تفضلوا أخواتي مطوية دعوية في فضل العشر من ذي الحجة والحث على الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة.
وهي جاهزة للطبع ، ويمكن لكُنّ توزيعا على أخواتكن.
ويمكن للإخوة طبعا الاستفادة منها
مادة المطوية مأخوذة من موضوع : " إتحاف ذوي الحجا بفضائل العشر من ذي الحجة " للشيخ أبو بكر يوسف لعويسي حفظه الله ( الموضوع موجود في شبكة الإمام الآجري رحمه الله [ هنا ] ) و كذلك زيادات من موقع آخر.
وهذا شكل المطوية :
من الداخل :
من الخارج :
تحميل المطوية :
ومن لحظات فقط كنتُ أقرأ الموضوع الذي طرحه أبو بكر يوسف لعويسي في شبكة سحاب
واسمحي لي بنقله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل في كل يوم وليلة لعباده المؤمنين وظائف موظفة عليهم من وظائف طاعته فمنها ما هو فرض كالصلوات الخمس ، ومنها ما يندبون إليه من غير افتراض كنوافل الصلاة والذكر وغير ذلك . وجعل في شهور الأهلة وظائف موظفة أيضا على عباده كالصيام والزكاة والحج ، ومنه فرض مفروض عليهم ، ومنه ما هو مندوب كصيام شعبان والأشهر الحرم . وجعل الله سبحانه بعض الشهور أفضل من بعض كما قال تعالى :{{ .. منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم }} التوبة :26. وقال تعالى :{{ الحج أشهر معلومات }} البقرة :185 . وقال :{{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن }} البقرة : 197 .
كما جعل بعض الأيام والليالي أفضل من بعض ، وجعل ليلة القدر خيرا من ألف شهر وأقسم بالعشر من ذي الحجة على الصحيح كما سنذكره – إن شاء الله – في موضعه . وما من هذه المواسم الفاضلة موسم إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعته يتقرب بها إليه ، ولله فيها لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بها من يشاء من عباده ، بفضله ورحمته وكرمه ، عليه ،فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات وتقرب فيها إلى مولاه ،بما فيها من وظائف الطاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بعدها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات في ظلام ودركات .. فاغتنموا ممر الليالي والأيام والساعات بالأعمال الصالحات ، والنافع من القربات قبل الندامة والحسرة والزفرات . وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك المبعوث بالرحمات وعلى آله وصحبه السابقين بالخيرات وعلى التابعين لهم بإحسان ما هبت النسمات بالنفحات يا رب البريات . أما بعد : فهذه تحفة لذي الحِجا مرصعة بأحسن وأجمل حُجّة تحمل فضائل العشر من ذي الحِجّة ، للسائر إلى الله في الدلجة ، ليصل إلى بر الأمان على طريق النور والمحجة.
قال الله تعالى :[[ والفجر* وليال عشر ]] قال ابن كثير في تفسيرها [ج5/ 214]: الليالي العشر المراد بها ذي الحجة ، كما ذكر ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف . فالله سبحانه وتعالى أقسم بهذه العشر وله سبحانه أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، ولا يقسم ربنا سبحانه إلا بشيء عظيم ذي أهمية ، له فيه من آياته وحكمته مالا يعلمه إلا هو سبحانه . فدلت هذه الآية التي أقسم بها على عظمة هذه العشر وشرفها وفضلها عند الله سبحانه وتعالى ، كما أنه عز وجل جعلها خاتمة الأشهر المعلومات – أشهر الحج – التي قال الله فيها : {{الحج أشهر معلومات }}.
