ان الحمد لله, نحمده و نستعينه ونستغفره, ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق, ليظهره على الدين كله, بعثه الله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً, وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً, فبلغ الرسالة, وأدى الأمانة, ونصح الأمة, وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين, ووفق الله من شاء من عبادهفاستجاب لدعوته, واهتدى بهديه, وخذل الله بحكمته من شاء من عباده, فاستكبر عن طاعته, وكذب خبره, وعاند أمره, فباء بالخسر والضلال البعيد .
أما بعد فبحثنا هذا يدور حول الحد يث عن حسن الخلق ومكارم الأخلاق .
والخلق: هو السجيةُ والطبع, وهو كما يقول أهل العلم: صورةُ الإنسان الباطنة, لأن الإنسان صورتين:
صورة ظاهرة: وهي شكل خلقته التي جعل الله البدن عليه, وهذه الصورة الظاهرة منها جميل حسن, ومنها ما هو قبيح سيئ, منها ما بين ذلك.
وصورة باطنة: وهي حال للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر, من غير حاجة إلى فكر وروية
تعالو ايها الاخوة الاعضاء نجمع مجموعة من الاحاديث النبوية التي تحث على مكارم الاخلاق
ونرجو من الجميع المشاركة ولو بحديث
نبدا على بركة الله باول حديث :
إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق رواه البخاري في " الأدب المفرد " رقم ( 273 )
" خياركم من أطعم الطعام " رواه لوين في " أحاديثه " ( 25 / 2 ) السلسلة الصحيحة للالباني
" إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته و حسن خلقه "
أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 220 ) السلسلة الصحيحة للالباني
حدثنا سليمان يعني ابن بلال عن شريك يعني ابن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لها :
" يا عائشة ارفقي ، فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق " السلسلة الصحيحة
" ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا " أخرجه أبو داود ( 5212 ) و الترمذي ( 2 / 121 ) و ابن ماجه ( 3703 ) و أحمد السلسلة الصحيحة
" اكفلوا لي بست أكفل لكم الجنة : إذا حدث أحدكم فلا يكذب ، و إذا ائتمن فلا يخن ، و إذا وعد فلا يخلف ، و غضوا أبصاركم ، و كفوا أيديكم ، و احفظوا فروجكم" .
السلسلة الصحيحة
أخبرنا إسحاق بن إسماعيل أخبرنا جرير
عن يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي حكيم عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم " ألا أدلك على صدقة يحب الله موضعها ؟ تصلح بين الناس ، فإنها صدقة يحب الله موضعها " السلسلة الصحيحة
حدثنا محمد بن هشام المستملي : حدثنا عبيد الله بن عائشة حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن
أبي مدينة الدارمي – و كانت له صحبة – قال " كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر : *( و العصر إن الإنسان لفي خسر )* ، ثم يسلم أحدهما على الآخر " .
"أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً" أخرجه أبو داود رقم4682 كتاب السنة. و الترمذي 1162 كتاب الرضاع وفيه زيادة: "خياركم خياركم لنسائهم"
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخلق حسن" أخرجه الترمذي رقم1987 كتاب البر والصلة. وقال: حديث حسن صحيح
303 ـ وعن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) متفق عليه (126) .
2/304 ـ وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا أبا ذر ، إذا طبخت مرقة ؛ فاكثر ماءها وتعاهد جيرانك )) رواه مسلم (127) .
وفي رواية له عن أبي ذر قال : إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني : (( إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءه ، ثم انظر أهل بيت من جيرانك ، فأصبهم منها بمعروفٍ )) (128) .
3/305 ـ وعن أبي هريرة رضي اله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن )) ! قيل : من يا رسول الله ؟ قال : (( الذي لا يأمن جاره بوائقه !)) متفق عليه (129) .
وفي رواية لمسلم : (( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه )) .
(( البوائق )) : الغوائل والشرور .
