بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
<H2 dir=rtl align=center><H2 dir=rtl align=center>من صدق في قول لا إله إلا الله نجا من كربات يوم القيامة
إخواني، إذا فهمتم هذا المعنى فهمتم معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: من شهد أن لا إله إلا الله صدقا من قلبه حرمه الله على النار </SPAN> فأما من دخل النار من أهل الكلمة فلقلة صدقه في قولها؛ فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله، ومتى بقي في القلب أثر لسوى الله فمن قله الصدق في قولها، من صدق في قوله: "لا إله إلا الله" لم يحب سواه، ولم يرج إلا إياه، ولم يخش أحدا إلا الله، ولم يتوكل إلا على الله، ولم يبق له بقية من آثار نفسه وهواه. </SPAN>
هذا الكلام كلام حق، من صدق في التوحيد خلا قلبه من العُبودية لغيره، ما معقول يخلو قلب من غير الله، فيه تعلقات طبيعية ومحبة طبيعية وخوف طبيعي، الخوف الطبيعي والحب الطبيعي هل يتجرد من طبيعة الإنسان!
من شهد لا إله إلا الله صدقا من قلبه أو مستيقنا بها، فإنه يخلو من العُبودية لغيره، ما يخلو من غير الله بمعنى: أنه لا يكون فيه تعلق أو التفاتة أو محبة أو خوف منه، هناك الخوف الطبيعي والحب الطبيعي، هذا أمر لا يمكن أن يتجرد منه الإنسان؛ الرسل وأتباعهم -كما علمنا- تعرف لهم أحوالا طبيعية، وهم أكبر الخلق حبا لله وتعظيما لله وعبودية لله.
تعرف لهم العوارض الطبيعية: إبراهيم -عليه السلام- لما دخل عليه ضيفه خاف منهم: قال: إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ </SPAN> وقال الله -تعالى-: فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً </SPAN> موسى خاف لما ألقى السحرة عصيهم وحبالهم، أوجس منهم خيفة: فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى </SPAN> شواهد كثيرة.
كذلك المحبة للأشياء الطبيعية: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب الحلوى والعسل يحب الدب </SPAN> كل هذا لا ينافي محبة الله، المحبة التي فيها عبودية، بحيث إنه يأتون هذه المحبوبات على أمر الله، وعلى شرع الله، وعلىما يحب الله، ويقدم هواه ويقدم هذه المحبوبات على ما يحبه الله: قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ </SPAN> الآية، والحديث: تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة </SPAN> .
لا بد أن نلحظ هذا + لهذه الأقاويل المجملة التي فيها إجمال، ثم -كما ذكرت لكم- إن هذه كلها فيها الدندنة على ذكر المحبة، وفيها إجمال يعني: بجانب الخوف والرجاء والعبادة تقوم على هذه الأسس، وعلى هذه الأركان: المحبة، والخوف، والرجاء.
ولهذا قال بعض أهل العلم مقولة مشهورة: من عبد الله بالحب كدن، كحال بعض الصوفية +هذي الجنة، فيقول: أنا لا أخاف… بئسما قال، كلام منكر، ومن عبده بالقول فقط كان حروريا بالخوف، +قوم من الخوارج، ومن عبده بالرجاء كان من؟ فيه مقولة لها توجيه، ومن عبد الله بالخوف والحب والرجاء، فهو مؤمن موحد مستقيم على الصراط المستقيم. نعم.
</H2>شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك</H2>