قال البخاري رحمه الله في صحيحه :[ وقال ابن عمر رضي الله عنه هي : شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة ]. قلت : هكذا علقه البخاري بصيغة الجزم كما في الفتح [ج3/419] ، وكل ما كان كذلك في صحيحه فهو صحيح، أفاده الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق . وقد جاء في فضلها في السنة أنها أفضل أيام الدنيا التي خلقها الله تعالى ، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: << أفضل أيام الدنيا أيام العشر >> أخرجه الهيثمي في المجمع [ج4/17] وقال رواه البزار وإسناده حسن ورجاله ثقات وهو في صحيح الجامع [ح 1133].وصحيح الترغيب والترهيب [1150]وقال صحيح لغيره . وكانت هذه الأيام أفضل أيام الدنيا لأنه اجتمع فيها أمهات العبادات ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح [2/576]: وهذا لاجتماع أمهات العبادة فيها وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيرها . ومما جاء في فضلها وفضل العمل فيها ما أخرجه البخاري في صحيحه [969] من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<< ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر – قالوا يا رسول الله ، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء >> أرأيتم هذا الفضل العظيم لذلك أقسم الله بها .. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :[ ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله فيهن العمل من هذه الأيام العشر ..]رواه أحمد [ج2/75] وقال أبو عبد الله بن عامر محقق كتاب لطائف العارف لابن رجب [ص354] صحيح وشواهده في الصحيح . قلت : يقصد بالصحيح الحديث الذي قبله . فانظروا يرحمكم الله إلى فضائلها:
1- أقسم الله بها ، وهو لا يقسم إلا على أمر عظيم ذو أهمية بالغة .. 2- وهي خير أيام الدنيا التي خلقها .
3- وهي من الأيام المعلومات ..
4- وهي من أيام الأشهر الحرم ..
5– والأعمال فيها أحب إلى الله من غيرها .
6- فلا يبلغ فضلها إلا رجل ضحى بنفسه وماله في سبيل الله ولم يرجع . 7- وهي من أحب الأيام إلى الله …
8– وفيها أيام الحج ، يوم التروية ..
9- وفيها يوم عرفات أفضل يوم طلعت فيه الشمس ، ويوم النحر يوم الحج الأكبر ، ويوم العيد وغيرها من الفضائل ..
وقيل أن الحسنات تضاعف فيها ،ويستلزم من ذلك تكفير السيئات فقد ذكر ابن رجب الحنبلي رحمه الله آثرا في ذلك وسكت عنها وأنا أورد لك شيئا منها فعن الحسن البصري أنه كان يحدث عن أنس بن مالك قال : كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم ويوم عرفة عشرة آلاف .
قال الحاكم صاحب المستدرك : هذا من المسانيد التي لا يذكر سندها عن رسول الله ، وروي في المضاعفة أقل من سنة وكلها إما ضعيفة أو موضوعة ،ورويت المضاعفة عن ابن عمر ومجاهد وقتادة وابن سرين ذكرها ابن رجب في لطائف المعارف [ص352].
فأيام كهذه فيها كل هذه الفضائل والمزايا ينبغي على العاقل أن يسارع ويبادر ويحرص الحرص الشديد على ما يستطيع أن يقدمه لنفسه من الأعمال الصالحات اغتناما لها في هذه الأوقات. أيهما أفضل العشر من ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان ؟ كنت قرأت موضوعا بعنوان : أفضل أيام الدنيا للشيخ محمد رسلان يذكر فيه أن ابن القيم فضل أيام العشر من ذي الحجة على أيام العشر الأخيرة من رمضان ،وأن ليالي العشر الأخيرة من رمضان أفضل من ليالي العشر من ذي الحجة ،فأعجبني ذلك في الأول وقلت به ، لكن سرعان ما تراجعت إلى ما رجحه الحفظ ابن رجب فيما نقله عن بعض أهل العلم فكتبت تعليقا عليه وللفائدة أنقله هاهنا : أما ما نسبه الشيخ محمد سعد رسلان حفظه الله لابن القيم من تفضيله أيام العشر من ذي الحجة على أيام العشر من آخر رمضان ، وليالي العشر الأخيرة من رمضان على ليالي العشر الأول من ذي الحجة فهو موجود في كتابه [زاد المعاد ج1/ص57-60 ]ونقله عنه جامع فقه ابن القيم يسرى السيد محمد [ج3/419]،وقد رده ابن رجب في كتابه لطائف المعارف[ص358].
وقال هذا بعيد جدا ،والتحقيق ما قاله بعض أعيان المتأخرين من العلماء هو أن يقال : مجموع هذا العشر أفضل من مجموع عشر رمضان وإن كان في عشر رمضان ليلة لا يفضل عليها غيرها والله أعلم . وهذا الجمع من هؤلاء العلماء المتأخرين هو جمع بين الأفضلية ، وليس جمعا بين القولين ، وإلا فالقول بتفضيل الأيام العشر من ذي الحجة أفضل من العشر الأواخر من رمضان وإليك أدلة الترجيح .
