* بوسعك أن تشق الطريق لنفسك بين عرصات يوم القيامة من الآن!! فإما نحو ظلال عرش الرحمن والجنان!! وإما إلى قعر النيران (عياذاً بالله) فإن أبيت إلا الأولى، فلا تتركن شاردةً ولا واردةً من فعل الخيرات تمر بك، وإلا وكان لك منها أي نصيب وإن قل!! فما يدريك، لعل هذا القليل يكون سبباً في انتزاع الملائكة لك من بين أمواج النيران التي تسوق الناس أمامها سوقاً، وأنت تعده من العمل اليسير الذي ربما استهنت به!!
* المعصية كهف مظلم، أول ما يوجب على من يلجه كسر ظهره بمذلة فعله، ومن ثم تحميله ثقل ذلك الفعل على ظهره المكسور؛ ليذيقه بحق شؤم وذل المعصية!! فاستشعر ذاك الألم يا رعاك الله قبل الوقوع في المعصية، فإنه حريٌ والله بأن يعافيك أبد الدهر من ولوج كآبة كهفها!!
*عزاؤنا بين كل هذه الألوان من الفتن التي تتقلب أمام أعيننا صباح مساء، ذاك الحبل الموصول بيننا وبين عهد الرعيل الأول؛ حيث لا يزال صداه بيننا يتردد؛ متمثلاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم (اشتقت لأصحابي!!) فها نحن على العهد ماضون على الطريق إلى لقاء الله وصُحبة الحبيب محمد، لم ولن نبدل أو نغير أبداً بإذن الله؛ حتى نلقاه على الحوض غداً!!
* كن على يقين من أن ما لم تدركه من كافة المتع التي وقعت عليها عينك في الدنيا باختلاف أنواعها، وترفعت عنها مخافة الله وعذابه يوم القيامة، سوف تلاحقك في آخرتك لا محالة بين روضات النعيم!! ولكنها ستكون حينئذٍ مضاعفةً في زينتها وبهرجها، حتى يتم لك كمال المتعة الحقيقة التي لا تعاسة بعدها بإذن الله أبداً!!
* حين ينتهي بالمجاهد أجله، فإن رحيله يكون أشبه ما يكون بعملية استدعاء عاجل من مركز القيادة الربانية؛ ليعلم بانتهاء مهمته، ويعاين كرامة سعيه، ويطمئن على مسيرة جهاد إخوانه من بعده، حين يرى حقيقة الصراع من أعلى، فيسكن بقول الله قلبه : (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)!!
* أول أسباب تكرار الوقوع في المعصية، هو قبول تكرار وقوع أسبابها!! فلماذا لا تحاول ترك تلك الأسباب وإن صغرت (فهي أرض عذابك) تماماً كما كان للرجل الذي قتل 99 نفساً أرض العذاب، غير أنه تركها، ففاز بالنجاة؟!
* أسوأ ما يُبتلى به العبد في هذه الحياة، أن يتعود النصح والإرشاد، وتوجيه الناس إلى الخيرات، ويغفل عن مراقبة أحوال نفسه، للحيلولة بينها وبين الوقوع في الزلات؛ حيث يتحول مع مرور الوقت إلى مجرد مذياع أو مسجل يبعث الصوت، ولكن لا روح فيه!! قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟! كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون!!).
* روح الثبات على التوبة، تتمثل في رفقة أهل الصلاح، حيث بهم تقوى العزائم على الطاعات، وتتباعد عن النفس كافة المثيرات، وتخمد نيران الشهوات، فتواصل النفس مسيرتها على طريق الثبات، فاحرص على رفقة الصالحين ما استطعت، كي تبعث الروح دوماً في ثباتك على صدق التوبة!!
* يمثل القلب بتقلباته تمازج العديد من الشخصيات في شخصية واحدة!! والغلبة لا تكون أبداً لشخصية الصلاح إلا إذا أخلص العبد صدق لجوئه إلى الله، وهذا ما يفهم من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : (يا مقلب القلوب والأبصار، ثبت قلبي على دينك!!) فأولى ثمرات الثبات على الحق، هي هيمنة الخير على كافة جوارح العبد، حتى يسلم بدينه من الفتن!!
