إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ..
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }..
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }..
{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً }..
أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ..
وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..
وشرَّ الأمور محدثاتها ..
وكل محدثة بدعة ..
وكل بدعة ضلالة ..
وكل ضلالة في النار ..
عباد الله ..
والله إنها لمصيبة عظمى ..
وطامة كبرى ..
ورزية ما بعدها رزية ..
والله إنها لمصيبة عظمى ..
وطامة كبرى ..
ورزية ما بعدها رزية ..
ففي الوقت الذي ..
يُمزَّق الإسلام وأهله في كل مكان ..
والعدو يستولي على الثروات ..
والدماء المسلمة تُهدر رخيصة في فلسطين والعراق ..
وبينما الإسلام يأن ويشتكي ..
إذا بإعلامنا بكل وسائله وقنواته ..
يدعو الأجيال ويربيهم على الانحلال والضياع ..
فلا ترى في إعلامنا إلا ..
إختلاط ، ورقص ، وغناء ، وفجور ، وفسق ، وتنافس على المنكرات ..
كلما أراد الجيل المسلم الاستيقاظ ..
خدروه وحاربوه ..
حرب على الفضيلة في كل مكان ..
والهدف من ذلك ..
إنشاء وتربية جيل خاضع ، وخانع للكفار ..
ثقافته ..
موسيقى ، ورياضة ، وألحان ..
هدفه ..
إشباع الغرائز ..
واتباع الشهوات ..
إنها خطة ساقطة ومهينة من عبَّاد الدرهم والدينار ..
هل نجحوا ؟!..
للأسف ..نعم ..
للأسف ..نعم ..
وأفسدوا ملايين من الفتيان والفتيات ..
أفسداو ملايين من الفتيان والفتيات..
فويل لهم ..ثم ويل من غضب الجبار ..
قال الله : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } ..
عباد الله ..
لقد ارتكبت أمة الإسلام بالأندلس بالأمس ما حذَّر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال :
( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون ..
الحر ، والحرير ، والخمر ، والمعازف ) ..
فخالفوا الأوامر ..
واتبعوا الشهوات ..
واتخذوا القينات ، والمعازف ..
وأنفقوا الأموال الطائلة ..
وأهدروا ثروات الأمة في سبيل ذلك ..
بل ..أصبح المرضى يُعالجون في المستشفيات بالموسيقى والألحان ..
فحلَّ بهم بلاء عظيم استأصل شأفتهم ولم يبقَ منهم أحد { وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ..
بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم
يا من لذلة قوم بعد عزهم
فقد سرى بحديث القوم ركبان
واليوم هم في بلاد الكفر عبدان
أحال حالهم كفر وطغيان
وها نحن اليوم ..
نكرر نفس الخطأ ..
ونسير على خطى الهالكين ..
إنه الغناء ..
الذي دمَّر الأولين ..
وسيدمر الآخرين ..
إنه الغناء _ عباد الله _ ..
الذي خدَّر الأمة ..
وجعلها في آخر الركب ..
بعد أن كانت في أوله ..
وكانت قائدة ورائدة العالمين ..
يالله ..
ماذا جرى لأمتنا ..
وأصبحت ترفع وتكرِّم الساقطين والسافلين..
يا سبحان الله ..
بعد أن كانت الجامعات العربية تعقد الاحتفالات والمؤتمرات ..
لتكريم المتميزين علمياً ، وأخلاقياً ..
تبدل الحال ..
وأصبحوا يكرمون ..
صاحب أحسن رقصة ..
وصاحبة أحسن أغنية ..
سبحان الله ..
بعد أن كنا ..
ننام ونستيقظ على الأذان ..
أصبحنا ..
ننام ونستيقظ على الألحان ..
يملأون الوجود براً ونوراً
وإذا اللحن صيحةٌ من رفيع
فغدت أمتي مع اللحن سكرى
يتغنى به الأباة الصيد
حين يصحو على الأذان الوجود
وإذا الترس في المعامع عود
يرسل اللحن فاجرٌ عربيد
بل لقد بلغ بنا الضياع _ عباد الله _ ..
