مسجد تينيس القديمة 2024.

مسجد بو معيزة- سيدي بومعيزة

الاسم : مسجد تينس القديمة
المكان : الجزائر ، تينس القديمة (على بعد 1 كلم من المدينة الحالية لتينس)
تاريخ/حقبة الإنشاء : بين القرنين 9 و11م
مستلزمات الإنشاء : حجر الحث الجيري، القرميد، الملاط الجيري ، الجبس، الآجور، الحجارة المنحوتة القديمة ، الزخارف من الرخام.
الحجم : 18،60م، 34،50م، قاعة الصلاة 32×15 م، علو الصومعة 15،40 م
ترميم :

سنة 1954 بعد الزلزال مدمر ، شهد المسجد عدة أشغال أدت إلى تغيير , بعد زلزال سنة 1980 أقيمت دراسة مؤقتة للحماية. وفي سنة 1996 نظمت عملية لرد الاعتبار للمعلمة من طرف الوكالة الوطنية للآثار.

من المحتمل حسب بورويبة أن الشرفاء الأدارسة الذين ينتسبون للرسول هم من بنوا هذا المسجد الذي يعد الأقدم في الجزائر حسب طراز جامع دمشق . هكذا وبفضل بلاطاته المتعامدة مع جدار القبلة فإن هذا المسجد يستقي أصوله من مسجد الرسول بالمدينة الذي شكل نموذجا اتبعه مصممو الجامع الكبير بدمشق. ومن تم، فإن هذا المسجد يعتبر مثالا مغربيا لطراز وضعت أسسه في مصر (مسجد عمر بالفسطاط، القرن 7 م) أو سوريا ونجده مجسدا أيضا في مسجد القرويين الأصلي (القرن التاسع الميلادي).

تلتصق بالواجهة الشمالية للمسجد قاعة للوضوء وصحن صغير يوجد به ضريح مغطى بقبة مثمنة الأضلاع تحتضن حسب الرواية رفات الولي الصالح سيدي لمعمر. وعلى غرار مساجد دمشق وقرطبة والقيروان وحسان بالرباط فإن قاعة الصلاة معمدة. يتم الولوج إليها عبر باب خارج عن محور المحراب بالحائط الشمالي. وهي تتكون من خمس بلاطات متعامدة مع جدار القبلة مقسمة إلى 11 أسكوبا أربعة منها تتوفر على أقواس موازية لجدار القبلة، وهو مايشكل تداخلا بين التصميم ذو البلاطات المتعامدة (مسجد دمشق) والتصميم ذو البلاطات الموازية لجدار القبلة ( مسجدي الأقصى وقرطبة). كانت هذه القاعة في الأصل مغطاة بسطوح يرجع بعض الباحثين أصلها إلى الفترة الرومانية في حين يرى فيها البعض الآخر تأثيرا مباشرا لمساجد بلاد إفريقية ( تونس).

يقدم مسجد تينس أقدم مثال لمحراب ذو تصميم متعدد الأضلاع وكوة مثمنة الأضلاع. وهو نموذج اتبع من بعد في كل المساجد الوسيطية للغرب الجزائري تحت تأثير المساجد الكبرى للقيروان وقرطبة اللذين خلقا قطيعة مع الكوات ذات الشكل التقليدي المنحني الأضلاع. يميل محراب تينس بمقدار بلاط في اتجاه الشرق وتتقدمه قبة بارزة على السطح محاطة بأربع شرافات في الأركان. وحسب بوروبية فإن هذا الميلان كان متعمدا في الأصل بغرض احترام التصميم المديني.

سبق استعمال كتف العقد لربط هذا الأخير بالتيجان بمصر بمسجد عمر وبعد ذلك بإفريقية خلال القرن التاسع ( تونس والقيروان) وما تبنيه من قبل تينس القديمة إلا دليل على التأثير الواضح لمصر.

ويشبه مسجد تينس إلى حد كبير جامع القيروان من حيث أعمدته 39 الأسطوانية التي تعلوها تيجان عتيقة ذات أشكال ومقاييس مختلفة وبفضل انتظام وتناسق أقواسه وأكتاف عقوده المربعة والمستطيلة. ونجد فيه عدة أشكال للعقود كالعقد المنكسر والمتجاوز الذي يكون رأسه مكسورا طبقا للتقاليد الإفريقية للقرنين 9 و10 (جامع القيروان، رباط سوس، مسجد المهدية، ومسجد صفاقس)

يحتضن هذا المسجد أقدم محراب ذو إطار أفقي وهو مزين بشريطين عموديين وثلاثة أقواس عالية كما هو الحال في مسجد قرطبة. العقود المستعملة في مسجد تينس ذات جنبات متناسقة مع الأعمدة الأسطوانية التي تعلوها تيجان مأخوذة من المعالم الرومانية للجهة والتي تندرج في الطراز الدوري، الأيوني والكورنثي، وطرازين إسلاميين فقط هما الطراز الحمادي والزيري. هادان الأخيران يستقيان عناصرهما من الزخرف النباتي (ورقات القرنفليات) . ونجد أيضا تقنيات الزخرفة النباتية المحززة والزخرف الإبيغرافي الذي يزين أكتاف العقود

القعدة