4/306 ـ وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها و لو فرسن شاةٍ )) متفق عليه .(130) .
5/307 ـ وعنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره )) ثم يقول أبو هريرة : مالي أراكم عنها معرضين ! والله لأرمين بها بين أكتافكم . متفق عليه (131) .
روي : (( خشبه )) بالإضافة والجمع ، وروي (( خشبةً )) بالتنوين على الإفراد . وقوله : مالي أراكم عنها معرضين : يعني عن هذه السنة .
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ باب حق الجار والوصية به
الجار : هو الملاصق لك في بيتك والقريب من ذلك ، وقد وردت بعض الآثار بما يدل على أن الجار أربعون داراً كل جانب ، ولا شك أن الملاصق للبيت جار ، وأما ما وراء ذلك فإن صحت الأخبار بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فالحق ما جاءت به ، وإلا فإنه يرجع في ذلك إلى العرف ، فما عدّه الناس جواراًَ فهو جوار .
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى آية سورة النساء : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ ) [النساء: 36] .
الجار ذي القربى : يعني الجار القريب .
والجار الجنب : يعني الجار البعيد الأجنبي منك .
قال أهل العلم : والجيران ثلاثة :
1 ـ جار قريب مسلم ؛ فله حق الجوار ، والقرابة ، والإسلام .
2 ـ وجار مسلم غريب قريب ؛ فله حق الجوار ، والإسلام .
3 ـ وجار كافر ؛ فله حق الجوار ، وإن كان قريباً فله حق القرابة أيضاً .
فهؤلاء الجيران لهم حقوق : حقوق واجبة ، وحقوق يجب تركها .
ثم ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ خمسة أحاديث ، عن ابن عمر ، وعن أبي ذر وعن أبي هريرة ، أما حديث ابن عمر ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) أي سينزل الوحي بتوريثه ، وليس المعنى أن جبريل يشرع توريثه ؛ لأن جبريل ليس له حق في ذلك ، لكن المعنى أنه سينزل الوحي الذي يأتي به جبريل بتوريث الجار ، وذلك من شدة إيصاء جبريل به النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما حديث أبي ذر ففيه أن على الإنسان إذا وسّع الله عليه برزق ، أن يصيب منه جاره بعض الشيء بالمعروف ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا طبخت مرقة فاكثر ماءها ، وتعاهد جيرانك )) ، أكثر ماءها يعني زدها في الماء لتكثر وتوزع على جيرانك منها ، والمرقة عادة تكون من اللحم أو من غيره مما يؤتدم به ، وهكذا أيضاً إذا كان عندك غير المرق ، أو شراب كفضل اللبن مثلاً، وما أشبهه ينبغي لك أن تعاهد جيرانك به ؛ لأن لهم حقاً عليك .
وأما أحاديث أبي هريرة ففيها أن النبي صلى الله عليه وسلم أقسم ثلاث مرات فقال : (( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن )) قالوا : من يا رسول الله ؟ قال : ((من لا يأمن جاره بوائقه)) يعني غدره وخيانته وظلمه وعدوانه ، فالذي لا يأمن جاره من ذلك ليس بمؤمن ، وإذا كان يفعل ذلك ويوقعه فعلاً فهو أشد .
وفي هذا دليل على تحريم العدوان على الجار ؛ سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل ، أما بالقول فأن يسمع منه ما يزعجه ويقلقه ، كالذين يفتحون الراديو أو التلفزيون أو غيرهما مما يسمع فيزعج الجيران ، فإن هذا لا يحل له، حتى لو فتحه على كتاب الله وهو مما يزعج الجيران بصوته فإنه معتد عليهم ، ولا يحل له لك أن يفعل ذلك .