أنَّ دولة عربية منحت غانية ، مزواجة ، وماجنة لعوباً ..
لقب فارس ..
منحوها لقب فارس ..
يوم أن قلَّ الفرسان ..
وقلدوها أرفع وسام في حفل رسمي ضمَّ القادة والسادة ..
يقولون بطلة ..
وهي _ والله _ ..ساقطة ..
يقولون أججت في الشباب روح التضحية ..
وهي ..أماتت الشهامة ، وقتلت الحماس ..
يقولون فنانة ..
وهي ..فاجرة ، خليعة ..
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
( من ورائكم أيام خدَّاعات يُصدَّق فيها الكاذب ، ويُكَّذب فيها الصادق ، ويُؤتمن فيها الخائن ، ويُخوَّن فيها الأمين ) ..
ألسنا في زمن تُسمى فيه الأشياء على غير مسمياتها !!..
أليست هذه هي العلامات !!..
سبحان الله ..
كان اللحن أذاناً ..
فصار عوداً ولحنا..
كنا أحياءً ..
فصرنا كالأموات وإن كان بنا حراك ..
ويح أمتنا ..
صارت تأمر بالمنكر ..
وتنهى عن المعروف ..
بعد أن كانت معرزة مكرمة ..
أضحت لقمة للآكلين والجبناء ..
كان شعارها الآخاذ ..
الله أكبر ..
لكنها استبدلت الأدنى بالذي هو خير ..
كانت تجارتها ذكراً لله ، وجهاداً ..
فأصبحت تجارتها رذائل سموها فنوناً ..
عليها تنام وعليها تفيق ..
عباد الله ..
كانت انتصاراتنا تملأ الكون طولاً وعرضاً ..
انتصارات حققناها على أكتاف الرجال ..
بالسيف ، والسلاح ، والمدفع ، والدبابة ..
فاسمع ماذا جرى ..
اسمع _ رعاك الله _ ماذا جرى ..
يقول شاعر القدس يوسف العظم:
بعد هزيمة حزيران ، وضياع الأقصى ، واحتلال سيناء ، والجولان ..
_ يقول _ كنا نتابع الأخبار عبر المذياع ..
نستمع إلى صوت المذيع المعروف أحمد سعيد ..
وهل من عربي يجهل أحمد سعيد ..
ذلك السعيد التعيس ..
الذي زرع البحر بطيخاً ..
سمعناه قبيل إعلان سقوط سيناء والجولان ..
سمعناه يطمئن العرب الذين استقوا أنباءه الصادقة من مذياعه العتيد ..
من صوت العرب ..
سمعناه وهو يزمجر كانه أسد وإذا به قطة ..
سمعناه يزمجر كأنه أسد وإذا به قطة ..
معذرة لا أريد ثناء عليه فلربما استأسدت القطة ..
سمعناه يخاطبنا وكأننا أغنام ..
سمعناه يقول والمعركة على أشدها ..
بشرى يا عرب ..بشرى يا عرب ..
_ يقول _ فخُيّل إلينا أنَّ نصراً حاسماً قد حققناه ..
يقول شاعرنا :
كنت يومها أستعد للزواج ..
فقلت لعلني أقضي عرساً هنيئاً في الناصرة أو في حيفا ..
وكم كانت الصدمة موجعة حين سمعت بشارته ..
وهو يقول :
أبشروا يا عرب ..أبشروا يا عرب ..
أم كلثوم معكم في المعركة ..
شادية تقاتل معكم ..
فادية كامل تناضل إلى جانبكم ..
فانهزمنا ..
وتقابلت مع عروسي على الجسر المتهدم ..
وكان عرساً مشبعاً بمرارة الذلّ والهوان ..
وكيف لقلب مسلم يغار على دين الله وعلى حمى الإسلام ..