أولا: الشيخ فضل العشر أيام من ذي الحجة -والأمر كذلك- لأنها معلومة كما قال تعالى : {{…في أيام معلومات ..}} على الراجح من أقوال أهل العلم .
ثانيا : ولأن الله لما أقسم بها إنما أقسم بلياليها ، أما ليالي العشر من رمضان ففيها ليلة واحدة وهي مبهمة، والمعلوم أفضل من المبهم ، ففي المعلوم تعمل وأنت مطمئن ادارك فضله لأنه معلوم ، وفي المبهم تعمل وأنت غير متأكد من إدراكه. وقد ورد بعض الآثار في تفضيل ليالي العشر على غيرها ذكرها ابن رجب في كتابه المذكور آنفا فلتنظر.
ثالثا : قول النبي : ما من أيام أحب العمل الصالح فيها من هذه العشر يعني ذي الحجة : البخاري ومسلم ،وفيه ذكر الأيام وهي تشمل الليالي يبينه أن الله أقسم بليالها والنبي ذكرها. بأيامها فيجتمع فيها الليالي والأيام . والعدد فهي عشر أما ليلة القدر فهي واحدة ، مبهمة في ليال عشر ولا يكون النهار تابعا لها . وفي العشر أيضا : يوم التروية ، ويوم عرفة ، أفضل يوم طلعت فيه الشمس ، ويوم العيد يوم الحج الأكبر ، وفيها الحج وقد جاء في فضله : << من حج ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه >>. البخاري ومسلم ، فخروج العبد من ذنوبه ليصبح طاهرا كيوم ولدته أمه أفضل من عبادة ألف شهر مع عدم مغفرة ذنوبه وخروجه منها كيوم ولدته أمه .وهذه فائدة عزيزة فتح الله بها على العبد الفقير ، وله الحمد الشكر كما يحب ربنا ويرضى .والله أعلم . ومما يجدر التنبيه عليه من الأعمال التي ينبغي أن يحرص العبد عليها هي :
1- الحرص على أداء هذه الصلوات في أوقاتها وأن يداوم عليها محافظا لها، فالصلاة فضلها عظيم ويكفي في فضلها وشرفها أنها فرضت في السماء دون سائر العبادات الأخرى، هذا في سائر أيام السنة فكيف إذا أديت في أوقاتها على الوجه المشروع في هذه الأيام الفاضلة ، فيزداد فضلها أكثر ، والله ذو الفضل العظيم .
2- أداء الحج والعمرة فيها لمن استطاع فإنهما من أفضل الأعمال والقربات التي يتقرب بها إلى الله تعالى ، ويدل على فضلهما قوله صلى الله عليه وسلم :<< العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة >> رواه البخاري [ح 1793] ومسلم [1349]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه >> رواه البخاري [ح1521]ومسلم [ح 1350].فهذا الفضل في ذات الحج فكيف إذا كان في هذه الأيام – وهو ليس له أيام أخرى إلا هذه الأيام على خلاف العمرة – فكيف إذا كان في بلد الله الحرام ، فحينئذ لا تسأل عن فضله، ولهذا جُعل من المكفرات التي تكفر حتى الكبائر ، فمن حج ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .
3- صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها ، لأنه من الأعمال الصالحة التي يحبها الله ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :<< ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام >> فتبين أن جنس الصيام وهو من أعظم الأعمال والقربات التي يحبها الله تعالى كما سيأتي أيضا في الحديث القدسي ،فإذا خصه الله بنفسه بقوله :<< يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها >>رواه البخاري [ ح 1894] ومسلم [1151] فقد شرفه وفضله بإضافته إلى نفسه وتخصيصه به ،ومضاعفة أجره ، فكيف إذا كان الصيام في هذه الأيام الفاضلة ،فلا شك أنه يزداد فضلا ، فلا تفوت عليك هذا الفضل ، قبل أن تجدك أحوج ما تكون إلى حسنة واحدة ولا تجدها .