وأما بالفعل فيكون بإلقاء الكناسة حول بابه ، والتضييق عليه عند مداخل بابه ، أو بالدق ، أو ما أشبه ذلك مما يضره ، ومن هذا أيضاً إذا كان له نخلة أو شجرة حول جدار جاره فكان يسقيها حتى يؤذي جاره بهذا السقي ، فإن ذلك من بوائق الجار يحل له .
إذاً يحرم على الجار أن يؤذي جاره بأي شيء ، فإن فعل فإنه ليس بمؤمن ، والمعنى أنه ليس متصفاً بصفات المؤمنين في هذه المسألة التي خالف بها الحق .
وأما ما ذكره في حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره )) يعني : إذا كان جارك يريد أن يسقف بيته ووضع الخشب على الجدار ، فإنه لا يحل منعه ؛ لأن وضع الخشب على الجدار لا يضر ، بل يزيده قوة ، ويمنع السيل منه ، ولا سيما فيما سبق حيث كان البناء من اللبن، فإن الخشب يمنع هطول المطر على الجدار فيحميه ، وهو أيضاً يشده ويقويه ، ففيه مصلحة للجار ، وفيه مصلحة للجدار ، فلا يحل للجار أن يمنع جاره من وضع الخشب على جداره ، وإن فعل ومنع ؛ فإنه يجبر على أن يوضع الخشب رغماً عن أتفه .
ولهذا قال أبو هريرة : مالي أراكم عنها معرضين ، والله لأرمين بها بين أكتافكم ، يعني من لم يمكن من وضع الخشب على جداره وضعناه على متن جسده بين أكتافه ، وقال هذا رضي الله عنه حينما كان أميراً على المؤمنين على المدينة في زمن مروان بن الحكم .
وهذا نظير ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في المشاجرة التي جرت بين محمد بن مسلمة وجاره ، حيث أراد أن يجري الماء إلى بستانه وحال بينه وبينه بستان جاره ، فمنعه الجار من أن يجري من على أرضه ، فترافعا إلى عمر ، فقال : والله لئن منعته لأجرينه على بطنك ، وألزمه أن يجري الماء ؛ لأن إجراء ليس فيه ضرر ؛لأن كل بستان زرع فإذا جرى الماء الساقي ؛ انتفعت الأرض وانتفع ما حول الساقي من الزرع وانتفع الجار ، نعم لو كان الجار يريد أن يبنيها بناءً وقال لا أريد أن يجري الماء على الأرض فله المنع ، أما إذا كان يريد أن يزرعها فالماء لا يزيده إلا خيراً .
وبناءً على هذا فتجب مراعاة حقوق الجيران ؛ فيجب الإحسان إليهم بقدر الإمكان ، ويحرم الاعتداء عليهم بأي عدوان ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره )) (132) .
———————–
(126) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب الوصاة بالجار ، رقم ( 6014 ، 6015 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب الوصية بالجار والإحسان إليه ، رقم ( 2624 ، 2625 ) .
(127) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب الوصية ، باب الوصية بالجار والإحسان ، رقم ( 2625 ) [ 142 ] .
(128) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب الوصية بالجار والإحسان ، رقم ( 2625 ) [ 143] .
(129) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب إثم من يأمن من جاره بوائقه ، رقم ( 6016 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب تحريم إيذاء الجار رقم ( 46 ) .
(130) رواه البخاري ، كتاب الهبة ، بدون ذكر الباب ، رقم ( 2566 ) ، ومسلم ، كتاب الزكاة ، باب الحث على الصدقة ولو بالقليل ، رقم ( 1030 ) .
(131) رواه البخاري ، كتاب المظالم ، باب لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبه ، رقم ( 2463 ) ، ومسلم ، كتاب المساقاة ، باب غرز الخشب في جدار الجار ، رقـم (1609) .
(132) رواه مسلم ، كتاب الإيمان ، باب الحث على إكرام الجار والضيف ولزوم الصمت ، رقم ( 48 ) .
|
باارك الله بكما وجوزيتما خيرا على ما اثريتما به الموضوع المهم