فلا ينفطر ألماً حين يرى غانية تقود أمتنا في الحرب ..
وكم لعوب تهاووا عند أرجلها
الدق الرق والمزمار عدتنا
والجيش في الزحف قد ألهته مغناة
كما تهاوت على نار الفراشات
والخطب عدته علم وآلات
حصل ما حصل ..
واُحتلت ديارنا ، وبلادنا ، وصحراؤنا ، وهضابتنا ..
ولم نستفد من الدرس ..
ولم نستفد من الدرس ..
بل قست قلوبنا ..
وساءت أحوالنا ..
واجتهد أعداؤنا في القضاء على البقية الباقية فينا ..
ولم يجدوا سلاحاً أفتك فينا ..
من الكأس ، والغانية ..
وسلطوا علينا ..
عبَّاد الدرهم والدينار من أصحاب الشاشات والقنوات ..
والله ..
ما تتناقله وسائل إعلامنا ..
من موسيقى ، وألحان ..
ودعوة إلى الخنا ، والفجور ..
لأكبر شهادة ..
على خيانة هذا الأعلام ..
ووقاحته ..
وأنه أكبر عميل للأعداء ..
وها هي ثمرات التربية الإعلامية الخائنة تظهر لنا في كل مكان ..
لقد ربوا لنا أجيالاً ..
لا نعرف من إسلامها إلا الأسماء ..
أما الأشكال والهيئات فلقد قلدوا وتشبهوا بالكفار ..
ربوا لنا أجيالاً ..
هجرت المصاحف والمساجد ..
وتسجد عند أقدام المطربات والراقصات ..
ربوا لنا أجيالاً ..
بدلت الخنادق بالمراقص ..
وبدلوا البنادق بكؤوس الخمر المترعات ..
ربوا لنا أجيالاً ..
تعيش على اللمسات الحانية ، والنغمة الهادئة والصاخبة ..
وما أكاديمي ستار ..
إلا ثمرة من ثمرات الموسيقى والألحان ..
فماذا تنتظرون ؟!..
ماذا تنتظرون ؟!..
من جيل الموسيقى ، والألحان ..
وجيل أكاديمي ستار ..
هل تريدون من هذا الجيل ..
أن يحرر الأقصى ..
أو يسترد الجولان ..
أو أن يطرد الغزاة من العراق ..
كلا ..
هؤلاء سيكونون قنوات لعبور العدو ..
وألعوبة في يده ..
وعبيد يشتاقون لمن يمسك بخطامهم ..
لن ينصروا قضية ..
ولن يطلبوا حقاً ..
ولن يمنعوا دياثة ..
ولن يحفظوا شرفاً ولا كرامة ..
أمثال هؤلاء ..
سيسلمون للعدو مفاتيح الحصون الأخيرة من حصون الإسلام ..
وسيرقصون معهم على الأوتار ، والألحان..
بل سيتبادلون معهم الكؤوس ..
وسيلعبون معهم القمار ….
نعم ..
هناك منافقون ، وعملاء ، ومنبطحون ، ومطبلون ..
لمن لم نكن نظن أن لهم مشجعون بالملايين ..
ومتابعون لا يحصي عددهم إلا الله ..
يا الله..
وصلت مجتمعاتنا إلى درجة من الدياثة ..
حتى تُعرض القُبل ، والرقصات ، والضم ، واللم ، بل أكثر من ذلك ..
على مرأى ، ومسمع من العالم ، وعلى الهواء مباشرة ..
يا الله ..
أين مبادؤنا ؟!!..
وهل حقيقة نعي وندرك ما يجري حولنا ؟!!..
إذا مات الإسلام في قلوبنا ..
فأين نخوة العربي الأصيل ؟!!..
ألهذا الحد تخنّث الرجال !!..
ألا واأسفاً على الدين ..
واأسفاً على الرجولة ..
أقسم بالله العظيم ..
أنَّ مجتمعاً يتربى على مثل هذا ..