اختلاف العلماء في صيام العشر والدليل على أن الراجح هو جواز الصيام. وقد تستدل الذين قالوا بأن الصيام غير مشروع فيها بحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : < ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط> وفي رواية < في العشر قط> رواه مسلم [ح1176]. واستدل القائلون بالجواز بأدلة منها حديث حفصة رضي الله عنها قالت : < كان النبي لا يدع صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر > وهو حديث أخرجه الإمام أحمد في المسند [ج6/287] وأصحاب السنن ، وفي سنده بعض الاختلاف . وروي عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع صيام تسع ذي الحجة . قال ابن رجب رحمه الله في كتابه لطائف المعارف [ص 353] وكان عبد الله بن عمر يصوم العشر ، وقد تقدم عن الحسن وابن سرين وقتادة ذكر فضل صيامها، وهو قول أكثر العلماء أو كثير منهم . ويؤيد هذا المذهب قوله : صلى الله عليه وسلم :<< ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام >> فلا يشك أحد من أهل العلم ممن يعتد بهم أن الصيام داخل في العمل الصالح الذي هو أحب الأعمال إلى الله وخاصة في هذه العشر ، ومن أخرج الصيام من العمل الصالح الذي يحبه الله من هذه العشر فعليه الدليل ، وأما حديث عائشة الذي استدل به بعضهم فقد اختلف جواب الإمام أحمد وغيره من العلماء عن هذا الحديث فأجابوا مرة بأنه قد روي خلافه ، وذكروا حديث حفصة ، ومرة أشاروا إلى أن حديث عائشة مختلف في إسناده فأسنده الأعمش ، ورواه منصور عن إبراهيم مرسلا.. ومرة قالوا: وإذا اختلفت عائشة مع حفصة في النفي والإثبات تعمل القاعدة الأصولية ، وهي تقديم المثبت على النافي ، لأن المثبت عنده زيادة علم خفي على النافي . وأجاب الإمام أحمد مرة أخرى بأن عائشة رضي الله عنها أرادت أنه لم يصم العشر كاملا وحفصة أرادت أنه كان يصوم غالبه ،فينبغي أن يصام بعضه ويفطر بعضه . قال ابن رجب : وهذا الجمع الذي ذكر عن أحمد يصح على رواية من روى :ما رأيته صائما العشر ، أما من روى ما رأيته صائما في العشر فيبعد ـو يتعذر هذا الجمع فيه . ويؤكد جواز صيام العشر أن النبي صلى الله عليه وسلم : حث على صيام عرفات وهو بعض العشر فعن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :<< صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده >> رواه مسلم [ح1162] وغيره .وفي رواية :<< من صام يوم عرفة غفر الله له سنة أمامه وسنة بعده >>رواه ابن ماجة [1731].
4– قيام الليل : قيام الليل من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب بها إلى الله ،قال تعالى : {{ .. تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا.. }}وقال :{{.. وبالأسحار هم يستغفرون }} وقال صلى الله عليه وسلم :<< أطعموا الطعام وافشوا السلام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام >> فيكون يقوم العشر أفضل من سائر الأيام الباقية إلا ليالي العشر الأخيرة من رمضان ، وقد استحب قيام ليالي هذه العشر الشافعي وغيره من العلماء رحمهم الله كما ذكره الحفظ ابن رجب رحمه الله في كتابه المذكور آنفا .وكان سعيد بن جبير إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه وكان يقول : لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر .ذكره في حلية الأولياء [ج2/ 29].
5– التكبير والذكر في هذه الأيام لقوله تعالى : {{ ويذكروا اسم الله في أيام معلومات }}ولقوله {{ ولتكبروا الله على ما هداكم ..}} ولما جاء أيضا في حديث ابن عمر السابق وفيه :<< …فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد >> رواه أحمد [2/75] وقد جاء في صحيح البخاري معلقا بصيغة الجزم عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما كان يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما .الفتح [ج2/563]. فليغتنم الناصح لنفسه هذه الأيام ويكثر من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار والدعاء وخاصة يوم عرفة أفضل يوم طلعت عليه الشمس فقد جاء عن المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه :<< خير الدعاء يوم عرفة وخير ما قلته أنا والنبيون قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير >>رواه الترمذي [ح3585].
