نكبة البرامكة:
أولع المؤرخون بذكر نكبة البرامكة وأجهدوا قرائحهم في تعرف أسباب إيقاع الرشيد بهم. لم يكن هذا العمل بدعاً في الدولة العباسية فإن للمنصور والمهدي سلفاً في ذلك فقد أوقع المنصور بوزيره أبي أيوب المورياني قتله وأقاربه واستصفى أموالهم لخيانة مالية اطلع عليها منهم وأوقع المهدي بوزيريه أبي عبد اللَّه معاوية بن يسار ويعقوب بن داود لوشاية كانت بهما مع نزاهة الأول وحسن سيرته ومع ما كان للمهدي من الولوع بالثاني حتى كتب للجمهور أنه اتخذه أخاه في اللَّه. كل هذا قد سبق به الرشيد.
كان يحيى بن خالد هو القائم بأمر الرشيد أيام المهدي وكان الرشيد يدعوه يا أبي وكانت أم الفضل بن يحي ى ظئراً للرشيد وأرضعت الخيزران أم الرشيد الفضل بن يحيى فكان يحيى هو الذي يكفله ويقوم بتربيته من لدن ولد إلى أن شب. وهو الذي كانت له اليد الطولى في إخفاق المساعي التي بذلت لخلع الرشيد من ولاية العهد أيام الهادي فلما تولى الرشيد قلده وزارته وزارة تفويض ثم ضم إليه وزارة الخاتم بعد وفاة الفضل بن سليمان الطوسي فاجتمعت له الوزارتان وأعانه في العمل أبناؤه إلا أن الشهرة ونباهة الذكر كانت للفضل وجعفر مع ما كان لهم جميعاً من الكفاية.
رآهم الناس بعد هذا العز المتين والشرف الباذخ منكوبين على يد الرشيد، ابن يحيى وأخي الفضل وحبيب جعفر، فجعفر مقتول بالعمر من ناحية الأنبار في آخر ليلة من محرم سنة197 بعد أوبة الرشيد من حجه وكتابته عهدي ولديه الأمين والمأمون ثم جسمه مصلوب ببغداد على ثلاثة جسور ثم أحرق. ويحيى بن خالد وأبناؤه الباقون محبوسون. ورأوا مصادرة لكل ما يملكون من عقار ومنقول ورقيق ورأوا كتباً أرسلت إلى جميع العمال في نواحي البلدان والأعمال بقبض أموالهم وأخذ وكلائهم وأمراً بالنداء في جميع البرامكة أن لا أمان لمن أواهم إلا محمد بن خالد بن برمك وولده وأهله وحشمه فإن الرشيد استثناهم لما ظهر له من نصيحة محمد له وعرف براءته مما دخل فيه غيره من البرامكة. رأوا ذلك كله فعرتهم الدهشة وظنوا الظنون وسادت عليهم الخيالات والأوهام ناسبين ذلك لحادث فجائي حدث فغير قلب الرشيد هذا التغيير وأداه إلى هذا العمل شأن الناس في الأعصار كافة إذا عصفت بهم عاصفة من حادث شديد الوقع.
من كل هذا يتبين أن النفور والريبة وقعت في قلب كل من الطرفين للآخر وتبع ذلك معاملات من الرشيد لم يكن يبعثه عليها إلا ما ركز في نفسه وأثبته عنده وشاة السوء وأعداء البرامكة وكان الرشيد يتحين الفرصة للإيقاع بهم ولا سيما جعفر لما كان منه من تخليص يحي ى بن عبد اللَّه وهذا دليل عدم الإخلاص للرشيد وللبيت العباسي وقد قام الفضل بن الربيع بما انتدب إليه خير قيام وشايعه في ذلك كثيرون وكانت زوجة الرشيد زبيدة منحرفة عن جعفر لقيامه في أمر المأمون فإنه هو الذي قام في ولايته العهد وجعله مناظراً لابنها الأمين وكانوا يتخوفون من جعفر أن يكون سبباً في الإيقاع بين الأخوين إذا حانت منية الرشيد لذلك كانت زبيدة توغر قلب الرشيد على جعفر كلما حانت الفرصة.