فلا خير فيه ..
ولا يستحق البقاء ..
ولا يُرجى منه يوماً أن يغار ، أو يفزع للإسلام ..
وبذلك يكون اليهود ، وعبَّاد الصلبان ، وعملاؤهم ..
قد نجحوا ..
في تغريب مجتمعاتنا ..
وسلخها من هويتها ..
فلا دين ..
ولا عزة ..
ولا حتى أدنى كرامة ..
إنهم يمزقون الفضيلة ..
إنهم يمزقون الفضيلة ..
وينحرون الحياء والعفاف..
عروض يومية مسموعة ، ومرئية ..
ومشاهد حقيرة ، وساقطة ، ومائعة ..
يراها كل شبابنا وبناتنا ..
لتزرع في نفوسهم ..
أبشع صور السقوط ، والانحطاط ..
ومع التكرار ، والاستمرار ..
تصبح الرذيلة ..
أمراً طبعياً في حياتنا ..
وتصبح الفضيلة ..
في حياتنا تخلفاً ..
ويصبح الحياء ..
عقداً نفسية ..
ويصبح العفاف والطهر والستر ..
رجعية ، وغباء ..
ولا زلنا نقدم لهم التنازلات علهم يرضون عنا ..
فهل سيرضون ؟!..
أنا أقول لكم متى سيرضون !!..
لن يرضوا حتى ..
تدخل الفاحشة والرذيلة كل بيت ..
ولن يرضوا حتى ..
يُرتكب الزنا في الطرقات ، والحدائق ..
بل وعند أسوار المساجد ..
والله لن يرضوا حتى ..
يقول الأب لابنته : لا تتأخري مع أصحابك ، وانتبهي لا تجلبي لنا ذلّ وعار ..
تدرون متى سيرضون ؟!..
سيرضون ..
إذا تحوَّل المسلمون جميعاً إلى يهود ، ونصارى ، وكفَّار ..
وما أظنهم سيرضون ..
وما أظنهم سيرضون ..
عباد الله ..
احتلت المعازف أكثر يوت من المسلمين ..
حتى صارت من الضروريات عند الكثير منهم ..
حتى عند النوم ..
بدل أن ننام على ..
ذكر وقرآن ..
ننام على ..
موسيقى هادئة ، وألحان ..
فُتن بها ..
الرجال ..والشباب ..والنساء ..والأطفال ..
فكانت النتيجة قلة الغيرة ..
شغلت بغير مرضاة الله ..
ضُعف الإيمان ..
الذي يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان ..
ومن أعظم آثارها ..
عدم التأثر بالقرآن ..
عدم التأثر بالقرآن ..
قال ابن القيم ..
ثقل الكتاب عليهم لما رأوا
واللهو خفَّ عليهم لما رأوا
في قلب عبد مؤمن لا يجتمعان
تقييده بشرايع الإيمان
ما فيه من طرب ومن ألحان
انظر حولك ..
لترى عجب العجاب ..
كم رأينا ..
رؤوساً تهتز على أصوات المزامير ..
كم رأينا ..
أجساداً تهتز على نغمات الألحان ..
الرجال يتمايلون !!..
نلوم النساء إن تمايلنَ..
فكيف إذا تمايل الرجال ؟؟!!..
ثم تقرأ عليهم آيات القرآن ..
وعد ، ووعيد ..
وجنة ، ونار ..
قليل هم الذين يتأثرون ..
عباد الله ..
ماذا تعني لنا كلمة حرام ..
لماذا لا نقف عندها ؟!..
ولماذا لا نتدبر فيها ؟!..
من الذي أحلَّ الحلال ؟..
ومن الذي حرَّم الحرام ؟..
أليس هو الله ؟؟!!..
فإليك الأدلة من الكتاب والسنة على حرمة الغناء ..
قال الله : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ }..
سئل ابن مسعود رضي الله عنه _ وهو أعلم الناس بالقرآن _ فقال :
والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء ..
والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء ..
قالها ابن مسعود أكثر الصحابة تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وعالم من علماء القرآن ..
قال عبد الله بن عمر : هو والله الغناء ..
وكذا قال الحسن البصري وغيره من العلماء ..
قال الله أيضاً : { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ، وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ، وَأَنتُمْ سَامِدُونَ ، فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا } ..
قال ابن عباس : هو الغناء بالحميرية ..
اسمدي لنا : يعني غني لنا ..
وابن عباس حبر الأمة ، وترجمان القرآن ..
أيضاً قال الله للشيطان : { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ } ..
قال مجاهد : هو الغناء ، والمزامير ..
ومجاهد هذا عالم من علماء القرآن والتفسير ..
أما من قول نبينا صلى الله عليه وسلم فقد قال :
(ليكونن من أمتي أقوام يستحلون ) ..اسمع ( يستحلون الحر ، والحرير ، والخمر ، والمعازف ) ..
تأملت في قوله يستحلون ..
يعني أنها حرام ..
فيجعلونها حلالاً اتباعاً للأهواء ..
{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } ..
وجاء عند الترمذي وغيره من حديث أنس وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( صوتان ملعونان فاجران أنهى عنهما صوت مزمار ورنة شيطان عند نغمة ومرح ، ورنة عند مصيبة ، لطم خدود ، وشق جيوب ) ..
وفي لفظ آخر : ( صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة ) ..
فماذا بعد كلام الله ورسوله ..
فماذا بعد كلام الله ورسوله ..
يقول ابن القيم رحمه الله عن الغناء :
فلعمر الله ..
كم من ..
حرة صارت بالغناء من البغايا ..
وكم من ..
حرّ أصبح به عبداً للصبيان وللصبايا ..
وكم من ..
غيور تبدل به اسماً قبيحاً بين البرايا ..
وكم من ..
ذي غنىً وثروة أصبح بسببه على الأرض بعد المطارق والحشايا ..
وكم من ..
معافى تعرَّض له فأمسى وقد حلت به أنواع البلايا ..
فسل ذا خبرة ينبيك عنه لتعلم كم من خبايا ورزايا ..
وحاذر إن سُنَّت به سهاماً مريشة بأهداب المنايا ..
إذا ما خالطت قلباً كئيباً تمزق بين أطباق الرزايا ..
ويصبح بعد أن قد كان حراً عفيف الفرج عبداً للصبايا ..
ويُعطى من به غنى غناءً وذاك منه من شرّ ال****ا ..
قلت ..
الله المستعان ..
الله المستعان ..
هذا كلام ابن القيم في ذلك الزمان ..
فكيف لو رأى شاشاتنا ..
ورأى قنواتنا ..
ورأى الفيديو كليب وملحقاته ..
ماذا سيقول عنا ؟؟!!..
كم أطعت النفس إذا أغويتها..
وعلى فعل الخنا ربيتها ..
كم ليالي لاهياً أنهيتها..
إنَّ أهنأ عيشة قضيتها ..
ذهبت لذتها ..والإثم حل ..
رأى شيخ الإسلام شيخاً كبيراً وحوله صبيان يعزفون ويرقصون ..
فقال : يا أيها الشيخ ..
إن كان هذا طريق الجنة ..
فأين طريق النار ؟!..
إن كان هذا طريق الجنة ..
فأين طريق النار ؟!..
فهل من توبة عباد الله ..
فهل من توبة عباد الله ..قبل فوات الأوان ..
اسمع واعتبر قبل أن تقول : { يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ} ..
عن أبي هاشم الصوفي رحمه الله قال :
أردت البصره يوماً ، فجئت إلى سفينه أركبها ..
وفيها رجل ، معه جاريه ، فقال لي الرجل : ليس ها هنا موضع ..
فسألته الجاريه أن يحملني ، ففعل ..
فلما سرنا دعا الرجل بالغداء فوُضع ..
