اعرف ان كتب بعض الطلاب ومذكراتهم مليئة بعبارة (مهم جدا)، وأقول لأحبابنا الطلاب وهم يؤدون هذه الايام الامتحانات كان الله في عونهم، سأنقل لكم تجربتي مع زملائي أثناء الامتحانات وسأصف لكم علاجا يزيد من تحصيلكم العلمي وتركيزكم أثناء تأدية الامتحانات فاقرؤوا الموضوع بتركيز. لا شك أن للقراءة السليمة اثرا واضحا على صحتنا وبالتالي على استمتاعنا بحياتنا بشكل أفضل إضافة إلى العوامل الاخرى.
اختيار نوعية القراءة مهم جدا دائما وهو أكثر أهمية هذه الأيام فمن قصر في تغذيته في الأيام الماضية سيتأثر جسمه سلباً ولكن الاهتمام بالتغذية في هذه الأيام واجب.
التغذية السليمة مهمة جدا للشخص السليم وهي أهم لمن يعاني من بعض الاضطرابات النفسية والذهنية ومنها وضع الطالب أثناء الامتحانات.
عندما أسأل زملائي عن تأديتهم للامتحان بعد نهايته مباشرة يعتقد بعضهم انه أجاب بشكل سليم ولكن في اليوم التالي يخبرني أنه اخطأ في الاعتقاد يا ترى لماذا؟
هناك فئة اعرف أن مستواهم متميز ولكن المفاجأة تكون في عدم اجابتهم لبعض الأسئلة البسيطة.. لماذا؟
وفئة أخرى يتذكرون الإجابة بعد خروجهم من قاعة الامتحان دون رجوعهم للكتاب أوالمذكرة.. فما الذي جعل المعلومة تغيب عن أذهانهم طول فترة الامتحان..؟
وفئة أخرى.. يحاولون المذاكرة.. ويضغطون على أنفسهم ويحاولون التركيز ولكن أذهانهم تشرد وتتهرب من حمل المعلومة.. وهناك فئات أخرى لديهم مشاكل أخرى أظن أن لديكم من المعلومات عن هذه المشاكل أكثر مني.. أتصدقون أن نسبة كبيرة من هذه المشكلات عليكم التخلص منها بالتدريب قبل الامتحانات والتغذية السليمة والنوم الكافي.. نعم.. كثير من الطلاب تسوء نفسياتهم أثناء الامتحانات ويعتقدون أنها السبب ولكن جزءاً مهماً من السبب هو أربعة أضلاع مهمة:
الضلع الأول: الاستقرار النفسي العاطفي ومنها الثقة بالنفس وترتيب الوقت.
الضلع الثاني: الوضع الصحي.
الضلع الثالث: التغذية السليمة.
الضلع الرابع: النوم الكافي.
فإذا نقص أحد هذه الأضلاع فقدنا مقومات النجاح.. ودائما أقول لطلابي إذا أردت أن يخدمك جسمك فلا بد أن تخدمه أولاً فبقدر ما تعطيه يعطيك. ولا أعني بالجسم الأعضاء فقط بل النفس والأعضاء معا.. فمثلا ألا ترون ان كثيراً من الطلاب يغير نظامه اليومي أثناء الامتحانات، ألا ترون أن النفسية تسوء عند تغير مواعيد الأكل والنوم، ألا ترون زمن قلة النوم تعيث قدرة العقل والجسم معا، فلماذا يواصل كثير منكم بدون نوم إلى موعد الامتحان بداعي أنهم لم يكملوا المذاكرة وما ترون أنكم قرأتم المعلومات ولكن يعجز الجسم استخراج تلك المعلومات من المخ بسبب الإرهاق وكأنما هناك أسلاك مفصوله كانت تربط مراكز تخزين المعلومات ومراكز استخراجها.
