قال – تعالى -: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِفَهُمْ يُوزَعُونَ {17} حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْنَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْسُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {18} فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّنقَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَعلى وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِيبِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (سورة النمل: 17ـ19).
تصف هذهالآيات الكريمة موكب سليمان المهيب وحوله جنده من الجن والإنس والطير، وعند اقترابهمن وادي النمل، وإذا بنملة تحمل هموم شعبها تتنبه للخطر القادم الذي سوف يهدد أفرادقومها نتيجة وطء أقدام سليمان وجنده، فانبرت مخاطبة أفراد قومها بقولها يا أيهاالنمل وتأمرهم دخول مساكنكم حتى لا يدوسهم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فقد نصحتقومها وبينت لهم مكمن الخطر وأمرتهم بالدخول واعتذرت عن سليمان وجنوده فهم صالحونلا يتعمدون إيذاء أي مخلوق ولو كان نملة صغيرة.
الإعجاز العلمي:
1. ذكر القرآن كلمة نملة بلفظ المؤنث: قَالَتْ نَمْلَةٌ.
فقد ثبتعلمياً أن النملة الأنثى العقيمة هي التي تقوم بأعباء المملكة من جمع الطعام ورعايةالصغار والدفاع عن المملكة وتخرج من الخلية للعمل، أما النمل المذكر فلا يظهر إلافي فترة التلقيح ولا دور له إلا في تلقيح الملكات.
2. وجود لغة تفاهم بينأفراد النمل: "قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ.
فقد أكتشف العلماء أن للنمل لغات تفاهم خاصة بينها وذلك من خلال تقنيةالتخاطب من خلال الشفرات الكيماوية وربما كان الخطاب الذي وجهته النملة إلى قومهاهو عبارة عن شيفرة كيماوية، فقد أثبتت أحدث الدراسات العلمية أن لكل نوع من أنواعالحيوانات رائحة خاصة به، وداخل النوع الواحد هناك روائح إضافية تعمل بمثابة بطاقةشخصية أو جواز سفر للتعريف بشخصية كل حيوان أو العائلات المختلفة، أو أفرادالمستعمرات المختلفة.
ولم يكن عجيباً أن نجد أحد علماء التاريخ الطبيعي (وهورويال وكنسون) قد صنف كتاباً مهماً جعل عنوانه "شخصية الحشرات".
والرائحةتعتبر لغة خفية أو رسالة صامتة تتكون مفرداتها من مواد كيماوية أطلق عليها العلماءاسم "فرمونات"، وتجدر الإشارة إلى أنه ليست كل الروائح " فرمونات"، فالإنسان يتعرفعلى العديد من الروائح في الطعام مثلاً ولكنه لا يتخاطب أو يتفاهم من خلال هذهالروائح، ويقتصر الباحثون استخدام كلمة " فرمون " على وصف الرسائل الكيماويةالمتبادلة بين حيوان من السلالة نفسها. وعليه فقد توصف رائحة بأنها " فرمون " بالنسبة إلى حيوان معين، بينما تكون مجرد رائحة بالنسبة لحيوان آخر.
وإذاطبقنا هذا على عالم النمل نجد أن النمل يتميز برائحة خاصة تدل على العش الذي ينتميإليه، والوظيفة التي تؤديها كل نملة في هذا العش حيث يتم إنتاج هذه الفرمونات منغدة قرب الشرج.
وحينما تلتقي نملتان فإنهما تستخدمان قرون الاستشعار، وهيالأعضاء الخاصة بالشم، لتعرف الواحدة الأخرى.
وقد وجد أنه إذا دخلت نملةغريبة مستعمرة لا تنتمي إليها، فإن النمل في هذه المستعمرة يتعرفن عليها عن طريقرائحتها ويعدها عدواً، ثم يبدأ في الهجوم عليها.
ومن الطريف أنه في إحدىالتجارب المعملية وجد أن إزالة الرائحة الخاصة ببعض النمل التابع لعشيرة معينة ثمإضافة رائحة خاصة بنوع آخر عدو له، أدى إلى مهاجمته بأفراد من عشيرته نفسها.
وفي تجربة أخرى تم غمس نملة برائحة نملة ميتة ثم أعيدت إلى عشها، فلوحظ أنأقرانها يخرجونها من العش لكونها ميتة، وفي كل مرة تحاول فيها العودة يتم إخراجهاثانية على الرغم من أنها حية تتحرك وتقاوم. وحينما تمت إزالة رائحة الموت فقط تمالسماح لهذه النملة بالبقاء في العش.
وحينما تعثر النملة الكشافة على مصدرللطعام فإنها تقوم على الفور بإفراز " الفرمون " اللازم من الغدد الموجودة في بطنهالتعليم المكان ثم ترجع إلى العش، وفي طريق عودتها لا تنسى تعليم الطريق حتى يتعقبهازملاؤها، وفي الوقت نفسه يضيفون مزيداً من الإفراز لتسهيل الطريق أكثر فأكثر[1].