فقالت الجاريه : ادع ذاك المسكين ليتغدى معنا ..
فجئت على أنني مسكين ..
فلما تغدينا قال : يا جاريه هاتِ شرابك ، فشرب ..
وأمرها أن تسقيني ..
فقالت : يرحمك الله إنَّ للضيف حقاً ، فتركني ..
فلما دبَّ فيه الشراب ..
قال : يا جاريه هاتِ عودك ، وهاتِ ما عندك ..
فأخذت العود ، وغنَّت ..
ثم التفت إلي فقال : أتحسن مثل هذا !!..
فقلت : عندي ما هو أحسن منه ..
فقال :هات ما عندك ..
فقلت : أَعوذُ بِاللهِ مِنَ الشَيْطَانِ الرَّجِيْم ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ، وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ، وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ، وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ، وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ، وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ، وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } ..
حتى بلغ { وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ } ..
قال : فجعل الرجل يبكي بكاءً شديداً ..
فقال : يا جاريه اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى ..
ثم ألقى ما معه من الشراب ، وكسر العود ..
ثم دعاني ، فاعتنقني ، وجعل يبكي ويقول :
يا أخي أترى أنَّ الله يقبل توبتي ؟!..
فقلت : { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } ..
فتاب ..
واستقام ..
وتبدل حاله ..
قال : وصاحبته بعد ذلك أربعين سنة حتى مات ..
فرأيته في المنام فقلت له : إلى ما صرت ؟!..
فقال : إلى الجنه ..
فقال : إلى الجنه ..
قلت : بماذا ؟!..
قال : بقراءتك علي { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ }..
قال : بقراءتك علي { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } ..
هنيئاً لهم يسمعون القرآن فيتوبون ..
وعن المعاصي يقلعون ..
فما بالنا تقرأ على كثير منا الآيات ..
فلا هم يتوبون ..
ولا هم يذكرون ..
روى لي أحد الثقات قائلاً ..
شهدت حادثا شنيعاً في يوم من الأيام القريبة الماضية ..
سيارة مسرعة ارتطمت بعد تقلبها بشجرة من الشجرات ..
فاجتمع الناس من حول السيارة المنكوبة ..
وكنت معهم _ يعني صاحبي _ ..
وفي السيارة كان شاب لعله في آخر اللحظات من العمر ..
ولعله مع الموت في سكرات ..
كل من اقترب من السيارة وشاهد المنظر تأثر ..
والذي زاد الأثر والتأثر ..
صوت الموسيقى ..
صوت الموسيقى المنبعث بقوة من مسجل السيارة ..
حاول البعض إسكاته وإطفاءه ولكنهم لم يستطيعوا ..
يقول : حتى قمت أنا بكسره بحجر وتمَّ إسكاته ..
ثم أخذنا نردد على الشاب وهو في ساعة احتضاره ..
قل : لا إله إلا الله ..قل : لا إله إلا الله ..
فأبى أن يقولها ..
أبى أن يقولها ..
حاولنا معه مرات ومرات ..
ولكنه لم يستجب لنا ..
حتى فاضت روحه ..
وتوقف قلبه ..
وسكتت أنفاسه ..
وفي تلك اللحظة الحرجة ..
ساعة خروج الروح ..
في تلك اللحظة لحرجة ..
انطلق صوت نفس الأغنية التي كانت في مسجل السيارة من جواله الذي كان في جيبه ..
انطلق صوت نفس الأغنية التي كانت في مسجل السيارة من جواله الذي كان في جيبه ..
فأخذ الناس حول السيارة يبكون ويرددون : { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } ..
خانتهم الأغاني ..
غرتهم الأماني ..
وضحك عليهم الشيطان ..
شبابنا يموتون ..
على غير لا إله إلا الله
شبابنا يموتون ..
على المعازف والألحان ..
وصدق الرحمن حين قال للشيطان : { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } ..