حذار من المنشطات
إذن لا يهمكم اخواني وأخواتي من يقول واصلوا إلى اليوم التالي ثم يمكنكم النوم، أو من يقترح عليكم تناول حبوب تطرد النوم فحذار منها وأما الغذاء فهوأهم.. فهناك فيتامينات ومعادن مهمة جدا لتحسين الذاكرة، وهناك أغذية تحسن قدرة الجسم على استرجاع المعلومات، وهناك أغذية تعطي الطاقة ليمكن للمخ تخزين المعلومات واسترجاعها بسهوله، وهناك عناصر غذائية تساعد على الاستقرار النفسي وتقليل الاضطراب، ولكن في المقابل هناك أغذية لا يحسن تناولها قبل تأدية الامتحانات ومنها المواد الدهنية والبروتينية صعبة الهضم. أحياناً نحتاج إلى وصفات طبية لبعض المركبات (الغذائية) المركزة في كبسولات أو حبوب ولكننا لا نحتاجها إلا في أضيق الظروف، واقترح عليكم الاهتمام بالأغذية الآتية التي توفر ما ذكرته سابقا من محفزات للقدرة الذهنية.
1 الخضراوات والفواكه الطازجة فهي مصدر لكثير من الفيتامينات العادية المهمة جدا فأرجو التركيز عليها هذه الأيام.
2 تناول الغذاء المتوازن والمحتوي على البروتينيات والموجود في (اللحوم البيض الحليب ومنتجاته) والكربوهيدرات (الشعيرات المركبة) والموجودة في الأرزوالمكرونة والحبوب.
3 تناول كمية مناسبة من السوائل (الماء والعصير).
4 الابتعاد بشكل أكبر من ذي قبل عن المنبهات (القهوة، والشاي، الكولا) بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على المخ فهي تؤدي إلى إدرار البول.
5 الإفطار واجب وعدم الإفطار من وجهة نظري من أهم وسائل الإخفاق في الامتحانات حسب ما رأيته من زملائي ويكون الإفطار خفيفا في الامتحانات على مصدر للطاقة والكربوهيدرات ومصدرا لفيتامين (ج) والموجود في الفواكه الحمضية (العصيرالطازج) وأفضل أن يكون قبل الامتحان بأكثر من ساعة، أتدرون لماذا لم أحدد الفيتامينات والمعادن التي لها علاقة بالقدرة الذهنية؟ لسببين رئيسين الأول أن هذه العناصر الغذائية موجودة في الأغذية التي ذكرت. والسبب الآخر أن البعض لا يرى خطرا في تناولها على هيئة كبسولات أو أقراص فيذهب للصيدلية ويشتري فيتامينات ومعادن وما يدري بالخطأ الكبير الذي وقع فيه والتأثيرات السيئة على الصحة التي يمكن أن يجعلها مثل هذا التصرف..
تنبيه
واختتم مقالي هذا بالتنبيه إلى أهمية الضلع الأول المذكور في بداية الحديث وهو الاستقرار النفسي والعاطفة وتنظيم الوقت وهو موضوع شائق وواسع ولكن اقترح عليكم الآتي:
1 تنظيم الغرفة وتحسين تهويتها.
2 تنظيم المواد الدراسية ووضع جدول أولويات وترك الإنترنت تماما.
3 المذاكرة لمدة (50) دقيقه مع (10) دقائق راحة مع القيام من مكان المذاكرة والحركة البسيطة فقدره المخ على الاستيعاب لا تزيد على 4050 دقيقة والحركة تنشط الجسم والدورة الدموية وتقلل الضغط على عضلات الظهر والعنق.
4 البحث عن الطريقة المناسبة للمذاكرة وهناك طرق مفيدة في هذا الموضوع بعضها يناسب المذاكرة الدائمة وبعضها يناسب المذاكرة لما قبل الامتحان.
5 لا تكثروا النقاش مع الآخرين قبل الامتحان فهذا يولد ضغطا نفسيا رهيبايقلل من تركيز المخ.
6 أوصي بشدة بالهدوء النفسي ولا أفضل من السكون الإيماني بالمواظبة على الصلاة والأذكار نعم انك لن توفق بسب جهدك فقط ولربما قضيت الساعات الطوال تذاكر مواضع لا تأتي في الامتحان.. وقد أثبتت الدراسات الطبية في الغرب أهمية الدين في هذا المجال وبدأ بالتركيز عليه فما بالنا نبتعد عنه.
و في الاخير ارجوا ان تفيدونا بدعائكم و الله ولي التوفيق
بوركت على الطرح المفيد خاصة للمقبلين على الامتحانات
في ميزان حسناتك ان شاء الله
ربي يحفظك ويوفقك …امين
دمت سالما