الكاتب: أبو سليمان العتيبي
.poem {font-size:14pt;font-family:’Simplified Arabic’;color:rgb(0, 0, 0);}الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والاراضين، ومالك يوم الدين، الذي لا فوز إلا في طاعته ولا عز إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته، لا هدى إلا بالاستهداء بنوره، ولا حياة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في قربه، ولا صلاح ولا فلاح إلا في الإخلاص له، إذا أُطيع شكر، وإذا عصى تاب وغفر، لا يحصى عدد نعمته العادون، ولا يؤدي حق شكره الحامدون، ولا يُبلغ مدى عظمته الواصفون، بديع السموات والأرض وإذا قضى إمراً فإنما يقول له كن فيكون.
والصلاة والسلام على من بعث بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ كلمة قامت بها الأرض والسماوات، وخلقت لأجلها جميع المخلوقات، وبها أرسل الله رسله وأنزل كتبه، وشرع شرائعه، لأجلها نصبت الموازين، ووضعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وأنقسم الخلائق إلى مسلمين وكفار، وأبرار وفجار، عنها وعن حقوقها يكون السؤال والجواب، وعليها يقع الثواب والعقاب، عليها نصبت القبلة، وعليها أسست الملة، ولأجلها جردت سيوف الجهاد، وهي حق الله على العباد.
فأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة حق وصدق أتولى بها الله ورسوله والذين آمنوا، وأتبرأ بها من الطواغيت والأنداد المعبودين ظلما وزوراً من دون الله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.
أمة الإسلام…
إذا كان أعداء الله من الصليبيين واليهود، وأذنابهم المرتدين والرافضة المجوس؛ قد عاثوا في الأرض فسادا وأهلكوا الحرث والنسل، وإذا كانت رائحة الخيانة والخذلان والإخلاد إلى الأرض وترك الجهاد في سبيل الله تزكم الأنوف؛ فإن عباداً لله تعالى لا يرضون بالحياة إلا عزيزة كريمة، يرفضون العيش في ظل الإستعباد، شعارهم؛
لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ وأسقني بالعز كأس الحنظلٍ
إذا آذن مؤذن الجهاد؛ يا خيل الله إركبي، جعلوا الدنيا بما فيها من زخرف ومتاع خلف ظهورهم، وحملوا السلاح وما أدراكم ما السلاح! ضحوا في سبيل الله بكل غالي ونفيس ضحوا بإسرهم؛ وأسرة الأنسان أعز ما عنده، ضحوا بأموالهم والمال نفيس، ضحوا بالمسكن والمسكن عزيز، وضحوا بأغلى من ذلك كله يوم ضحوا بأنفسهم وشعارهم؛
ورؤسنا يا رب فوق أكفنا نرجوا ثوابك مغنماً وجوارا
قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
أيها المسلمون…
لقد حيرتنا الأحداث المتلاحقة، ولا ندري عما نتكلم وبما نتكلم…
أنتكلم عن جراحات المسلمين وما أصابهم من آذى الكفار؟! {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ}.
أنتكلم عن الأعراض التي انتهكت، والأموال التي سلبت، والكنوز التي نهبت؟!
أنتكلم عن المساجد التي هدمت والأرض التي أغتصبت؟!
أم نتكلم عن الفتوحات التي حلت والرحمات التي نزلت، والنصر والتكمين الذي لاح في الأفق؟!
أمتي المسلمة…
إن الله تعالى إذا قال؛ فهو الأصدق قيلا، وإذا وعد؛ فهو الأوفى عهدا، {ومن أوفى بعهده من الله}.
إن الله تعالى يقول – وإذا قال الله سقط كل قول -: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}.
أمتي المسلمة…
إن كل لحظة من تاريخنا، وكل ذرة من ترابنا، وكل كلمة من حياتنا؛ لتؤكد وتؤيد معنى هذه الآية؛ {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}.
إن المعركة الوحيدة على مر تاريخ البشرية جمعاء؛ معلومة النتيجة، محسومة الخاتمة، هي معركة الإسلام والكفر فحسب، قال الله تعالى {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ}.
اللهم إنا نسألك أن تجمع لنا بين الحسنيين، اللهم أيدنا بنصر من عندك، اللهم أختم لي بشهادة من عندك؛ تغفر بها ذنبي، وترضى بها عني، وتضحك بها مني.
أمة الإسلام…
إننا نقاتل ونجاهد في سبيل الله لما قام عباد الصليب بغزو ديار المسلمين وسوم أهلها سوء العذاب، يذبحون أبنائهم ويستحيون نسائهم.