قال رجل لابن عباس :
أفتني في الغناء ! حلال هو أم حرام ؟!..
فقال ابن عباس :
لا أقول حلالاً إلا ما أحلَّ الله ..
ولا أقول حراماً إلا ما حرَّم الله ..
لكن قل لي _ يقول ابن عباس للرجل _ ..
لكن قل لي : إذا اجتمع الحق والباطل يوم القيامة فأين يكون الغناء ؟!.
فقال الرجل : مع الباطل ..
فقال ابن عباس : اذهب .. فلقد أفتيت نفسك ..
وهل بعد الهدى إلا الضلال ..
فاتقوا الله ..
يا أمة لا إله إلا الله ..
اتقوا الله ..
يا أمة القرآن ..
اتقوا الله ..
يا أمة سورة الحديد ..
وسورة القتال ..
وسورة الأنفال ..
واعتزل ذكر الأغاني والغزل
ليس من يقطع طرقاً بطلاً
اتقي الله الذي عز وجل
وقل الفصل وجانب من هزل
إنما من يتقي الله البطل
عباد الله ..
أتريدون نصراً من الله ؟!..
أتريدون عزاً وتمكيناً ؟!..
أتريدون أن تربوا أبناءكم على الرجولة ؟!..
أتريدون بنات طاهرات عفيفات ؟!..
تريدون ؟!!..
استجيبوا لربّ الأرض والسماوات الذي قال :
{ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } ..
وأخيراً ..
هذه رسالة أوجهها إلى ..
المغنيين ..
والمغنيات ..
وإلى أصحاب القنوات ..
وإلى عبَّاد الدرهم والدينار والشهوات ..
أقول :
أنتم من أسباب ضعف الأمة وضياعها ..
وما ضاعت البطولات والانتصارات ..
إلا بسببكم ..
ووالله ..
ما زنى زانٍ ..
ولا شرب الخمر سكران ..
وما رقص راقص ..
ولا ضلَّ شاب ، ولا فتاة ..
إلا ولكم من ذلك وزر وعذاب ..
ولتحملنّ أثقالاً مع اثقالكم ..
فماذا ستقولون في يوم الحساب ؟!..
ستقولون : { إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ } ..
ألا ما أقبحه من عذر ..
وما أقبحه من جواب ..
ألا فتوبوا ..
قبل أن يحل بكم ما حلَّ بشهيد فنكم ..
ويُغلق الباب ..
قال ابن مسعود :
أنتم في زمان ..
يقود الحق الهوى _ يقول لأصحابه في ذلك الحين _ ..
أنتم في زمان ..
يقود الحق الهوى ..
وسيأتي زمان ..
يقود الهوى الحق ..
فنعوذ بالله من ذلك الزمان ..
ونحن _ والله _ فيه إلا ما رحم ربي ..
ونحن _ والله _ فيه إلا ما رحم ربي ..
قال الله : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } ..
|
بارك الله فيك أخي الكريم عادل على مرورك الطيب واتمنى أنك تستفيد من المادة الطيبة لشيخنا نسأل الله ان يفك أسره
|
مشكوور جدا لكلامك الجميل والرائع أخي dr.web فوالله الشكر ليس لي ولكن لله سبحانه وتعالى ثم الشيخ خالد الراشد الذي فقدناه بسبب أيادي خبيثة حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم فأرجوا أن تدعو له بفك اسره
موضوع يستحق التثبيت اخي المشوار
فقد انتشر الفساد في شباب الامة الاسلامية
أسأل الله العلي العظيم ان يجعله في ميزان حسناتك
وان يهدي شباب امتنا لما فيه الخير والصلاح
بارك الله فيك
|
اللهم أمين وبارك لله فيك و في مرورك اخت ليديا والكلام الطيب منــــــك
ولكن كما قال المولى عز وجل للشيطان
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ
(64) سورة الإسراء
وصوت الشيطان هو الغناء بتفسير علماء التفسير
جعله الله في ميزان حسناتك