6– الإكثار من الأعمال الصالحة : من نوافل العبادات كالصلاة ، والصدقة ، وتلاوة القرآن ،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلة الرحم ، وإصلاح ذات البين ، والإصلاح بين المسلمين ، وغير ذلك ،مما يقرب إلى الله ويكون سببا في محبة الله تعالى للعبد :قال الله تعالى في الحديث القدسي :{{ … من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، وما زال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،فإذا أحببته كنت سمه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ورجل الذي يمشي لها ، ويده التي يبطش بها …>> رواه البخاري وغيره .
7– الحرص على الأضحية لمن يستطيع . تشرع الأضحية في يوم النحر وهو اليوم العاشر من الأيام العشر ، وهو يوم العيد ، ويوم الحج الأكبر ،وأفضل ما تقرب متقرب إلى الله فيه هو إهراق دم الأضحية في سبيل الله ، فيختار أحسنها وأغلاها وأنفسها عند أهلها اقتداء بسيد الخلق الذي امتثل أمر ربه في قوله سبحانه :{{ إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر }} << فقد ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمّ وكبر ووضع رجله على صفائحهما >>.ذكره البخاري [ح 5565].وكان يشدد على من كان له فضل سعة ولم يضح قال فداه أبي وأمي :<< من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا >> وهذا مما يؤكد هذه الطاعة والقربة ويجعل المسلم يرغب في التقرب بها إلى الله ، فإن لله حق الله أعظم على العبد من أضحية يشتريها بثمن بخس مقارنه مع النعم التي أنعم الله بها عليه دون مقابل بل أعطاه إياها وطلب منه أن يتقرب بها إليه ، ويخلفها له ، ويجازيه على ذلك أفضل مما قدم . الله أكبر أي إله هذا وأي رب هذا الذي يعطيك ثم يشتري منك بثمن لا يمكن أن تتصوره ولا يمكن أن تدرك قدره ، إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ، وهو الذي أعطاها لهم مقابل ماذا ؟ بأن لهم الجنة … والجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
8 –عدم الأخذ من الشعر والأظافر : وهذه العبادة خاصة بهذه الأيام ، فإذا كان المؤمن الذي لم يستطع أداء فريضة الحج ، وهو يرى ويسمع الملبين والمهللين بالحج من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ،يرى نفسه أنه قد حرم ذلك الفضل فقد شرع الله له عبادة عظيمة يشارك فيه الحجيج الذي لم يستطع أن يقوم به وهي أنه يحرم كما يحرم الحاج ويشاركه في بعض أعمال الحج ، فيمتنع عن أخذ شيء من شعره وأظافره ، ولم يؤمر بباقي الإحرام الذي يحرم على الحاج تخفيفا عليه ، فقال : << إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره >> رواه مسلم [ح5224].وفي رواية :<< فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي >>.وقد اختلف أهل العلم هل هذا خاص بمن اشترى الأضحية أو هو عام على جميع أهل البيت من المكلفين ، قالت طائفة هو خاص بالمضحي لقوله عليه الصلاة والسلام :<< إذا أراد أحدكم >> يخاطب من يريد الأضحية . وقالت طائفة بل هو عام في جميع المكلفين من كل أهل بيت وجدوا سعة وأرادوا أن يضحوا لقوله عليه الصلاة والسلام : << على كل أهل بيت أضحية >> والذي يمكن أن يرجح هو الثاني ، أي تعميم هذا الفضل حتى لايحرم منه الكثير ممن ضحوا ، فكما أباح النبي الاشتراك في البدنة والبقر ، فيحتسب لكل من اشترك في الأضحية بالاشتراك أنه ضحى ويعطى له الفضل فكذلكم صاحب البيت إذا ضحى يحتسب الأضحية عن كل أهل البيت وفضل الله واسع ، وأيضا حتى لا يحرم أهل بيت المضحي من الفضل الذي جعل في الإمساك عن أخذ الشعر والأظافر فإنها تعتبر عبادة من أفضل العبادات في هذه الأيام الفواضل . والله أعلم .
