تخطى إلى المحتوى

محمـد رآسـم فنان المنمنمات الجزائري 2024.

محمد راسم، فنان المنمنمات الجزائري.

القعدة

ولد الفنان محمد راسم عام 1896 من أسرة عريقة في ضروب الفن التشكيلي، وقد اهتم منذ نعومة أظافره بفن المنمنمات متمكنا منه بسرعة مذهلة و ذلك بمساعدة أعضاء أسرته. فيما بعد، كرس محمد راسم جل حياته لهذا الفن الذي ساهم بقدر كبير في ذيوع صيته.

حاول محمد راسم، من خلال منمنماته، و انطلاقا من صميم قناعته، إعادة بعث ما ولى من تراث الحضارة الجزائرية المجيد الغني بالقيم الإسلامية الأصيلة.
و قد قدم لنا أعمالا رائعة و فريدة من نوعها، غنية الألوان، مثل تلك السفينة البربرية المندفعة بقوة أشرعتها في عرض مياه الجزائر مستحضرا بذلك العهد المجيد للقرصان الجزائريين أو ذلك الفارس العربي العظيم ذو الطلعة البهية و الجموح والذي يذكر بالمواكب الجامحة و الصاخبة لفرسان الأمير عبد القادر، إضافة للعديد من التحف الرائعة التي تكفلت بوصف عادات و تقاليد الحياة الجزائرية العريقة.
القعدة
القعدة
تمكن محمد راسم بواسطة عبقريته وتحرياته العلمية من إثراء هذا التراث الفني من دون المساس بأصالته، و ذلك مع الحفاظ على التقنيات الجمالية الخاصة بفن المنمنمات. و قد اتسمت الأعمال التي قام بها محمد راسم، بالدقة و الصبر و ثبات اليد في التنفيذ، بالشاعرية و الحس الجمالي في التعبير إضافة إلى حسن اختيار الألوان.
بعد تحصله عن جدارة على الجائزة الفنية الكبرى للجزائر عام 1933 إضافة إلى وسام المستشرقين، عرضت أعماله في كافة أنحاء المعمورة حيث تم اقتناء العديد منها من طرف عدة متاحف ذات شهرة عالمية مؤكدة.
اقتنع محمد راسم أن المقاومة يمكن كذلك خوضها على الجبهة الفنية. لهذا السبب حاول جاهدا أن يحمل إنجازاته علامات الإبداع، العظمة و الفخر كما كانت عليه حال الجزائر قبل الحقبة الاستعمارية و كما كان يريدها بعد استعادة استقلالها. كان يريد أن يوقظ كرامة الشعب الجزائري، أن يثير غيرته، جدارته و حنينه. و قد قادته بذلك قناعاته العميقة، النابعة من روح الحرية، إلى لقاء شعبه و وطنه في سبيل تصحيح تاريخهما الذي حرفه الاستعمار.
القعدة
عمل محمد راسم لفترة طويلة كمدرس في معهد الفنون الجميلة، وقد جمعت منمنماته في عدة مؤلفات، منها: "الحياة الإسلامية في الماضي" و "محمد راسم الجزائري".

بعيدا عن الطرق التقليدية و القديمة لمنمنمات و زخارف المدارس الفارسية و التركية، التي ولى عهدها، منذ القرن الثامن عشر، وضع محمد راسم أسس مدرسة المنمنمات الجزائرية. و قد كان له الفضل أيضا في تكوين العديد من أجيال التلاميذ الحاملين لفنه و الذين تمكنوا بموهبتهم من الرقي إلى سلم الشهرة و المحافظة على فنه و إثرائه.
توفي محمد راسم و زوجته بالأبيار، عام 1975، في ظروف أليمة و غامضة لم يتم توضيحها لحد الساعة. و مازال يعتبر أكبر فناني المنمنمات في القرن العشرين.

المصدر : موقع رئاسة الجمهورية

دعوآتــكم …
و السلام عليكم
:
.

شكرا معلومات مفيدة هادا قرينا عليه صح
شكراو صح فطورك

القعدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.