بارك الله فيك عزيزتي
مشكورة على الموضوع
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
بحثتُ عن حديث : " اشتقت لإخواني، قيل نحن يارسول الله ؟ قال بل أنتم أصحابي و لكن إخواني من سيأتون بعدي يؤمنوا بي و لم يروني، أجر الواحد منهم بأجر خمسين منكم لأنكم تجدون على الخير أعوانا أما هم فلا." فلم أجده في الكتب التسعة، فهل من مساعدة جزاكم الله خيرا ؟
أخي الحبيب أبا زيد.
الحديث في صحيح مسلم,
ولكن ليس بهذه اللفظة.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ جَمِيعًا عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا قَالُوا أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا
منقول من منتديات أهل الحديث
بارك الله فيك ِ
إلى من يتقصد حذف مواضيعي ومشاركاتي إعلم أنه بقدر حذفك أعرف أنني على الحق والحمد لله
بارك الله فيك ِ
إلى من يتقصد حذف مواضيعي ومشاركاتي إعلم أنه بقدر حذفك أعرف أنني على الحق والحمد لله
فهل حاول أحد منَّأ ذات مرة أن يكون شرطياً عليها . . لمراقبة كل تفاعلاتها؟!
أليست هذه النفس تشعر بالهدوء والسكينة؛ إذا ما كانت وسط البيئات الإيمانية، وأحاطت بها أجواء الخطب والمواعظ؟!
أليست تثور كالبركان الثائر؛ إذا ما رأت مشاهد أو صوراً خليعة؟!
ثم أليست تشعر بالندم إذا ما وقعت في معصية وأحاطت بها الخطيئة؟!
ثم أليست كذلك . . تنسى وتعاود ارتكاب نفس المعصية مع مرور الزمن؟!
أفكل هذه التقلبات والأحاسيس والمشاعر المتضاربة، فضلاً عما يطرأ عليها صباح مساء من اضطراب بين مستويات التدني والسمو . . ليس كفيلاً بأن يجعلنا نضعها تحت المرصاد وقيد المراقبة؟!!
أليست الأعمال الناتجة عن تقلباتها . . هي حصاد ما سنلقى الله به يوم القيامة، والذي سيحمله كل منا على ظهره بين يدي من لا تخفى عليه خافية؟!
إذاً فكيف يمكن لعاقل أن يترك لها الحبل على غاربه؟! ثم يأتي يوم القيامة ليتحمل فقط أوزار كل ما كان من فجور (ترك له الزمام) بعيداً عن التقييد أو المراقبة؟!!
إذاً فالسؤال الذي طرحته في بداية مقالتي، وهو لماذا لا يكون كل واحد منا بمثابة الشرطي (شديد المراقبة) على نفسه، لم يكن من باب المبالغة أو الممازحة!!
بل ينبغي أن يضيف على مهمة المراقبته، مهمة أخرى بالغة الأهمية، ولا يمكن لأحد غيره القيام بها!! أتدرون ما هي؟!
مهمة الاستشعار المبكر!!
نعم . . فكلنا يعرف أن إطلاق النظر يثير في نفوسنا الشهوة!!
أفليس من مقتضيات الاستشعار المبكر (غض البصر)؟!
والكل يعرف أن بيئات الاختلاط، تبني جسور الفتنة!!
أفليس من مقتضيات الاستشعار المبكر (البعد عن بيئات الاختلاط)؟!
والكل يعرف أن الخلوة بالأجنبية، ساحة الشيطان الرحبة؛ لإيقاعك في الفاحشة!!
أفليس من مقتضيات الاستشعار المبكر (اجتناب الخلوة تماماً)؟!
والكل يعرف أن صحبة السوء، تزين الوقوع في المعاصي!!
أفليس من مقتضيات الاستشعار المبكر (الابتعاد عنها، واستبدالها بالصحبة الصالحة)؟!
وهكذا يجب على العبد أن يتحسس مواطن الضعف في نفسه، وسوف يفطن لها لا محالة، بل وسيقف على المواطن التي تغذي هذا الضعف (فيجتنبها) وبالتالي، يكون قد أدى مهمة الاستشعار المبكر، التي سوف تسهل عليه مهمة المراقبة، ومن ثم المحاسبة إذا دعت إليها الحاجة!!
كي تحدَّ من فجورها
فتكثر خيرها . . وتحجم شرها
قال تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)