(4)
1 – السورة : اسمٌ أٌطلِق على جزء من آيات القرآن الكريم ؛ جُمِعَت تحت عنوان واحد ، و هي مأخوذة من " السُّور" ؛ و السور: ما سوَّر و أحاط بغيره ، و من معانيها : الحائط الذي يحيط بالبستان أو المدينة ، و منه " الإسورة " التي تحيط بمعصم المرأة عندما تلبسها ، وعليه : فالسورة في علوم القرآن الكريم : هي المجموعة من الآيات ؛ المبدوءة بالتسمية ، و التي تحصر فيها مجموعة من الآيات ؛ تفصلها عن بقية آيات القرآن الكريم و سوره ، و هذه السور : سمَّاها النبي – صلى الله عليه و سلم – ؛ فهي توقيفية ، و ليست اجتهادية ، بمعنى : أن علينا أن نسمي سور القرآن كما سمَّاها رسول الله – صلى الله عليه و سلم – ، و لا يجوز لنا ان نغير في أسماءها باجتهادنا و آراءنا .
2 – الآية : هي الجملة القرآنية الواحدة ، و هي جزء من السورة ، كما أن السورة جزء من القرآن ، و كلمة " آية " تعني : الدليل و البرهان .
3 – ترتيب القرآن : هناك ترتيب بحسب نزول الآيات ، و ترتيب بحسب ما هو موجود في المصحف الآن ، و هذا الترتيب المصحفي : الصحيح انه بأمر من النبي – صلى الله عليه و سلم – ، فالنبي – صلى الله عليه و سلم – هو الذي أمر الصحابة بأن يضعوا سورة الفاتحة أول المصحف ، ثم البقرة ، ثم آل عمران … و هكذا .
4 – القرآن : هو كلام الله تعالى ؛ المنزَّل على المصطفى – صلى الله عليه و سلم – ، المتعبَّد بتلاوته ، المنقول إلينا بالتواتر ؛ المجموع بين دفَّتي المصحف .
5 – المِصحف : هو الكتاب الذي جمع الكتاب الكريم بين دفتيه ، و عليه : فالقرآن واحد ، أما المصاحف فمتعددة ، و من هنا نعلم الخطأ الشائع بقول البعض : " عندي قرآنات كثيرة " ، لأن القرآن واحد ؛ و لا يُجمَع ، و الصحيح ان نقول : " عندي مصاحف كثيرة " .
6 – أنواع آيات القرآن الكريم :
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران : 7] ، و عليه : فآيات القرآن الكريم نوعان :
أ – الآيات المُحكَمة : وهي الآيات التي لا تدل إلا على معنى واحد ؛ لا يحتمل التعدد ؛ مثل : { قل هو الله أحد …. } و { فاعلم انه لا إلا الله } ، أي : هي الآيات التي ترابطت ترابطاً وثيقا بين اللفظ والمعنى ؛ ليس فيها غموض أو شبهة ، فالمحكم : هي الآيات الواضحات المعنى ؛ و لا يمكن حملها على معنى آخر .
ب – الآيات المتشابهة : و هي التي تحتمل عدة معانٍ ؛ وتقبل عدة تفاسير لها من حيث اللغة ، لكن معناها الصحيح مرتبط بالآيات المحكمات ، و بالتالي : فلا بد من رد الآيات المتشابهة إلى الآيات المحكمة ، و ذلك نحو قول الله تعالى : { ليس كمثله شيء و هو السميع البصير } هي محكمة واضحة المعنى المراد منها ، أما قول الله تعالى : { {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} [النساء : 171] ، فكلمة " روح منه " لا بد ان يُحمل معناها على ما حوته الآيات المحكمة التي قبلها من معانٍ ، وكذلك الآيات التي توهم التشبيه و التجسيم ؛ لا بد من حمل معناها على الآيات المحكمة الواردة في التنزيه و الكمال ؛ و هكذا .
7 – ترجمة القرآن الكريم :
الترجمة في اللغة : تُطلق على البيان والإيضاح ، وفي الاصطلاح : هي التعبير عن الكلام بلغة أخرى ، وعليه : فترجمة القرآن هي التعبير عن معاني ألفاظه بلغة أخرى غير اللغة العربية .
والترجمة نوعان :
أ – ترجمة حرفية : وذلك بأن نبين معنى كل كلمة من القرآن حسب اللغة المترجَم إليها ، مثل أن نقول : كلمة " الصلاة " معناها في الفرنسية كذا ؛ و في الإنجليزية كذا … و هكذا مع بقية ألفاظ القرآن الكريم .