إننا نقاتل ونجاهد في سبيل الله لما قام شرذمة من بني جلدتنا، ويتكلمون بلغتنا، قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان أنس؛ بموالاة الصليبيين ودعم دولة الطاغوت المرتدة في أجهزة الجيش والشرطة، فقتلوا العباد وأفسدوا البلاد وعاثوا في الأرض الفساد.
إننا نقاتل ونجاهد في سبيل الله حين انتهكت الأعراض وبلغ الأمر مبلغة وتفنن الأعداء في حرب الإسلام وأهله.
إننا نقاتل ونجهاد في سبيل الله لما ضاع حكم الله في بقاع الأرض، وصار الحق فيها باطلا، والباطل فيها حقا.
وصدق المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم: (يأتي على الناس سنوات خدعات، يُصدق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة)، قيل: وما الرويبضة؟ قال: (الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) [رواه أحمد].
أيها المسلمون…
إننا نقاتل ونجاهد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا؛ فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، قال الله تعالى {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله}.
قال بعض العلماء: إذا كان بعض الدين لله وبعضه الآخر لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله، {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}.
أننا نجاهد ونقاتل في سبيل الله لأن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات وأجل الطاعات، بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون، ولما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين وقمع الكافرين، ولا يرغب عن هذا الجهاد إلا المنافقون، قال الله تعالى: {لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ * وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}.
أيها المسلمون…
هل يسوغ بعد هذا لسائل أن يسأل؛ لماذا نجاهد؟ إننا نحرض الأمة جمعاء على الجهاد في سبيل الله، نحرض الأمة على قتال الصليبيين وقمع المرتدين، مقتدين في ذلك بسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم؛ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}.
فيا خيل الله أركبي، ويا أرض الله أشهدي، ويا سماء أمطري، ويا جنود الله هبوا، ويا حملة الراية قوموا، وبالجنة أبشروا، فلا والله لا نضع سيف حتى يحكم الله بيننا، سنقطع الأيادي، ونضرب الأعناق، {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}.
يا أمة الإسلام…
أما لكم في الصديق أسوة؟! أما لكم في خليفة رسول الله قدوة حسنة لما أشار بعض المسلمين عليه بألا ينفذ بعث أسامة، قال: (والله لو أن الطير تخطفني وأن السباع من حول المدينة، ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين ما رددت جيشاً وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حللت لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لو لم يبقى في القرى غيري لأنفذته، أفأطيعه حياً وأعصيه ميتاً؟!).
أما لكم في سعد بن الربيع أسوة، لما أصيب في غزاة أحد وفيه سبعون ضربة ما بين طعنه رمح ورمية سهم وضربة سيف، قال لقومه: (أقرأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم منى السلام وقولوا؛ إني والله لأجد ريح الجنة، ولا عذر لكم أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف)، ثم فاضت روحه، فرضي الله عنه ورحمه وأرضاه.
وأخيراً…
أحذر في رسالتي هذه، أحذر أولئك القوم الذين أتخذوا المكر سلاحاً والنفاق ملاذا.
أحذرهم… أحذر الذين أتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله من أرباب الحزب والسياسة، الذين يحالون أن يجمعوا بين الكفر والإيمان وبين التوحيد والشرك، ويقولون؛ إنما أردنا إحسانا وتوفيقا، وهم في الحقيقة إنما صنعوا إساءة وتلفيقا.
أحذرهم من مقت الله وغضبه أولا، فلقد أعد الله تعالى لمن كذب عليه وعلى رسوله وعلى أمة الأسلام عذاباً أليما ما لو علمه كثير من هؤلاء المغذين للشر والمؤيدين للأنحراف لأثروا الموت في مهدهم على أن يقعوا في هذه التبعات.
أحذر هؤلاء من عاقبة المكر في الدنيا والأخرة، قال الله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ}.
اللهم إن الأرض أرضك، والسماء سمائك، والبحر بحرك، والجند جندك، اللهم عليك بعباد الصليب وأذنابهم المرتدين، اللهم عليك بالروافض الحاقدين، اللهم عليك بطواغيت العرب والعجم، اللهم أحصيهم عددا وأقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا، اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى، اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى، اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى.
أخوكم المعتصم بالله
أبو سليمان العتيبي، من أرض الرافدين
فى ظل الإمارة الإسلامية في العراق
القاضي الشرعي لدولة العراق الإسلامية
اعدا ء الدين و اعوانهم من الروافض المجوسيين .
بارك الله فيك