا يده نعطيه؟!
أصبح الذين يمدون أيديهم للناس منتشرون في كل مكان
فمثلا عندنا في الجامعات ….. حدث بلا حرج
فهل وجب إعطائهم مصداقا لقوله تعالى :{ وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ }؟
أم نكون عندما نعطيهم نساعد على تشجيع ظاهرة التسول في المجتمع؟
علما أننا لا نكون نعرف بحال أولئك!!
الجواب:
( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ) سورة الضحى: 10 .
السائل : هو الفقير والمحتاج ، يسأل ما يسد حاجته وهو مقابل لقوله: ( ووجدك عائلاً فأغنى ) أي : فكما أغناك الله وبدون سؤال فإذا أتاك سائل فلا تنهره، ولو في رد الجواب بالتي هي أحسن .
والسائل يشمل أيضاً: السائل عن الأحكام الشرعية.
والمراد من قوله ( فلا تنهر ) : أي لا تزجره وترفع الصوت عليه.
قال قبيصة بن مخارق الهلالي رضي الله عنه: تحملتُ حمالة، فأتيت رسول الله أسأله فيها، فقال : ( أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ) ثم قال : ( يا قبيصة، إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة :
1 ـ رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك .
2 ـ ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش – أو قال : سداداً من عيش – .
3 ـ ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه : لقد أصابت فلاناً فاقة ، فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش – أو قال : سداداً من عيش – فما سواهن من المسألة يا قبيصة فسحتٌ يأكلها صاحبها سحتاً ) رواه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود.
فهذا الحديث قد أوضح فيه النبي أنواع المسألة المباحة، وأن ما سواها محرم، فمن كان عنده ما يسد حاجته من راتب وظيفة، أو تجارة، أو كسب يدوي من نجارة، أو حدادة، أو زراعة، أو نحو ذلك : حرمت عليه المسألة، أما من اضطر إليها : فلا حرج عليه أن يسأل بقدر الحاجة.
أما ما نراه في الشوارع من المتسولين فليسوا جميعاً محتاجين، بل قد ثبت غنى بعضهم، وثبت وجود عصابات تقوم على استغلال أولئك الأطفال للقيام بطلب المال من الناس، ولا يعني هذا عدم وجود مستحق على الحقيقة، ولذا على من أراد أن يعطي مالاً لأحد هؤلاء أن يتفرس فيه ليرى صدقه من كذبه، والأفضل في كل الأحوال تحويل هؤلاء إلى لجان مختصة.
فمن غلب على ظنك أنه ليس بحاجة فلا تعطه، وإذا غلب على ظنك أنه بحاجة فأعطه إن شئت، ومن استوى عندك أمره فأنت بالخيار.
ومن أعطى أحداً ممن يجوز له إعطاؤه ظاناً أنه محتاج، ثم تبين أنه غير محتاج فله الأجر على صدقته.
وأخيراً :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( قَالَ رَجُلٌ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ غَنِيٍّ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ وَعَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِيٍّ فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ:
أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ ) متفق عليه.
والله تعالى أعلم.