كان يحيى بن خالد هو القائم بأمر الرشيد أيام المهدي وكان الرشيد يدعوه يا أبي وكانت أم الفضل بن يحي ى ظئراً للرشيد وأرضعت الخيزران أم الرشيد الفضل بن يحيى فكان يحيى هو الذي يكفله ويقوم بتربيته من لدن ولد إلى أن شب. وهو الذي كانت له اليد الطولى في إخفاق المساعي التي بذلت لخلع الرشيد من ولاية العهد أيام الهادي فلما تولى الرشيد قلده وزارته وزارة تفويض ثم ضم إليه وزارة الخاتم بعد وفاة الفضل بن سليمان الطوسي فاجتمعت له الوزارتان وأعانه في العمل أبناؤه إلا أن الشهرة ونباهة الذكر كانت للفضل وجعفر مع ما كان لهم جميعاً من الكفاية.
رآهم الناس بعد هذا العز المتين والشرف الباذخ منكوبين على يد الرشيد، ابن يحيى وأخي الفضل وحبيب جعفر، فجعفر مقتول بالعمر من ناحية الأنبار في آخر ليلة من محرم سنة197 بعد أوبة الرشيد من حجه وكتابته عهدي ولديه الأمين والمأمون ثم جسمه مصلوب ببغداد على ثلاثة جسور ثم أحرق. ويحيى بن خالد وأبناؤه الباقون محبوسون. ورأوا مصادرة لكل ما يملكون من عقار ومنقول ورقيق ورأوا كتباً أرسلت إلى جميع العمال في نواحي البلدان والأعمال بقبض أموالهم وأخذ وكلائهم وأمراً بالنداء في جميع البرامكة أن لا أمان لمن أواهم إلا محمد بن خالد بن برمك وولده وأهله وحشمه فإن الرشيد استثناهم لما ظهر له من نصيحة محمد له وعرف براءته مما دخل فيه غيره من البرامكة. رأوا ذلك كله فعرتهم الدهشة وظنوا الظنون وسادت عليهم الخيالات والأوهام ناسبين ذلك لحادث فجائي حدث فغير قلب الرشيد هذا التغيير وأداه إلى هذا العمل شأن الناس في الأعصار كافة إذا عصفت بهم عاصفة من حادث شديد الوقع.
من كل هذا يتبين أن النفور والريبة وقعت في قلب كل من الطرفين للآخر وتبع ذلك معاملات من الرشيد لم يكن يبعثه عليها إلا ما ركز في نفسه وأثبته عنده وشاة السوء وأعداء البرامكة وكان الرشيد يتحين الفرصة للإيقاع بهم ولا سيما جعفر لما كان منه من تخليص يحي ى بن عبد اللَّه وهذا دليل عدم الإخلاص للرشيد وللبيت العباسي وقد قام الفضل بن الربيع بما انتدب إليه خير قيام وشايعه في ذلك كثيرون وكانت زوجة الرشيد زبيدة منحرفة عن جعفر لقيامه في أمر المأمون فإنه هو الذي قام في ولايته العهد وجعله مناظراً لابنها الأمين وكانوا يتخوفون من جعفر أن يكون سبباً في الإيقاع بين الأخوين إذا حانت منية الرشيد لذلك كانت زبيدة توغر قلب الرشيد على جعفر كلما حانت الفرصة.
في سنة186 حج الرشيد ولما انصرف من حجه أتى الأنبار ومعه يحيى والفضل وجعفر ومحمد بن خالد ودعا موسى بن يحيى فرضي عنه بعد غضبه عليه وفي غاية المحرم أمر فيهم أمره فقتل جعفراً وحبس يحيى وابنيه وصادر أموالهم كلها وقد حبس يحيى مع الفضل، ومحمد في دير القائم وجعل عليهم حفظة ولم يفرق بينهم وبين عدة من خدمهم ولا ما يحتاجون إليه وصير معهم زبيدة بنت منير أم الفضل وعدة من خدمهم وجواريهم ولم تزل حالهم سهلة إلى أن سخط الرشيد على عبد الملك بن صالح فعمهم بالتسقف بسخطه وجدد لهم التهمة عند الرشيد فضيق عليهم.
بارك الله فيك ، شكرا على الموضوع ، ننتظر جيديك بالتوفيق أخي
مشكوووووور الأخ فريد
شكرا على مروركم
مشكووووووووووووووووووووووور
شكرا لمرورك الكريم