مقدمة
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:
فقد أخبرنا الله في كتابه عن سعي الشيطان لإفساد المؤمن حتى يوقعه في الفحشاء والمنكر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }[النور:21] ألا وإن قبول الغناء والعزف من أعظم الخطوات التي يزينها الشيطان للمؤمنين، فمن قبل هذا التزيين تدرج به الشيطان حتى يرتكب الفواحش ويتعاطى المنكرات وعلى سنن الشيطان في التدرج المذكور صار شياطين الإنس، قال تعالى:{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا }[النساء-27]. فسر غير واحد من المفسرين الميل العظيم بالزنا، فانظر إلى هذا الالتقاء بين شياطين الجن والإنس، فكلا الفريقين يدعوان المؤمنين إلى السير في خطوات توصل إلى الفجور، وهل الأغاني إلا داعية الرقص، وهل الرقص إلا داع للخمور، وهل الخمور إلا داعية الزنا؟! فكل من رخص في سماع ملاهي العزف والطرب فهو متبع لخطوات شياطين الجن والإنس شاء أم أبى.
وقد يحسن بعض المسلمين الظن بمن يتبعون هذه الخطوات بسبب تقفرهم للعلم ودعواهم أنهم محققون وباحثون متجردون، ولكن هيهات هيهات أن يتم لهم ذلك، بل ستفضحهم النتائج التي توصل إليها من تجويز سماع الطرب والرقص وحضور أماكن المراقص والملاهي، وسيفضحهم أهل العلم حينما يكشفون تلبيسهم للناس وتلاعبهم بالأدلة والبراهين الشرعية، بل يزيد الله صنف المرخصين لما حرم الله من الغناء فضحاً بأن يجري على ألسنتهم أنهم تربوا على الأغاني واعتادوها فبقيت الرغبة فيها كامنة في نفوسهم، فلما وجدوا الأدلة والبراهين تخالف ما في نفوسهم فعمدوا إلى الطعن في الأدلة بطرق مخالفة للحق وأهله من تصحيح ما لا يصح من الأحاديث وتضعيفهم ما ليس بضعيف وتحميلها ما لا تحتمل ونسبة أقوال إلى أهل العلم الصحيح عنهم خلافها، إلى غير ذلك من الطرق التي سلكها المحرضون على الإقبال على كئوس الأرواح وخمر النفوس وسيتضح سلوكهم هذا للقارئ من خلال قراءته لرسالتنا هذه وأمثالها من الرسائل التي اعتنى مؤلفوها ببيان الحقائق لطلابها وتيسير المطالب لروادها وتقريب العواقب لمتأملها.
وقد سميت هذا الكتاب (السيف اليماني على من أباح »الأغاني«ولا تكفي هذه الرسالة وأمثالها في الرد على المتهورين في إباحة خمر النفوس »الأغاني« لكثرة ما كتبوا ونشروا في هذه المسألة، بل المطلوب مواصلة البحوث والتحقيقات فيها حتى ينجلي للناس ما خفي من الحق وينكشف لديهم ما دس من الباطل.
فالله أسأل أن ينفع بهذه الرسالة وأن يتقبلها مني بقبول حسن، وأن يبارك في إخواني الذين تساعدوا معي في إعدادها, وأن يخلف على طابعها في أهله وماله بكل خير في الدنيا والآخرة.
وكتبه/ أبو نصر محمد بن عبد الله الإمام
1/رمضان/1428هـ
———————————————————————–
جزى الله خيراً فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام ونفع الله به وأطال في عمره على طاعته .
من هنا لتحميل الكتاب
أخي الكريــــــم صهيب
مشكوووووووووووووووووووووور اخي العزيز
بارك الله فيك وفتح الله عليك
وبارك الله في جهدك في المنتدى
ودمت نجم رائع في اللمة
جزاك الله خير الجزاء
ودمت في حفظ الرحمن