في الآية الكريمة ?وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)? (سورة النحل)، فالولد يخرج من رحم أمه على الفطرة فيسمع ويرى ويسجل المخ فينعكس هذا كله على سلوكه، ولا شك أن الأم هي المسئولة بالدرجة الأولى عن تربية الطفل تربية راقية توصله الى بر الامان وتنمي بداخله حب الوطن واحترام الكبير والعطف على الصغير والتزام تعاليم الدين وعبادة الله ومبدأ العقاب والثواب وتهتم بتربيته وتعليمه من كافة النواحي الصحية والجنسية والاجتماعية والدينية والنفسية بمختلف الوسائل بالكلام واللعب والقصص والتصرفات والسلوكيات بحسب سني عمره فتكون القدوة التي تجني الاسرة والمجتمع ثمارها ما تزرعه الام في عقول وقلوب ابنائها من خير وشر ومن صالح ومن طالح فهي التي تغرس بذرة الخير والشر في قلوبهم دون ان تشعر فالأم تقوم بالرعاية البيولوجية للطفل وهو في رحمها وتتحمل الالام الحمل والالام الوضع لتلد ابنا عندما ينام على صدرها ويشم رائحتها ويكون قريبا منها يشعر بالراحة والامان وهو قريبا منها يحاول ان يكسب طباعها ويقلدها ففي احضانها يلد معنى الحب ومن نظراتها الحانية يستمد البر والرحمة ومن ابتسامتها الرقيقة يعرف معنى العطف والتسامح والشفقة فهي العين التي يرى بها وهو صغير وطريق الهداية والقدوة وهو كبير وتبقى تقدم كل شئ بدون ان تنتظر مقابل على حساب راحتها وسعادتها وصحتها واعصابها من اجل ان تربيهم التربية الصحيحة وان يشقوا طريقهم بالحياة بحفظ الله ورعايته وان يعيشوا بسعادة وهناء وأمان لا شئ يساوي ضحكة ام ومسح دمعة وشد أزر عند محنة وضمة حنان وسهر ليل وتطييب خاطر لفلذة كبد وهو يتألم او يدرس او يغسل او يأكل او ينام او يلعب او يعمل قد تحدث اشياء في الحياة ويفقد الطفل امه لعدة اسباب منها الوفاة والمرض والانفصال والطلاق او نتيجة خطأ اجتماعي او مع وجود الام قد يعهد بسبب ظرف خاص للعائلة لتربيتهم الى الاهل ويأتي من يقوم بدور الام منهم من يقوم به كما ان الام موجودة واكثر كالجدة او العمة او الخالة او زوجة الاب او المربية فيتعلق الطفل بها وتصبح هي امه التي لا يستطيع ان يفارقها وتبتعد مشاعره عن الام الحقيقة التي حملته وولدته ويصبح حبه للتي قامت بتربيته واغدقت عليه الحب والحنان وتعبت من اجل تربيته حتى يصل لما هو فيه وعوضته عن ما فقده من حنان ويكون حبه للأم التي ربته وليس للأم التي ولدته **ونتيجة للمظاهر الاجتماعية وثقل الحياة في بعض الاحيان وانشغال الام قامت الامهات بنقل مهمة تربية الابناء الى المربيات وبدأ الجميع يستورد السريلانكية والفليبينة والتايلندية واصبحت هي من تقوم بكل شئ هي التي تغسل وهي التي تطعم وهي التي تهدهد وتلعب وتعتني وهي من هي الأم الحقيقية التي تلد ام تربي؟؟التي تركض على الطفل عندما يسقط وتسهر عندما يمرض وتعرف ما يحب وما يكره ويبدأ يتعلم منها كل شئ ويتصرف كما تريد واصبحت الام لا ترى طفلها ان ابتعاد الام في هذه الحالة عن ابنائها يولد الكثير من الصراعات داخل الطفل ويجعله يكون اقرب الى المربية والتي تتغيير بتغيير الظروف ويفقد حنان الام وعطفها ورائحتها ويتعرض الى الكثير من العوامل والضغوطات النفسية فتقوم من اجل ان تعوضه عما حرمته منه ان تقوم بشراء الهدايا والاثاث واللعب من اجل ان تكسب حب ابنها ولكنها لا تعلم انه اصبح بعيدا عنها فلمسة حنان او ابتسامة او فهم وتوجيهه هي اكبر بكثير من كل الهدايا ولا العطور والملابس والسيارات والمحمولات التي تقدمها له من اجل ذلك فقد اصبحت المسافة بينهما كبيرة وكبرت الفجوة ولا يمكن اصلاحها مهما عملت لانها لم تكن له أم كسائر الأمهات فهل الام التي تلد ام الام التي تربي ام التي تلد وتربي ومن هي الام التي تربي
Bien celle qui ralliée entre les deux en harmonie