ب – ترجمة معنوية ؛ تفسيرية : وذلك بأن نُعبَّر عن معنى الجملة القرآنية العربية بلغة أخرى ؛ من غير مراعاة المعنى الحرفي للمفردات ودون التقيد بترتيب أيضا ، و مثال ذلك : قوله تعالى : { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [ الزخرف : 3 ] ، فالترجمة الحرفية : أن نترجم كلمات هذه الآية كلمةً كلمة ، فنترجم { إنا } ، ثم { جعلناه } ، ثم { قرآنا} ، ثم { عربيا } ، وهكذا .
أما الترجمة المعنوية : فأن نترجم معنى الآية كلها ؛ بقطع النظر عن معنى كل كلمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإجمالي .
– حكم ترجمة القرآن :
الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم ، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروطٌ لا يمكن تحققها معها ؛ وهي :
أ- وجود مفردات في اللغة المترجَم إليها توافق و تماثل حروف و مفردات اللغة المترجَم منها .
ب- وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجَم إليها مساوية أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها .
ج- تماثل اللغتين المترجَم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإضافات .
ولذلك قال بعض العلماء : إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض آية ، أو نحوها، ولكنها – وإن أمكن تحققها في نحو ذلك – محرَّمة لأنها لا يمكن أن تؤدي المعنى بكماله ، ولا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن المبين ، ولا ضرورة تدعو إليها ؛ للاستغناء عنها بالترجمة المعنوية .
وعلى هذا : فالترجمة الحرفية و إن كانت ممكنة من حيث اللغة في بعض الكلمات ؛ لكنها ممنوعة شرعاً ، اللهم إلا أن تترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها ، من غير أن يُترجَم المعنى كله ؛ فلا بأس .
وأما الترجمة المعنوية للقرآن : فهي جائزة في الأصل ؛ لأنه لا محذور فيها ، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين باللغة العربية ، لأن إبلاغ ذلك واجب ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
– لكن يُشتَرط لجواز ذلك شروط :
أ – أن لا تُجعَل بديلاً عن القرآن بحيث يُستغنى بها عنه ، وعلى هذا ؛ فلا بد أن يُكتَب القرآن باللغة العربية و إلى جانبه هذه الترجمة ، لتكون كالتفسير له .
ب – أن يكون المترجِم عالماً بمدلولات الألفاظ في اللغتين : المترجَم منها وإليها ، وما تقتضيه حسب السياق .
ج – أن يكون عالماً بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن ، ولا تُقبَل الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمونٍ عليها ، بحيث يكون مسلماً مستقيماً في دينه .
8 – و قد تُرجمت معاني القرآن الكريم – و لا تقل : تُرجِم القرآن ، لأنه لا يمكن ترجمته حرفياً ؛ و إلا لفسد المعنى الذي استطاعت كلمات العربية أن تؤدِّيه ، بل هي ترجمات لمعانيه – إلى الكثير من لغات العالم ، منها ترجمات كاملة ومنها ناقصة ، و فيما يلي بعض اللغات التي تُرجمت معانيه إليها :
1 – اللغة السويدية : ست ترجمات .
2 – اللغات الإفريقية : ست ترجمات .
3 – اللغة الألبانية : ترجمتان .
4 – لغة الخميادو – اللغة القديمة لإسبانيا – : خمس وثلاثون ترجمة .
5 – اللغة الألمانية : اثنان و أربعون ترجمة .
6 – اللغة الإنجليزية : سبع وخمسون ترجمة .
7 – اللغة الأوكرانية : ترجمة واحدة .
8 – لغة إسبرانتو : ترجمة واحدة .
9 – اللغة البرتغالية : أربع ترجمات .
10 – اللغة البلغارية : ترجمتان .
11 – لغة البوشناق : ثلاث عشرة ترجمة .
12 – اللغة البولندية : عشرة ترجمات .
13 – اللغة البوهيمية : ثلاث ترجمات .
14 – اللغة التركية : ست و ثمانون ترجمة .
15 – اللغة الدانمركية : ثلاث ترجمات .
16 – اللغة الروسية : إحدى عشرة ترجمة .
17 – اللغة الرومانية : ترجمة واحدة .
18 – اللغة الإيطالية : إحدى عشرة ترجمة .
19 – اللغة الفرنسية : ثلاث وثلاثون ترجمة .
20 – اللغة الفنلندية : ترجمة واحدة .
21 – اللغة اللاتينية : اثنتان و أربعون ترجمة .
و هناك لغات أخرى تُرجمت إليها معاني القرآن الكريم بفضل الله تعالى …
لا حرمك الله الأجر
بارك الله فيكي
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيرا على هذه المعلومات القيمة
شكرا لك على المعلومات القيمة و جعلها الله في ميزان حسناتك