تخطى إلى المحتوى

مأساة نهاية المسلمين في بلاد الاندلس 2024.

القعدة

القعدة

القعدة

مأساة نهاية المسلمين في بلاد الاندلس

لم يبق من معاقل الاسلام الجنوبية والشرقية في الاندلس سوى مملكة غرناطة (بعض المراجع تشير انها لم تعد مملكة ولا دولة وانما رمز للاسلام في الاندلس) وقد جاء دورها بعد الاستيلاء نهائياً على جميع القواعد والقلاع والحصون الاندلسية الاخرى، والتي غدت من املاك ملكي قشتالة فردنياند وايزابيلا وهي مالقة والمرية ووادي آش والحامة وبسطة وغيرها، وتدجن اهلها واصبحوا يدينون بطاعة الملكين، وارتد كثير من المسلمين عن دينهم، حرصا على أوطانهم، ومصالحهم او خشية الريب والمطاردة، وذهب كثير منهم الى المغرب، وتفرقوا في ثغوره، وهرعت الألوف الى غرناطة تلوذ بملكها السلطان الفتى، الا ان هذا السلطان كان يراقب الحوادث جزعا، ويشعر انها تسير الى نتيجة محتومة، هي سقوط غرناطة في يد العدو الظافر، وفي اثناء ذلك طلب ملكي قشتالة الى السلطان الفتى تسليم الحمراء، مقر الحكم والملك، هو قصر الحمراء الكبير وما حوله من الحصون والابراج وان يبقى مقيما في غرناطة في طاعته وتحت حمايته، اسوة بما فعله عمه الزغل، فثار السلطان الفتى لذلك الغدر وأدرك خطئه في محالفة ذلكما الملكين الغادرين، فجمع السلطان الفتى الكبراء والقادة وأجمعوا على الرفض والدفاع حتى الموت عن وطنهم ودينهم، وأجابوا الملكين بالحرب بعد محاولة اقناعهما بالعدول عن طلبهما، ودوت غرناطة بصيحة الحرب، وخرج السلطان الفتى، الذي اصبح رجلا مؤمنا بقضيته وأمته بعد ان كان خائنا لها بقواته يحاول استرداد القواعد والحصون المسلمة المجاورة، وثار في الوقت نفسه اهل البشرات معه، ووقعت عدة معارك بينه وبين ملكي قشتالة، استطاع في أواخر سنة 895 ه‍/ 1489م ان يسترد كثير من الحصون والقوى في تلك المنطقة، وعاد السلطان الفتى الى غرناطة ظافرا، وغضب الملكين لتلك المفاجأة التي لم يكونا يتوقعانه. وقررا انهاء امر غرناطة، فخرجا في ربيع عام 896ه‍ 1490م في جيش كبير مزود بالمدافع والذخيرة نحو غرناطة، فحاصراها في جمادي الآخرة في العام نفسه، وطال الحصار، ودافعت غرناطة عن نفسها دفاعاً مجيدا، ولكنها تعرضت للجوع والمرض، وهمّ السلطان الفتى مفاوضة الملكين للتسليم غير مرة، ولكنها كانت تلقي استنكارا شديدا أول الامر وخاصة من قائده موسى بن أبي الغسان، واخيراً اتفقت كلمة الزعماء على التسليم واختير ابو القاسم حاكم المدينة لمفاوضة الملكين، وتم الاتفاق بعد مفاوضات استمرت بضعة اسابيع الى وثيقة سرية مكونة من ست وخمسين مادة، تسلم فيها غرناطة الى الملكين طواعية واختيارا في ظرف ستين يوماً من تاريخ توقيع المعاهدة، وأن يؤمن المسلمون في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وأن يحتفظوا بشريعتهم وقضائهم، وأن يتمتعوا أحراراً بشعائر دينهم، وأن تبقى المساجد حرماً مصونة، وغير ذلك من المواد، وقد ذيلت هذه المعاهدة بنبذة خلاصتها، ان ملكي قشتالة فرديناند الخامس وايزابيلا يؤكدان ويقسمان بدينهما وشرفهما الملكي القيام بكل ما يحتويه هذا العهد من النصوص، ويوقعانها باسميهما ويمهرانها بخاتميهما، وعليها تاريخ تحريرها وهو يوم 25 نوفمبر 897ه‍ / 1491م، وما كادت أنباء الموافقة على عهد تسليم غرناطة تصل اسماع الناس حتى عم الحزن ربوع هذه المدينة، واضطرم الشعب بأسا وسخطا على قادته ولا سيما السلطان الفتى الذي اعتبر مصدر كل مصائبه ومحنه، وتعالى النداء بوجوب الدفاع عن المدينة حتى آخر نسمة وقد خشى السلطان ان تقضي هذه الحالة على خططهم وتدابيرهم، ولكنها انهارت قبل ان تنتظم وأضحى كل فرد يفكر في مصيره، وبعد عام من تسليم غرناطة ذيلت هذه المعاهدة مرة اخرى وبالذات يوم 30 ديسمبر سنة 1492م (يبدو انها لم تطبق بحذافيرها) بتأكيد جديد يأمر فيه الملكان ولدهما الامير وسائر عظماء المملكة بالمحافظة على محتويات هذا العهد، ويقسمان بدينهما وشرفهما الملكي بأن يحافظا، ويأمران بالمحافظة على كل ما يحتويه بندا بندا الى الابد، وقد ذيل هذا التوكيد بتوقيع الملكين وتوقيع ولديهما، وجمع كبير من الامراء والاحبار والاشراف والعظماء، وهكذا اذعنت غرناطة وسلمت وانتهت دولة الاسلام في الاندلس في صفر 897ه‍ / 1491م ودخل الاسبان غرناطة في الثاني من ربيع الاول 897ه‍ / 1492م وطويت بذلك الى الابد تلك الصفحة المجيدة الرائعة من تاريخ المسلمين في اوربا.

القعدة
مشكوووووووووور
الأخ فريد

شكرا اخي فريد ودمت بخير

شكرا لمروركم الكريم
تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.