ومن العجيب أن النمل يقلل الإفراز عندما يتضاءل مصدر الطعام ويرسل عدداًأقل من الأفراد إلى مصدر الطعام، وحينما ينضب هذا المصدر تماماً فإن آخر نملة، وهيعائدة إلى العش لا تترك أثراً على الإطلاق.
وهنالك العديد من التجارب التييمكن إجراؤها عل دروب النمل هذه، فإذا أزلت جزءاً من هذا الأثر بفرشاة مثلاً، فإنالنمل يبحث في المكان وقد أصابه الارتباك حتى يهتدي إلى الأثر ثانية، وإذا وضعتقطعة من الورق بين العش ومصدر الطعام فإن النمل يمشي فوقها واضعاً أثراً كيماوياًفوقها ولكن لفترة قصيرة، حيث إنه إذا لم يكن هناك طعام عند نهاية الأثر، فإن النمليترك هذا الأثر، ويبدأ في البحث عن طعام من جديد.
3.ذكاءالنمل:
لقد أشار القرآن الكريم إلى حقيقة علمية كبيرة وهي ذكاء النمل وقدرتهعلى المحاكمة العقلية والفكرية ومواجهة الأخطار وذلك من خلال هذه القصة التي حدثتمع نبي الله سليمان – عليه السلام – وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، فقد استطاعتنملة صغيرة من تحديد مكان سليمان والطريق الذي سوف يمر به وهذا لم يكن ليتملولا
هذه القدرات الخارقة التي يتمتع بها النمل.
ولقد كشف العلمالحديث عن بعض العجائب من سلوك النمل الذكي وتطور جهازها العصبي فعند دراسته تحتالمجهر يظهر لنا أن دماغ النملة يتكون من فصين رئيسيين يشبه مخ الإنسان، ومن مراكزعصبية متطورة وخلايا حساسة.
وأعلم: أن الله – تعالى -لم يذكر النمل فيالقرآن الكريم إلا ليلفت انتباهنا إلى عظمة وروعة هذه الكائنات التي يحسبها الإنسانمخلوقات تافهة، ولكنها بحق مخلوقات منظمة ذات قدرات خارقة، تعمل ضمن خطة عمل واضحةحيث يتوزع العمل على أفراد الخلية، فيقوم كل فرد من أفراد المملكة بواجبه على أكملوجه من خلال البرنامج الفطري الذي أودعه الله – تعالى -في دماغه.
مجتمعالنمل:
يتكون مجتمع النمل من الملكة التي تقوم بإنتاج البيوض والتي تنتفخوتكبر حتى يصل طولها إلى 9 سم في بعض الأنواع كالنمل الأبيض فتصبح من الصعوبة بمكانأن تتحرك وبما أنها لا عمل لها سوى وضع البيوض توجد مجموعة خاصة من النمل للاعتناءبها وإطعامها وتنظيفها، من الإناث العقيمات التي تقوم بكافة أعمال الخلية من الدفاعضد الأخطار التي يمكن أن تتهدد الخلية إلى جمع الطعام إلى تنظيف الخلية والرعايةبالملكة الأم واليرقات الصغيرة إلخ…
ذكور النمل لها مهمة واحدة في حياتهاوهي تلقيح الملكات ولا تظهر على سطح الأرض إلا عند موسم التكاثر وبعد القيامبمهمتها تقتها تقتلها الشغلات ذلك أنه في مجمع النمل لا مكان لغير العمال المنتجين.
وادي النمل:
يعيش النمل ضمن مستعمرات يقوم ببنائها وقديتجاور عدد كبيرة من المستعمرات مكوناً مدينة أو وادياً للنمل كما سماها القرآنالكريم ففي جبال بنسلفانيا إحدى الولايات الأمريكية أكتشف أحد علماء أحد أكبر مدنالنمل في العالم، وقد بني معظمها تحت الأرض وتشغل مساحتها ثلاثين فداناً حفرت فيهامنازل النمل تتخللها الشوارع والمعابر والطرق، وكل نملة تعرف طريقها إلى بيتهابإحساس غريب.
وتشمل كل مستعمرة من مستعمرات النمل على الطبقات التالية:
1- باب التهوية.
2- مكان الحرس لمنع دخول الغريب.
3- أولطبقة لراحة العاملات في الصيف.
4- مخزن ادخار الأقوات.
5- مكانتناول الطعام.
6- ثكنة الجنود.
7- الغرف الملوكية حيث تبيض ملكةالنمل.
8- إسطبل لبقر النمل وعلفه.
9- إسطبل آخر لحلب البقر.
10- مكان تفقيس البيض.
11- مكان تربية صغار النمل.
12- مشتى النمل، وفي يمينه جبانة لدفن من يموت.
13- مشتى الملكة. "
يمكنأن تصل أعماق مملكة النمل في بعض الأنواع التي تعيش في غابات الأمازون إلى (5 أمتار) واتساعها 7 أمتار.
