الأمر الأول : الرياء عافانا الله وإياكم منه وهو الشرك الأصغر الذي يدب في هذه ألامه كدبيب النمل والنبي صلى الله عليه وسلم أرشد أمته أن تستغفر لله جل وعلا وقد أثر عن ابن عمر رضي الله عنه انه كان يقول بين الصفا والمروة : " رب اغفر وارحم وألطف وتكرم وتجاوز عما تعلم إنك تعلم ما لا نعلم إنك أنت الأعز الأكرم
" .فيدخل في قوله رضي الله عنه وعن أبيه " إنك تعلم ما لا نعلم " قضية ما يصنعه الإنسان رياء أعاذنا الله وإياكم من ذلك كله .
وهذا لا شك أن المؤمن محتاج في كل آن وحين إلى أن يجدد نيته ويقول : ( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا اعلم وأستغفرك لما تعلم ) .
الأمر الثاني : الغلو في الصالحين مما يخدش فيه قال بعض العلماء رحمهم الله كلمة في هذا الباب جامعة مانعة : " إن من أعظم أوديه الباطل الغلو في الأفاضل
" فيأتي الإنسان إلى عبد يرى عليه أمارات الصلاح من العلماء أو الدعاة أو الناصحين أو العباد أو ما أشبه ذلك أو من الأنبياء المرسلين كل بدرجاته أو من آل البيت فيغلو فيه غلواً يخرج القائل والغالي من دين الله جل وعلا أو على الأقل يخدش في دينه يخدش في توحيده ويقلل من كمال عبوديته للرب تبارك وتعالى .فإذا رأيت أحد فيه خير فلا تمدحه وهو يسمعك , فإن كان فيمن تراه في هذا خيراً فثق أن الله لن يضيعه وإن كان الذي تراه ليس فيه خير فثق أنه لن يخفي على الله .
فلا تشغل نفسك به ولا تغلو في أي أحدا تراه إما لجمال صوت أو لمظهر بكاء أو بلاغة لسان أو ما أشبه ذلك .
أحب بقدر وابغض بقدر فالأمور مطوية والموعد الله والانصراف إلى الجنة أوالى النار .
والمقصود أن من أعظم أوديه الباطل الغلو في الأفاضل وأنتم تعلمون أن بعضاً من طوائف المسلمين ما ضلت وهلكت وبعضهم خرج من الدين بغلوهم في أحاد المؤمنين غلوهم في الأفاضل حتى بلغوا بهم منازل لم يعطها لله جل وعلا أحد من الخلق ثم نافسوا في أئمتهم ما للرب جل وعلا من السلطان والكمال والجلال وهذا كله بدأ بهم درجة درجة حتى انتهى بهم الأمر إلى ما وصلوا إليه أعاذنا الله وإياكم من الغلو في الدين .
والمقصود : أن المؤمن لا يعظم إلا ربه وينظر إلى الخلق نظره إنصاف يقول ما اعلم إلا خيراً , نسال الله لفلان القبول لا يثني عليه أمام ملأ من الناس لا يبالغ في السلام عليه ولا في تعظيمه خاصة في المساجد لأنها إنما بنيت وشرعت وأسست ليعظم الله جل وعلا وحده دون سواه, هذان أمران مهمان فيما يخدش توحيد العبد لربه تبارك وتعالى .
الأمر الثالث :
مما يخدش التوحيد الجهل بالرب تبارك وتعالى فيريد الإنسان أن يحسن فيسيء من حيث أراد الإحسان . فجهله بالعلم الشرعي يجعله يتلفظ ألفاظ ويقول أقوال يحسب أنها صحيحة وهي بعيده عما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته .ولهذا فالعلم الشرعي تجلو به الشبهات كما أن اليقين والإيمان بالله تزاح به الشبهات
المصدر : محاضرة نور التوحيد . الشيخ صالح المغامسى
غاليتي (صامتة)
متميزة أنت بمواضيعك دائما
واصلي ولاتفاصلي
جزيل شكري وتقديري
تقبلي قرائتي
جعلكي المولى ذخرا للامة الاسلامية
|
|
|
|
بارك الله فيك وجزاك خيرا
شكرا جزيلا لك