قامت القوات المسلحة الأمريكية بالقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين في 6 و9 أغسطس 1945 على التوالي أثناء الحرب العالمية الثانية وكان الغرض إجبار اليابان على الاستسلام بدون شروط. قتل جراء إلقاء القنبلتين زهاء 120,000 شخص من جراء التاثيرات الناجمة من انفجار القنبلة النووية وأعداد أكثر فيما بعد نتيجة التاثيرات الأشعاعية للقنبلة النووية وكان 95% من الضحايا مدنيين ، بعد اسبوع واحد من القاء القنبلتين اعلنت اليابان في 15 اغسطس استسلامها بدون قيود او شروط ولحد هذا اليوم هناك اراء متضاربة حول استعمال الأسلحة النووية حيث يعتقد البعض ان الأمر كان ضروريا لأيقاف الحرب العالمية الثانية بسرعة للحيلولة دون اراقة المزيد من الدماء بينما يرى البعض الأخر ان استعمال القوة كان مبالغا فيه.
تم تصنيع القنبلتين في الولايات المتحدة وساهم علماء من المملكة المتحدة وكندا إضافة إلى علماء أمريكيين في تصنيع القنابل ذو الانشطار المصوب التي تم إسقاط إحداها على مدينة هيروشيما و قنابل الأنشطار ذو الأنضغاط الداخلي التي تم اسقاط احداها على مدينة ناكاساكي وكان الأسم السري لمشروع التصنيع هو مشروع مانهاتن وتم اختبار أول قنبلة في 16 يوليو 1954 في منطقة تدعى صحراء ألاموغوردو (Alamogordo) الواقعة في ولاية نيو مكسيكو في الولايات المتحدة. اتخذ القرار باسقاط القنبلتين من قبل الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان.
قبل القاء القنبلتين قامت الاستخبارات العسكرية الأمريكية بتزويد البيت الأبيض بقائمة من الأهداف التي اعتبرت كأهداف حيوية وهي: كيوتو، هيروشيما، يوكوهاما، كوكورا، نيغاتا ولكن تم حذف كيوتو من القائمة فيما بعد، باعتبارها مدينة ذات بعد تاريخي و ثقافي لدى اليابانيين، و أبعدت طوكيو لأنها العاصمة، و لم ترد القيادة الإمريكية آنذاك أن تزيل اليابان، كل ما أرادته هو تركيعها. وتم استبدالها بناكاساكي. مدينتي هيروشيما وناكاساكي اختيرتا لكونهما مركز اتصالات لحركات الجيش الياباني حيث لم توجد في اي من المدينتين مصانع عسكرية او معسكرات ضخمة للجيش الياباني والنقطة الأخرى التي ساهمت في اختيار المدينتين هي كونهما لا تحتويان على سجون للمعتقلين من الجيش الأمريكي.
تم تكليف الطيار بول تبيتس Paul Tibbetsالذي كان يقود طائرة من نوع B-29 بالقاء قنبلة الولد الصغير التي كانت أحد القنابل ذو الأنشطار المصوب على هيروشيما وتكليف الطيار تشارلس سوييني Charles Sweeneyالذي كان يقود طائرة من نوع Bockscarبالقاء قنبلة الولد السمين التي كانت من قنابل الأنشطار ذو الأنضغاط الداخلي على مدينة ناكاساكي، و حسب المصادر الإمريكية، فإن الطيارين، لم يكن يعلمان بأنهما يحملان قنبلة نووية. وقد تعرض قرار وضع هاتين الطائرتين فيما بعد في متحف الطائرات الحربية الأمريكية اشمئزازا من قبل الكثيرين.
ادرك المركز الرئيسي للاتصالات العسكرية في طوكيو ان هناك خللا في اتصالاتها مع مدينتي هيروشيما و ناكاساكي حيث قطعت جميع الأتصالات السلكية و اللاسلكية مع المدينتين فارسلت القيادة اليابانية مجموعة من الطائرات للاستطلاع بعد 20 دقيقة حيث شاهد الطيارون اليابانيون سحابة ضخمة فوق المدينتين على بعد 160 كم ولم تدرك القيادة اليابانية تفاصيل ما حدث الا بعد 16 ساعة عندما قام الرئيس الأمريكي هاري ترومان بتصريح حول القاء القنبلتين من البيت الأبيض.
بعد سنوات من القاء القنبلتين لقي 60,000 آخرين حتفهم نتيجة التاثيرات الأشعاعية للقنبلة النووية اضافة إلى 120,000 الذين لقو حتفهم في الدقائق الأولى للاتفجارين وحسب الأحصاءات المحلية للمدينتين والتي قدمت عام 2024 وصل العدد الأجمالي للضحايا إلى 237,062 .
– تحوّلت المدينة بعد ثوانٍ إلى كومة من اللهب العملاق تأكل الأخضر واليابس، وتبيد البشر والحجر، في أكبر تفجير عالمي معروف حتى ذلك الوقت، أسفر عن سقوط حوالي سبعين ألف قتيل ومثلهم من الجرحى الذين مات معظمهم لاحقاً متأثرين بالتسمّم الإشعاعي.
– تقول سيدة نجت من تلك المذبحة "كان عمري 12 عاماً، وكان ذلك اليوم صحواً… فجأة رأيت صاعقة من البرق أو ما يشبه عشرات الآلاف الصواعق تومض في لحظة واحدة، ثم دوّى انفجار هائل، وفجأة ساد المكان ظلام تام، عندما أفقت وجدت شعري ذابلاً، وملابسي ممزّقة، وكان جلدي يتساقط عن جسدي، ولحمي ظاهر وعظامي مكشوفة.
– الجميع كان يعاني من حروق شديدة، وكانوا يبكون ويصرخون ويسيرون على وجوههم وكأنهم طابور من الأشباح.
–لقد غطّى مدينتنا ظلام دامس بعد أن كانت منذ قليل تعجّ بالحياة، فالحقول احترقت ولم يعد ثمة ما يذكرنا بالحياة".
– ما تزال تلك السيدة حية حتى الآن، وأجريت لها خمس عشرة عملية تجميل لإصلاح وجهها الذي تشوّه بشدة، لكنها تقول: " إني محظوظة لمجرد بقائي على قيد الحياة ".
– اختلف الخبراء في تقويم الفعل الأمريكي هذا، فبعضهم أيّد وجهة النظر الأمريكية التي قالت إن إلقاء القنابل سارع في إنهاء الحرب العالمية، ووفّر ملايين القتلى على البشرية.
– ويرى آخرون إن هذا مجرد تبرير غير منطقي، إذ يرون أن الحرب كانت تضع أوزارها، ولن تطول مدتها كثيراً، وما قامت به أميركا ليس سوى عرض عضلات أرادت من ورائه أن تلقي هيبتها وتفرض سيطرتها على العالم.
– يذكر أن نحو 140 ألف شخص لقوا مصرعهم من جراء القنبلة وما أعقبها من تداعيات.
Magdy Abdel-Rahman