تخطى إلى المحتوى

معن الحليم مسرحيـة من فصل واحد 2024.

  • بواسطة
هذه المسرحية مقتبسة من قصة واقعية حدثت للقائد الشهير معـن بن زائدة الشيباني البكري في عهد الخليفة المنصور العباسي

المشهد الأول

في سوق بلدة (واسط ) جلس سعيد الإسكافي و صالح البزاز يتحدثان على عادتهما

سعيد : هيه يا صالح ..أ تَـرَى ذلك الأعرابي الذي يتـكـأ على عصــا غـليظة ، إنـه من أعـراب الكوفة .
صالح : ومـا أدرا ك ياسعــيـد ؟
سعيد
: قد عشت في الكوفة زمنا فأعر ف لباسهم .
صالح : لا ، بل هو من البصرة ، ألا تسمع جلبته وصياحه ، هكذا أهل البصرة أعرفهم جـيدا ،
سعيد
: حسنا ، فلنتراهن إذن .
صالح : لا، لا ، هو من البصرة ولا نتراهن .
سعيد : ولم لا تراهني ما دمت متأكـدا ؟
صالح
: لا ، لا أراهنك ، أنت رجل محظوظ فلا آمن أن يكون قد عـاش في الكوفة برهةً من الدهر لحُـسن طالعـك ، فاعتاد ملبسَهم .
سعيد : أنت تتلـكـأ، أنا أتكلم عن مولده ونشأته ، و ليس عن البلاد التي أقام فيها ، فلا تتهرب .
صالح : لا لا لا ، لا أراهنك أبدا ما حـييت ، لقد كد ت أن افلس ويُحجَـرُ علي من كثرة ما تغـلبني في الرهان ثم إني سألـت الشيخ عبد الصمد إمام المسجد فأخبرني أن الرهان حرام،
سعيد
: ماذا تقصد ، الن تراهنني بعد اليوم ،
صالح
: نعم ، أرجو ذلك .
سعيد : إذن سأبحث عن مغـفــل غـيرك ، فأنا أتكسب من الرهان أكثر من الدُّ كان .
صالح : ابحث ما بدا لك لكن بعيدا عني .
سعيد : نعم سأبحث ، ولكني سأفتقدك يا صاحبي فلو بحثـت الدهر فلن أجد أكثر تغفيلا منك .
صالح : أعلم ذلك ، ولكن إذا تركت مراهنتك ذهب عني ماتذكر .
سعيد : ولم لا يكون هذا الأعرابي الجلف ؟
صالح
: يكو ن ماذا ؟
سعيد
: يكون الضحية الجديدة .
صالح : أ ظن أنك انتقلت إلى زمرة المغفلين ياسعيد ، أتراهن الأعرابي عن مكان نشأته ؟
سعيد
: لا لا ، اصبر قليلا ….
………..
ثم يقوم سعيد إلى الأعرابي ويتلقاه بالبشاشة والترحيب

سعيد : أهلا وسهلا بك ياأعرابي ، إلى أين تريد ؟
الأعرابي
: أريد الأمير معن بن زائدة ، فقد سمعـت عن جوده وكرمه الشيء الكثير .
سعيد : و كم ترجو أن يعطيك ؟
الأعرابي
: مئتا درهم ، وإن أعطاني مئة درهم فخيرٌ وبركـة ،
سعيد
: وما تقول في من يعطيك عشرا من الإبل ؟
الأعرابي
: عشــرا من الإ بل ؟
سعيد
: نعم وأشهد أهل السوق على ذلك ، ولكن لي شرط .
الأعرابي : وما شرطك .
سعيد : أن تغـضـب الأمير حتى يطردك من مجــلسه .

الأعرابي : هين موجود ، فإن لم يغضب ؟
سعيد
: آخُـذ بعيرك هذا .
الأعرابي : اتفقنـا فأحضر الشهود .
سعيد : تعال يا صالح . فقد وجدت من يحل مكانك ، تعال فاشهد .
يأتي صالح ليشهد ثم يلتفت إلى سعيد قائلا :
قاتلك الله ماأوسع حـيلتـك ، أنت تعـلم أن أميرنا معـناً لا يغـضب أبدا .
سعيد : نعم أعلم ذلك ، ولذلك راهنت الأعرابي ، و إذا لم يغـضـب الأ مير فسآخذ البعير.
المشهد الثاني
في مجلس الأمير

يدخل رجل فيسلم على الأمير قائلا : السلام عليك أيها الأمير ، فيرد الأمير عليه السلام .
يدخل الأعرابي فيسلم على الجميع ثم يجلس .
يلتفـت إليه أحد الحضور فيقول : ولِمَ لَمْ تسلِّم على الأمير بتحية الأمارة .
فيقول الأعرابي :
ولست مسلما مادمت حيا على معـنٍ بتسليم الأمير
معـن
: إن سلمت رددنا السلام ، وإن لم تسلم لم نعاتبك .
الأعرابي :
أتذكر إذ لحافك جـلد شاة وإذ نعـلاك من جلد البعير
معن
: أذكر ذلك ولا أنساه .
الأعرابي :
وفي يمناك عكاز قوي تهـش بها الكلا بَ عن الهرير
معن
: نعم أذكر ذلك ، وبودي لو عـادت تلك الأيام بكل ما أملك ، فهي أيام الصبا والشباب .
الأعرابي :
فسبحان الذي أعطاك ملكا وعلمك الجلوس على السرير
معن
: سبحانه ، ما أعـظم شأنــه .
الأعرابي :
سأرحل عن بلاد أنت فيها وإن جار الزمان على الفقير
معن
: إن بقيت فعلى الرحب والسعـة ، وإن رحلت فـصـحـبـتـك السلامة .
الأعرابي :
فجد لي يا ابن ناقصة بشيء فإني قد عزمت على المسير
معن
: أعطوه مائة دينار .
الأعرابي :
قليل ما أتيت به وإني لأطمع منك بالمال الكثير
معن
: أعطوه مائة دينار أخـرى.
الأعرابي :
سألت الله أن يبقيك ذ خرا فما لك في البرية من نظير
معن
: أعطيناه على هجائنا مائتي دينار ، فأعطوه مِـثليها على مدحـِـه لنـا ، ولكن اصدُقني القول
يا أعرابي ، هل راهنت أحدا على أن تغـضـبني
.
الأعرابي : نعم راهنت إسكافيا في السوق فجعل لي عشرة من الإبل على أن أغـضـبـك .
معن : ثكلتك أمك يا أعرابي ، والله ما غضبـت مذ سمعـت قول الله عز وجـل :
{
والكــاظمين الغــيظ والعــافين عن الناس والله يحــــب المحـســنين }.
وقولــه تعالى : { خــذ العـفـو و أمر بالعرف وأعرض عن الجــاهـلـين }
أمـا تعلم أن الرهان لا يجوز يا أعــرابـي .
الأعرابي : أيها الأمير أنا رجل أعرابي جاهل لا علم لي بمثل ذلك .
معن : أيها الوزير خذ الأعرابي فأعطه عشرة من الإبل فإنه كان يؤمِّـلُها من الرهان ، وأحضر الإسكافي لينال عقابه جزاء اجترائه على ماحرم الله.
الأعرابي جزاك الله خيرا وأكثر أمثالك في الناس فاسمع مني هذين البيتين :

لعمرك ما الرزية فقد شاة ولا فرسٌ يموت ولا بعِـيرُ
ولكن الرزية فقد حـــرٍّ يموت بموته خلـق كـثيــر

القعدة
القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة king of the love القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة القعدة

شكرا ع مرورك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yasine القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة القعدة

شكرا ع مروركم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.