أجاب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
درس شرح باب المناسك من كتاب زاد المستقنع
لأبي النجا المقدسي الحنبلي رحمه الله
الجمعة 25/ذو الحجة/1430هـ الموافق 12/11/2017م
جواب الشَّيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
اختلف العلماء رحمهم الله في الرُّكوع قبل الدُّخول في الصَّفِ، فمنهم من نهى عنه لأنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم لمَّا رَكَعَ أبو بكر دونَ الصَّفِ قال: " زَاَدَكَ اللهُ حِرْصًا وَلَا تَعُدْ " وقالوا هذا يُحملُ على المنع؛ وقال آخرون ومنهم خمسة من الصَّحابة رضوان الله عليهم، منهم ابن مسعود، ويُروى ذلك مرفوعاً عن النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم رواه ابن الزُّبير، وهو أنَّه إذا دَخَلَ المسجدَ وجد النَّاسَ ركوعاً يركع ويدخل دَابّاً ما لم طبعاً يتَّسع المسجد كالمسجدِ الحرامِ؛ المقصود أنَّه قد قال ابن الزُّبير (( مِنَ السُنَّة إِذَا دَخَلَ المْسَجْدَ وَوَجَدَ النَّاسَ رُكُوعاً يَرْكَعُ وَيَدْخُلُ فِي الصَّفِ )).
ويُجمع بين هذا الحديث وبين " وَلَا تَعُدْ " كما ذَكَرَ العلَّامة الألباني في كتابة [تمام المِنَّة]: (( أَنَّ هَذَا يُحْمَلُ عَلَى شِدَّةِ الْعَدْوِ )) لأنَّ الأصل الجمعُ بين النُّصوص ولأنَّ خمسة من الصَّحابة فعلوا ذلك رضوان الله عليهم ولم ينكر عليهم أحدٌ ذلكَ، منهم ابن مسعود؛ فإذا دخلتَ المسجد ووجدتَ النَّاسَ ركوعاً وأردتَ أن تُدركَ فلكَ أن تركعَ وتدخلَ راكعًا في الصَّفِ ما لم يراك بعضُ العامَّةِ الَّذين إذا رأوك تصنع ذلك اتَّهموك في عقلك أو دينك، من باب قول عليّ (( حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، هَلْ تُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ ))، نعم، فهنا مَهِّدْ لهذه السُّنَّة قبل أن تفعلها؛ ولك إن ما وجدت إلَّا واحد ينظر إليك أن تفعلَ وترصدَهُ لأنَّه سيُبلِّغ أوَّل ما يخرج، يقول "شفت بعض المطاوع يفعلون كذا وكذا"، فارصده لأنَّه في الغالب يكون واحد داخل معك أو اثنين، ارصده، فإذا فعلتَ هذه السُّنَّة وقضيتَ صلاتكَ فاذهب إليه، قل " إنَّما فعلت ذلك لأنَّه قد وَرَدَ كذا وكذا وكذا، وقال من العلماء هذا كذا وكذا وكذا " حتَّى لا تجلبَ الكلامَ على أهلِ الدِّينِ، نعم، يقول ابن تيميَّة (( الْمَطَابِعْ أَشْيَاءْ غَرِيبَة )) يقعد تعول وينشرون، نعم، فيكون هذا يؤثِّر على الدَّعوة وإلَّا لا؟، طيِّب.
الله يجعل ما سطرته شفيعا لك يوم القيامة
حفظك الباري