9 –أداء صلاة العيد وحضور الخطبة : فقد تفضل الله سبحانه على عباده بأن جعل لهم يومان يفرحون فيهما ، وشرع في اليومين عبادة يتقرب بها له سبحانه شكرا على ما من به عليهم ، وتلك العبادة هي الصلاة وحضور الخطبة وشهود الخير مع المسلمين ،في أول ما يفتتح به يوم العيد ،ثم يذهبون إلى الأكل والشرب والفرح والسرور بذبح الأضحية ، والأكل منها وإطعام المحتاجين في مشهد رائع من التواصل والتراحم والتضامن مما ينبأ عن الخير الذي امتاز به هذا أهل الدين ، ودرج على تطبقيه المسلمين ، فيا له من دين عظيم !!!
10 – التوبة والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب ، في هذه الأيام وفي غيرها من أيام السنة ولكن يتأكد هذا في هذه الأيام الفاضلة لأنها من الأيام المعلومات ، وهي من الأشهر الحرم التي يحرم فيها سفك الدماء وغير ذلك من المعاصي ، وقد قال بعض أهل العلم أن المعاصي تعظم في الأشهر الحرم وهي : رجب ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، وشهر محرم ، فاقتراف شيء من المعاصي فيها ليس هو كاقترافه في باقي الشهور لقوله سبحانه تعالى :{{ إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم …}} فتخصيصه النهي عن الظلم فيهن مما يدل على أن الظلم في غيرهن ليس كالظلم فيهن .ويتأكد هذا التعظيم للسيئات في العشر لأنها من أفضل وأحب إلى الله ، وهي من الأشهر الحرم التي نهى الله فيها عن الظلم ، ومثل هذا أن الذنوب تعظم ولا تضاعف -كما نسمعه من بعض الناس – إن إصابة ذنب في الحرم ليس كإصابته خارج الحرم لقوله تعالى :{{ ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }} فتخصيصه بإذاقة العذاب لمن يريد الإلحاد فيه يدل على أن مريد الإلحاد في غيره ليس كمريده فيه . فلا بد إذن من حفظ الجوارح فيها عن كل المحرمات لنيل الأجر والثواب والدرجات ، والرضا من رب البريات في جنات عرضها الأرض والسماوات ، وخاصة في يوم عرفات لأنه كما جاء عن المعصوم عليه السلام وأكمل الصلوات :<< يوم عرفة هذا يوم من ملك سمعه وبصره ولسانه غفر له >> رواه أحمد في المسند [ج1/ 329]وأبو يعلى في مسنده [2441]. ولا حرج في التوسع في بعض المباحات يوم العيد خاصة كالغناء للجواري ، واللعب الذي لا ضرر فيه ولو للكبار ، فإنه يتجوز في يوم العيد ما لا يتجوز في غيره ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :<< إن لكل قوم عيد وهذا عيدنا >>لأبي بكر لمّا استنكر وجود جاريتين تغنيان في بيت رسول الله قائلا : أمزمار الشيطان في بيت رسول الله ، فلم ينكر عليه رسول الله أنه مزمار الشيطان ، ولكن وجهه إلى حكم شرعي وهو أن هذا يوم عيد ويتجاوز فيه مالا يتجاوز في غيره بدليل وجود جاريتين تغنيان في بيت رسول الله بحضوره . فالغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة ، فما منها عوض ولا لها قيمة والمبادرة المبادرة بالعمل ، والعجل العجل قبل قدوم الأجل ، وقبل أن يندم المفرط على ما فعل ، وقبل أن يحول الموت بين المؤمل وبلوغ الأمل ، وقبل أن يصير المرء مرتهنا في حفرته بما قدم من عمل ، حيث لا يمكنه أن يستدرك الزلل . ورحم الله القائل : إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدني الأجل فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا فإنما الربح والخسران في العمل . والحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على سيد المرسلين وعلى أله وأصحابه أجمعين .
وكتب :
أبو بكر يوسف لعويسي
جزاكِ الله خيرا أُخيتي على الإضافة النافعة بإذن الله
وفقكِ الله لمرضاته
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وأعاننا الله وإياكم على اغتنام
هذه الأيّام المباركات فيما يرضي الله تعالى …آمين…
وفقكم الله