م.ن
إن من أهم المقاصد الشرعية أن يكون بناء الأسرة المسلمة متينا قويا ، بحيث يصمد أمام الأعاصير العاتية ، وصعاب الحياة المتكاثرة ، ومن أهم الأسس التي تجعل بناء الأسرة قويا ، هو الحب والمودة بين الزوج وزوجته ، ولهذا قال تعالى { ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة } ، فإذا ما وجد هذا الحب ، وحصلت تلك الألفة ، تمكن الزوجان من ترسيخ دعائم الأسرة ، وتقوية بنيانها ، ولهذا نجد عددا من الأحاديث النبوية الشريفة جاءت بالحرص والحض على تقوية جانب المودة والمحبة بين الزوجين بطرق مختلفة ، فمن ذلك ما جاء في الحديث ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ) ، ويشير الحديث السابق إلى ألا يبغض الزوج زوجته لدرجة أن يطلب فراقها ، بسبب كرهه لخلق سيء فيها ، وإذا ما حصل هذا فليتذكر الخلق الحسن الذي سر به من قبل ، وبهذه الطريقة تزول الشحناء والبغضاء ، وتبقى المودة والمحبة .
إذا ، نحن متفقون على أن ( من ) أهم أسس الحياة الزوجية الود والسكن بين الطرفين ، لكن ليس الود هو كل شيء ، فقد بينت الآية السابقة أن الحياة تقوم على أمرين ( مودة ، رحمة ) فإذا كانت المودة والرحمة متواجدتان ، فهذا هو الكمال المنشود ، وتلك هي الحياة الأسرية التي يطلبها كل أحد ، لكن إن فقدت المودة ، فهناك الرحمة ، وإن فقدت الرحمة فهناك المودة ، فكلاهما عامل من عوامل قيام الأسرة .
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية السابقة :" فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد ، أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك "
إن الحياة الزوجية ليست عشقا وحبا وهياما فحسب ، إنها احترام متبادل ، ومراعاة للمصلحة ، وتربية للأجيال ، إضافة إلى عامل السكن والمودة ، لهذا قد يضطر الزوج إلى البقاء مع زوجة لا يحبها تلك المحبة ، وذلك لحسن خلقها ، أو لوجود أطفال بينهما ، وكذلك قد تضطر الزوجة إلى البقاء مع زوج لا تحبه ذلك الحب ، إما لحسن خلقه ، أو لوجود أطفال بينهما ، فالحياة الزوجية كما نفهمها من الآية السابقة هي ( مودة ، ورحمة ) ، وليست مودة وحبا فقط .
تقبل مروري أخي الكريم
اتمنى لك التوفيق
احسن حب هو حب العشرة هذا رئي
لذا علينا تقوية هذه الشمعة بمواد اخرى ..او نضعها في زيت لا يجعلها تنطفئ ..كان يكون هذا الزيت هو الاحترام مثلا والرحمة والمودة والثقة …والصدق …
شكرا اخي الكريم على هذا الطرح الجميل وانا رايي ان الحب
هو الدعامة الصلبة اللتي تبنى عليها الحياة الزوجية و تكون متينة و عتية والحب الحقيقي يبدا برعمته بعد الزواج
وبالمودة والرحمة والالفة والاحترام يأتي اكله و نضمن باذن الله عائلة سعيدة اساسها الحب و فروعها التفاني في رقي الاسرة
إنّ المتأمّل لما وصفه الله تعالى للعلاقة الزّوجيّة يكتشف أمورا في قوله تعالى:"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ، وجعل بينكم مودّة ورحمة." فاعتبر هذه العلاقة الطّيّبة آية من آياته المعجزات، وقرّر أنّ المقيم عليها بشرعه لن يرتاح وفقط بل يسكن من السّكن والسّكينة، وثمّ نأتي إلى الجزء الأهمّ وكلّه مهمّ، لقد قدّر الله أنّ المستعفّ من الطّرفين يولّد مودّة ورحمة، فالمودّة هي العمليّة المتجدّدة والمتكرّرة لانتاج ما يسمّى الحبّ، والرّحمة هي الحفّاظ لها. لأنّ الحبّ يطرؤه الكدر والرّتابة، والمودّة تجدّده…والمستفيد الوحيد من ذلك….قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:"فاظفر بذات الدين تربت يداك."
جزاكم الله خيرا