تُنشئ النملات فيها مئات الغرف والأنفاق.
يُحفر وينقل قرابة (أربعين طن) من التراب إلى الخارج.
الهندسةالمعمارية للمملكة لوحدها معجزة من معجزات الخلق.
جمع الموادالغذائية:
ولأعضاء مجتمع النمل طرق فريدة في جمع المواد الغذائية وتخزينهاوالمحافظة عليها، فإذا لم تستطيع النملة حمل ما جمعته في فمها كعادتها لكبر حجمه،حركته بأرجلها الخلفية ورفعته بذراعيها، ومن عاداتها أن تقضم البذور قبل تخزينهاحتى لا تعود إلى الإنبات مرة أخرى، وكي يسهل عليها إدخالها في مستودعاتها وهناك بعضالبذور التي إذا كُسرت إلى فلقتين فإن كل فلقة ممكنها أن تُنبت من جديد مثل بذورالكزبرة لذلك فإن النمل يقوم بتقطيع بذرة الكزبرة إلى أربع قطع كي لا تنبت، وإذا ماابتلت البذور بفعل المطر أخرجتها إلى الهواء والشمس لتجف، ولا يملك الإنسان أمامهذا السلوك الذكي للنمل إلا أن يسجد لله الخالق العليم الذي جعل النمل يدرك أنتكسير جنين الحبة وعزل البذرة عن الماء والرطوبة يجعلها لا تنبت.
أبقار النمل:
ويضيف العلم الحديث حقائق جديدة عن أبقارالنمل وزراعتها، فقد ذكر أحد علماء التاريخ الطبيعي وهو (رويال ديكنسون) [3] أنه ظليدرس مدينة النمل حوالي عشرين عاماً في بقاع مختلفة من العالم فوجد نظاماً لا يمكنأن نراه في مدن البشر، وراقبه وهو يرعى أبقاره، وما هذه الأبقار إلا خنافس صغيرةرباها النمل في جوف الأرض زماناً طويلاً حتى فقدت في الظلام بصرها.
وإذاكان الإنسان قد سخر عدداً محدوداً من الحيوانات لمنافعه، فإن النمل قد سخر مئاتالأجناس من حيوانات أدنى منه جنساً.
ونذكر على سبيل المثال "بق النبات" تلكالحشرة الصغيرة التي تعيش على النبات ويصعب استئصالها لأن أجناسهاً كثيرة من النملترعاها، يرسل النمل الرسل لتُجمع له بيوض هذا البق حيث تعتني به وترعاه حتى يفقسوتخرج صغاره، ومتى كبرت درت هذه اليرقات سائلاً حلواً مؤلف من مواد سكرية يمكن أننسمها (بعسل النمل)، ويقوم على حلبه جماعة من النمل لا عمل لها إلا حلب هذه الحشراتبمسها بقرونها، وتنتج هذه الحشرة 48 قطرة من العسل كل يوم، وهذا ما يزيد مائة ضعفعما تنتجه البقرة إذا قارنا حجم الحشرة بحجمالبقرة.
لنطرح بعض الأسئلة ونتأمل الآن مرة أخرى في ضوء جميع المعلومات التي بحثنا فيها:
ان الأعمال التي تنجزها هذه الكائنات الصغيرة التي لا عقل لها دليل واضح على أن اللهخلقها وهبهاهذه الخصائص التي هي عليها،تظهر قدرة الله وإتقان خلقه في الكائنات كلها،والنمل أيضا واحد من تجليات صنعة اللهالتي لا حد لها في الأرض.
__________________________
[1] – كتاب " رحيق العلم والإيمان " الدكتور أحمد فؤاد باشا.
2) المعجزة و الإعجاز في سورة النمل: عبد الحميد محمود طهماز، ص 28.
[3] كتاب " شخصية الحشرات " لمؤلفه رويال وكنسون.
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
ســـورة الـنــمل
بارك الله فيك
ذكاء النمل وتربية الخنافس واعمائها بالظلام
ولغة التخاطب
ومعرفة الميت منها ورميه خراج المستعمرة
ووووووووووووووووو…………. ……..
موضوع شيق جدآ وهام
جزاك الله عنا كل خير
حرة بنت أحرار
حفظك الله يارائعة
تسلميلي يارب
|
الله يبارك فيك اخي محمد
شكرا على تقييمك الرائع
وردك الجميل
وفيك بركة اخي بقايا انسان
مشكوووووووووووور
بارك الله فيك على المعلومات القيمة وجهد نسأل الله أن يجازيك عنه خير الجزاء
ألف شكر وسبحان الله الذي يخلق مايشاء
سلام
|
وفيك البركة اختي ياسمين عنابة
كلامك طيب
مشكورة على المرور
|
شكرا على المعلومة
الحمد لله انها كذلك
وإلا هلك مجتمع النمل جوعا
ومشكور على المرور